جهاد مرسي ضد ... سوريائيل/محمد علي مزهر شعبان
Sun, 23 Jun 2013 الساعة : 11:13

السيد مرسي اي جهاد اعلنت ، وضد من ، ايها الغضنفر ؟ اين تتجه بوصلة الاخوان المسلمين وهم يتسلمون السلطة في مصر ؟ ما ماهية خطابك وكأنك تخاطب بيغن وعصابات الهاغانا يوم عنترياتكم ويافاطاتكم الاكذوبة التي لم تتحرك قيد انمله بهذا الاتجاه ؟ نعم لقد فارقت مصر العروبة بل حتى انها فارقت الوطنية منذ عشرات السنين ، تلك الوطنية التي تمثلت بعرابي وسعد زغلول التي نهلت من معين العروبة . وحتى من زايد بشعارات القوميه ، ومن اوميء اليه انه سيقذفهم بالبحر ، قذفكم في البحر وقذف الامة بتناحر ، وحرب اليمن ليست بعيدة عن الذاكرة حين نغور في اسبابها . ومن مقتل امين الامناء واوفى الاوفياء والذي ادى بالعلن دون اختفاء ، صاحب المنصة ذو الوجه عبوس ، الذي اعلن ما يريد ولم يتبرقع بشعارات القضية ، وحين بدأ التيار اليساري ان يستحوذ على صوت الشارع بقيادة خالد محي الدين ، ارتأت امريكا ان تبدل الوجه العبوس بأخر مبتسم يمتلك صفة العميل المقبول في شارع ضحك على ذقنه . هي ذي امريكا حين تبدل الوجوه لانه من اولويات سياستها وامنها القومي .
سيد مرسي كنت بديلا لمبارك ، بعد ثورة شعبية عفوية لم يسنح لها ان يقودها او يتصدرها اصحاب نضال ، بل اما اولئك الذين اتوا من تفريخ السلطة وازلامها ، او اؤلئك اللذين سكنوا فنادق الخمس نجوم في ليالي الانس في فيينا ، فضاعت الثورة وسرقت ، حتى وان جاءت من صناديق يحرسها اهل الهراوات .
والسؤال هل اعلانك الجهاد ضد سوريا ، وكأن الديمقراطية قد توجها حكمك ، وملأت بلدك قسطا وعدلا ، حين توعز الى البلطجيه في النزول الى الشارع ، ضد اي حركة او تظاهرة للطرف الاخر ؟ بل هو الافلاس الذي اصاب مصر ، افريقيا وعربيا واضحت خالية الوفاض من كل شيء لتعلن الجهاد على وطن يعيش ذات الصراع الذي تعيشه ؟
وطنك على ابواب الانفجار في نهاية هذا الشهر ، فبدأت بروفات " الابضايات " واهل المدي والهراوات تنزل الى الشارع كمقدمة لالتحام لا تدرك عقباه . ان كل الدلائل تشير الى صدام عنيف بل ودموي بـــين المعارضة والجماهير المصرية وبين مرسي واتباعه وهو امر اضحت المقدمات توحي اليه ، ولا احد يجرؤ على تصور نهايـــة لهذا الصدام إلا تلك التي تزيل «الاخوان المسلمين» من المشهد . ربما تراهن انت على الجيش في حربك القادمه مع مناؤيك من شعبك قبل تجهيزك مليشات او ربما تصل بكم حتى الى ارسال جيش الى حرب سوريا ؟
يبدو ان من البلاهة بمكان هكذا رهان ، لان القناعة المطلقه عند المعارضه الجماهيرية هي وقوف الجيش الى جانب الشعب ، حتى وان اخذك نزوعك الطائفي المقيت ، الممتد من ذهنيتك المتوتره الممتده من تونس ، لدكاكين ليبيا المتناحره والمنبثقة من رأس الفتنه " خصي موزه " الى سيدتها الاولى في السعودية ، من عرورها لعريفيها لشيبة الدم التي تسكنها شياطين الارض " القرضاوي" من ذلك التجيش من العصابات المأجوره من الشيشان وافغانستان وحتى داعية الرقي اوربا . لتقيم حكم الاخوان على بلاد الله في مصر وليبيا وتونس والعراق والاردن واليمن امتدادا مع نفق التأسيس وحاضنة التجهيز والتجليس في الرياض والدوحة. ولنستانس برأي صديق قديم جديد حيث يقول : رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي «الموساد» السابق، مائير داغان، أنه في ظل التغيرات الحاصلة في الشرق الأوسط، أصبحت هناك فرصة لدى إسرائيل بعقد تحالفات في المنطقة، مشيرا إلى أن العرب أصبحوا أقل عداء لإسرائيل .
هذا الامر وان بدى مجرد اشعار بالمتغيرات على الارض فمن الضرورة ان نعرف أن من يديروا الدفة بهذا الاتجاه ، مدركون تماما بأن الاتجاه نحو اسرائيل ، أضحى مسئلة لم يمنعها خجل او خفر او حياء او تستر ، فقد انبطح البعض امام هذه الارادة الامريكية الاسرائيلية قبل كامب ديفيد باشواط ، لكن الازمة لم تكتفي بالميول نحو اسرائيل بل تحول العداء الى من يحمل سمة العداء والمقاومة ضد اسرائيل . فالحرب الان متجهة نحو سوريا وحزب الله والعراق ، العراق المعتدل المواقف الواضح الرؤى ، القاريء دون ميول تحكمها الطائفية ، او السمسرة بالشعارات على اي مرسى سترسي الامور .
انقلبت الموازين يا مرسي وحصادها الهشيم فهذا احد حكماء مصر " محمد حسنين هيكل " يقول فيك : إن مرسي اقترف أخطاء قاتلة خلال الشهور الأخيرة تكفي لإسقاط نظامه، وأن أخطاء يونيو كشفت يقينا أن جماعة الإخوان إن لم يكونوا صالحين فهم غير قادرين أيضا على الحكم .
ويبدو ايها الرئيس انك تجاوزة كل الخطوط المسموح بها لرئيس دولة افرغ ما بات في جعبته على حين غرة سموما ، طفح غلها ، اعلان حرب على بلد عربي دون ان يكون وسيط خير لاكبر دولة عربية ، في خضم هذه المتغيرات الدولية ، ويبدو انك لا تفقه ان الحرب في سورية سارا بها خط سرت به مع حلفائك بنزعتهم الطائفية ، وخط مواضع الاقدام في منطقة المياه الدافئه التي امتدت الى ما تحت البحر المتوسط من نفوط ، والتحكم بهذة الرقعة من الارض في الشرق الاوسط بين الكبار