وأخيرا تحقق أحد أحلام الطفولة بزيارة مدينة طليطلة الأسبانية!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري
Sun, 23 Jun 2013 الساعة : 10:44

لاشك أن أيام الطفولة البريئة من أجمل الأيام عند أكثر الناس!.كنا وقتها في الصف الخامس الأبتدائي وفي مدرسة العباسية في مدينة الشطرة عندما قرأنا في كتاب التأريخ أشياءا مفصلة عن الحضارة العربية في الأندلس.من جملة ماقرأنا هو أن هناك مدينة لاتبعد كثيرا عن العاصمة الأسبانية مدريد،إسمها طليطلة والتي كانت أيام الحكم العربي هناك( والذي دام حوالي 350 سنة)مشهورة بصناعة الأسطرلابات (للعلوم الفلكية! )،حيث كان العرب هناك من المتقدمين أيضا من هذه الناحية عالميا.مرالزمن وأستقر بي المقام في أوربا(ألمانيا)،حيث تركت العراق عام 1967 .لم أنس طوال هذه المدة(إسطرلاب طليطلة؟).زرت الكثير من الأماكن التي قررت أثناء الطفولة وأيام الشباب زيارتها !.قبل شهر قررت زيارة مدينة طليطلة وتحقيق أحد أحلام الطفولة أيضا!.فوجئت عندما رأيت نوعا ما من("طبيعة المدن العربية الصغيرة"؟)لاتزال تسود في هذه المدينة الصغيرة الخلابة. كان أملي كبيرا أن أعثر على كثير من ماتركه العرب هناك من بنايات مثلا!ولكن لم يتحقق هدفي!. قصر( الحكم العربي !)هناك قد تم تحويله إلى (متحف حربي!)،هناك عدة كنائس ومعبدان يهوديان!ولكني لم أعثر على جامع (عامر!)،فتشت كثيرا عن الآلات التي إشتهر العرب بصناعتها هناك(مثل الأسطرلاب المذكور أعلاه!)ولكن دون جدوى.التجول في المدينة أعاد ذاكرتي إلى التجوال في أزقة مدينة الشطرة الضيقة.لم أشاهد شيئا(حيا!)يدل على أن هذه المدينة الصغيرة، والتي كانت أيام الحكم العربي؛كمدينة قرطبة الأندلسية!مثالا للسلام والوئام بين (منتسبي !)الأديان السماوية الثلاثة(الأسلام والمسيحية واليهودية!)،ماعدا كلمات(بسم الله الرحمن الرحيم،ولا غالب إلا الله ولا إله إلا الله!) مكتوبة على سقف بناية كانت يوما ما مسجدا؟ وأصبحت الآن متحفا صغيرا لبعض الآثار!.الشيء الذي لم يتغير كثيرا(حسب إعتقادي!)هو رغبة السكان الكبيرة لأكل الحلويات العربية الأصل(كما هو الحال في إسبانيا بصورة عامة والأندلس بصورة خاصة!).بعد أن تناولت قسما لابأس به من("حلوياتنا"؟) والتي أعادت لي أيام الصبا في مدينة الشطرة الحبيبة وحلوياتها(زلابية،بقلاوة،من السما،ملبس...الخ)،حمدت الباري عز وجل على بقاء هذه(الأشياء البسيطة على الأقل!)من( مخلفات!)من أدخل الحضارة إلى أوروبا.