ريتشارد هون صديق الابرياء/الدكتور جابر سعد الشامي

Mon, 24 Jun 2013 الساعة : 1:09

(الخدعة التي مارستها سعياً وراء المال تسببت بقتل وإصابة أبرياء) . بتلك العبارة واجه القاضي ( ريتشارد هون ) المتهم (جيمس ماكورميك ) الذي مثل أمام محكمة الجنايات الكبرى البريطانية بتهمة التحايل والفساد ودفع الرشاوى لبعض المسؤولين لتمرير صفقة الاجهزة المزيفة في كشف المتفجرات والعبوات الناسفة وتبين للحكومة البريطانية ان تلك الاجهزة هي للكشف عن كرات لعبة الغولف الضائعة والتى لا يجدها بعض اللاعبين وخاصة ان هذه اللعبة هي لعبة الطبقات الراقية والاثرياء والنبلاء في المجتمع البريطاني.
صديقي وصديق الابرياء والفقراء القاضي ( ريتشارد هون ) يخاف على دولاراتنا اكثر من فلان الفلاني وهو احرص على حياة ( ام جاسم ) اكثر من جارتها ( حسنه ملص ) , رغم انه لا يعرف اي من عمال البناء المتجمهرين في( مسطر ساحة الكاظمية ) وهو لم يسمع في حياته يوماً ان هناك بائع للكاهي على الجانب الايمن لجسر أبراهيم الخليل في الناصرية ولم يشاهد المرأة التي تلتف بعباءتها السوداء وتحضر مبكراً لتبيع القيمر العراقي ( كيمر العرب ) للذين يرغبون في نكهة عراقية جميلة هي خليط من ( الكيمر والكاهي ) . لو سمع صديقنا القاضي (ريتشارد هون) ان احدهم بربد ان ينقذها من حالتها الحرجة وتبرع لينقلها الى احد مستشفيات محافظة البصرة لحضر لزيارتها في ردهة النساء وقد يتبرع بعلاجها في مشافي لندن , ولكن {من يعرف فطيمة بسوق اللبن } فسوق اللبن العراقي مكتظ بـ 30% ممن هن تحت ( خط اللبن ) واللواتي لا يتعدى بيعهن دولار واحد في اليوم .
صحيفة الغارديان اللندنية تقول ان القضاة تشاوروا طويلا ً للنطق بمدة الحكم فأقترح احدهم بأن يجعلوها بعدد السنوات التي استمر الموت والارهاب يحصد من ارواح العراقيين , واقترح آخر أن يجعلوها مثل عدد رجال الامن في جزيرة (مونت كارلو ) الفرنسية, أما الاخير فكان اكثر انصافاً فيجعل الحكم بعدد الاجهزة التي باعها ( جيمس ماكورميك ) لفقراء الشعلة ومدينة الصدر والحرية والبطحاء والكاظمية والفلوجة وتلعفر وشارع نادر والمسيب والتي بلغ عددها ( 60 ) ستون الف جهاز .
صديقي وصديق الفقراء القاضي ( ريتشارد هون ) أنتفض عنده العرق (الويلزي ) وتساءل مستغرباً
- كيف ان تمثالاً مصرياً في متحف مدينة مانشستر البريطانية يتحرك ويدور 180 درجة لوحده دون تدخل احد , ولا تتحرك أجهزة كشف المتفجرات المعروفة اختصارا (ADE-651) ولو التفاتة صغيرة باتجاه شاحنة محملة بالموت تمر ( عيني عينك ) على سيطرات الامن العراقي .
صديقي وصديق الفقراء ( ريتشارد هون ) اطرق طويلاً واغرورقت عيناه بالدموع حينما سمع من أحد مساعدي ماكورميك " بأن قادة العراق لا يهتمون بحياة شعوبهم وكلُ ما يهمهم الاموالُ التي يَجمعونها" . وأقسم بينه وبين نفسه انه سيصدر (5) خمسة اوامر قبض بحق خمسة من مدراء الشركات المجهزة لهذه الاجهزة بالإضافة الى المتهم ماكورميك , ونحن لا نعرف متهماً واحداً نال عقابه جراء تلك الجريمة النكراء الا اسماً واحداً في هذه القضية هو اللواء ........ 

Share |