يا حمقى.. اثارة الطائفية.. هو (بجمع طائفتين بدولة واحدة).. وليس (بفصلهما كلا بدولة)/جعفر جاسم هلال

Mon, 24 Jun 2013 الساعة : 0:51

الحمقى من يريد ينفعك فيضرك.. والحقراء الذين يرون الضياع والكوارث ونزيف الدماء.. ولا يبالون تمسكا بمصالحهم الشخصية واجنداتهم الخارجية.. هؤلاء يضنون واخرين يروجون كذبا ونفاقا.. بان (الطائفية هي بتقسيم العراق وتاسيس دولة للشيعة بمنطقة اكثريتها.. ودولة للسنة بمنطقة اكثريتها..).. ولا (كأن اكذوبة العراق الواحد تشتعل فيه الطائفية والعنصرية التي سحقت جماجم الملايين وما زالت.. والجميع يتوقع انفجارها بابشع من ما سبقها ولتستمر الدوامة..).. فهؤلاء متغاضين عن حقيقة صارخة مفادها بان (الطائفية اصلا سببها هو جمع طائفتين متنافرتين بكيان سياسي واحد).. حالها حال اذا اردنا ان نفجر نقوم (بجمع البارود والنار) فيؤدي للانفجار.. وجمع (الحية بالبطنج) تؤدي للتنافر..

بمعنى (اذا تريد ان تثير الطائفية عليك بجمع طائفتين بكيان سياسي واحد) واذا تريد قبر الطائفية ومحاربتها وعدم اشتعالها (فك الارتباط القسري بين المكونات الطائفية.. بتشكيل كيان سياسي لكل مكون بمنطقة اكثريته).. وليس (بالشعارات الوحدة الزائفة .. ونثريات الحياة الوردية.. والمقولات الفارغة لا فرق بين الشيعة والسنة).. حالهم حال (من يقف امام سيارة مفخخة يقودها انتحاري سني.. بمنطقة شيعية اوقعت مئات الجثث).. ويظهر بالاعلام من يقول (لا فرق بين الشيعة والسنة.. والعراق مثال التعايش ؟؟؟)؟؟ وكانه في (روضة من رياض الخضرة والماء الحسن.. والناس فيها فرحين ويرقصون ومبتهجين)..

فوالله امثال هؤلاء النائمين ورجليهم بالشمس هم سبب خراب الدنيا وادامة الازمات والايهام بوضع وردي بوضع مزري.. وخداع الناس بالتحسن مستقبلا.. والوضع يزداد تأزما بكل لحظة.. بل يمكن تشبيههم بالحمقى وبائعي الضمير (الذين وصفوا هزيمة الكويت.. بالانتصار وبام المعارك).. فماذا يمكن ان نقول لهؤلاء غير (خسئتم).

وننبه لمسالة بنفس المحور.. (باكستان دولة سنية).. مجاورة (لايران دولة شيعية).. لم تحصل اي حرب طائفية بينهما السؤال لماذا ؟؟ الجواب هو بسؤال.. ماذا (لو كانت ايران وباكستان دولة واحده باسم جمهورية ايرانباكستان).. ماذا سوف يكون مصير هذه الدولة (غير اشتعال حروب طائفية لا تنتهي بين المكونات الكبرى فيها الشيعة والسنة).. كذلك (الاردن دولة سنية شعب ابو مصعب الزرقاوي).. تجاور (العراق).. لم تحصل حروب بين العراق والاردن على اساس (مذهبي طائفي) ولكن ماذا سوف يكون الحال لو (العراق والاردن دولة واحده)؟؟غير حروب طائفية لا تنتهي بين الشيعة والسنة).

وكذلك العراق والسعودية.. لم تحصل اي حرب طائفية بينهما.. رغم (الكراهية بين الشيعة بالعراق ضد الوهابية التي تمثلها السعودية).. وبين ( السعودية المعادية للشيعة التي تمثلها الاكثرية بالعراق).. (لان هناك مؤسسات دولية تحكم العلاقات بين الدول وتمنع الحروب فيما بينها).. بينما اليوم تحصل حروب وازمات وكوارث وقتال وقتل على الهوية بين المكون الشيعي والمكون السني بالعراق.... فماذا لو كان العراق والسعودية دولة واحدة (بالطبع سوف تكون الازمات والصراعات الطائفية) سيد الموقف.

فالتداخل بين المكون الشيعي والمكون السني.. هو السبب الرئيسي في تهديد النسيج الاجتماعي .. فاكثر المناطق تداخلا بين الشيعة والسنة.. هي اكثر المناطق (المائعة الانتماء والهوية).. واكثرها ازمات طائفية وعنصرية.. وحرب على الهوية.. واكثرها استهدافا من قبل الانظمة السابقة.. والجماعات المسلحة حاليا.. بل يمكن تسميت تلك المناطق (بالقنابل الموقوته) التي يجب ان تعالج اليوم قبل الغد..

فالزيجات بين الشيعة والسنة وحتى القبائل التي تحمل نفس الاسم وفيها شيعة وسنة.. هي ليست عوامل للوحدة بل عوامل للتفكك والانفجار .. فخلال الحرب الطائفية.. مثلا.. اصبحت تلك المناطق هي فتيل الازمة والانفجار الطائفي التي تمددت وتوسعت على المناطق الاخرى..

ولا يعالج الامر الا بالتقسيم.. وخاصة لدول مصطنعة مركبة كالعراق.. وما سبقها كالباكستان.. التي عالجتها ضمن (من يريد البقاء بالهند فاليبقى ومن يريد الذهاب لباكستان فليذهب).. .. فالهند وباكستان.. انفصلتا ولحد اليوم يوجد بالهند الهندوسية اكثر من 150 مليون مسلم.. وفي باكستان اكثر من 20 مليون هندوسي وسيخي..

ونرد على من يقول بان (هناك دول فيها طائفتين بل بعضها يوجد فيها مئات الالوان من المكونات) يكون الجواب.. (هذه الدول اما فدرالية مستقرة).. او (دول مركزية يقينا.. تعاني ازمات وحروب).. فاي دولة فيها مكونات متنافرة.. كل منها لديه منطقة اكثرية جغرافية خاصة به.. النتيجة هي ازمات وصراعات وكوارث واستنزاف للاموال والدماء والاعمار.. والفدرالية في كثير من الاحيان ايضا تفشل بالاستقرار.. حالها حال المركزية المأزومة في دول مركبة.. فيكون الحل الجذري الوحيد هو (التقسيم).. فتقسيم المقسم ليس بتقسيم.. فالاولوية لحقن الدماء.. وليس لبقاء دول فاشلة.. وهذا ما يجب تطبيقه بالعراق.

فالعراق منطقة جغرافية عبر التاريخ وليس دولة.. ومنطقة العراق.. مقسمة اصلا ليس فقط ديمغرافيا بل حتى جغرافيا.. منطقة كوردية امتدادها الجغرافي جبال.. ومنطقة شيعية امتدادها الجغرافي سهل رسوبي واهوار.. و منطقة سنية عربية امتدادها الجغرافي صحراء.. اي ان الله مقسمها ليس فقط بالاطياف .. بل حتى بالطوبغرافيا.

علما ان العراق شكل كدولة فاشلة من اساسها.. مصطنعة مركبة.. بخارطة الشرق الاوسط القديم سايكيس بيكو خارطة الاستعمار الاوربي ببداية القرن الماضي.. وبذلك منع المستعمر بالتحالف مع اللوبي السني بالمنطقة.. نتيجة اخطاء وقع بها قيادات شيعية بالنجف.. من قيام دولة شيعية قوية بمنطقة الاكثرية الشيعية من الفاو لشمال بغداد..

وهنا نكرر ما ذكرناه بمقالة سابقة:: بخصوص الرد على من قد يتهمنا بالتطرف والطائفية.. نرد عليهم:

اولا : التطرف.. هو ليس ابداء الراي.. ووضع النقاط على الحروف.. وكشف الحقائق.. بل استخدام العنف ضد الاخر على اساس مذهبي او ديني او قومي او راي فكري او سياسي ونحن لا ندعو للعنف ضد الاخر.

ثانيا.. السنة المتطرفين يدعون لقتل الاخر الشيعي على اساس الهوية والفكر والراي ونحن لا ندعو لقتل السني.. بل ندعو لفك الارتباط القسري بين المكونات التي تسبب العنف والتطرف والطائفية والعنصرية..

ثالثا.. قبل عام 2003 يتم قتل الشيعة بمقابر جماعية ويزجون بحروب داخلية وخارجية.. وتحرق مناطقهم بارض محروقة.. كتجفيف الاهوار وقطع ملايين النخيل وهدم القرى وحرقها.. والتجويع والتفقير والتعهير والتهجير.. وبعد عام 2003 ايضا ورغم مشاركة المحسوبين شيعيا بالحكم بالمشاركة والتوافقات مع السنة والكورد.. استمر قتل الشيعة بالتفجيرات والاغتيالات و القتل على الهوية ونهب الثروات.. وكلها في ظل اكذوبة العراق الواحد.

........................................
ليتأكد شيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474

Share |