هذا فساد ..فماذا ستفعل يا رئيس الوزراء؟/جمال الطائي

Sun, 23 Jun 2013 الساعة : 0:30

منذ سقوط النظام البعثي في العراق عام 2003 دأبت حكومات وأنظمة على اعلان عداءها للنظام العراقي الجديد وسخـّرت كل امكانياتها المالية والبشرية والمخابراتية من أجل اسقاط الديمقراطية في العراق ، هذه الدول ومنذ عشرة سنوات تخوض حربا ً مفتوحة في العراق ، وحينما نقول حرب فهي حرب بكل المقاييس ، تفجيرات وخطف واغتيالات بالكواتم وتهجير من مناطق كاملة وقطع طرق وتشريد علماء وكفاءات وتخريب للاقتصاد وتدمير للبنى التحتية ، فماذا بقي من كل مفردات الحروب لم تستخدمه هذه الدول و ( أذرعها ) في العراق ، ولان الحرب النفسية باتت أليوم من الاساليب الناجحة التي تتبعها الدول ضد أعداءها فقد ا ُستخدمت هذه الحرب مع العراقيين أيضا ً ، فتم تسخير مئات الملايين من الدولارات وعشرات الفضائيات والصحف ومئات مواقع الانترنيت للنيل من العراقيين وتثبيط هممهم وادخال اليأس في قلوبهم لينقلبوا على تجربتهم الفتية ، ولان الشباب هم أمل كل أمة ناهضة ، والعراق بعد حروب عديدة وحصار طويل لابد له أن ينهض باقتصاده وزراعته وصناعته وعلومه فلابد أن يعتمد على الشباب ، لذلك ركـّز أعداءنا في حربهم ضدنا على الشباب ( رُغم انهم لم يدّخروا شريحة عراقية لم يستهدفوها ) الا ان ّ استهداف الشباب يعني تأخير البناء والتطور العلمي والاجتماعي في البلد ، وشبابنا لم يـُحارَبوا فقط في أماكن عملهم بتفجيرها وفي مدارسهم وجامعاتهم بتهجير الكفاءات العلمية التدريسية ولم يـُحاربوا في مستقبلهم بايقاف عجلة البناء والمشاريع التي يمكن أن تستوعبهم وتلبي طموحاتهم ، بل حوربوا أيضا ً في تطلعاتهم واحلامهم وحتى في هواياتهم ورغباتهم الشخصية ، فكم من مقهى ومنتدى وملعب رياضي تم استهدافه لابعاد الشباب واحباطهم ، ولعل واحدة من أكثر الرياضات شعبية في العراق هي رياضة كرة القدم ، التي لا ينكر أحدا ً انها في وقت ذروة ألمد ّ الطائفي الدموي في العراق استطاعت أن تعمل ماعجزت عنه كل الاحزاب والشخصيات السياسية من تجميع العراقيين خلف منتخبهم وتوحيد كلمة الشعب وهو يصرخ ..( عراق .. عراق )..لذلك فقد ركـّز أعداءنا على كرة القدم العراقية ، ولا أعتقد بوجود منصف ينكر ان الكرة العراقية تتعرض ومنذ السقوط الى مؤامرة دنيئة تقودها دول عربية ( هي نفس الدول التي تقود المؤامرة السياسية ) بايدي عراقية تربـّت على ايدي النظام السابق ، ولنتكلم بصراحة شديدة فلا اعتقد ان رئيس الاتحاد الحالي / ناجح حمود يمكن تصنيفه من **********الجديد أو من ألمؤمنين بالتغيير ودليلنا على ذلك هي المراسلات والايميلات التي بعثها الى الاتحادين الاسيوي والدولي مملوءة بالمغالطات والحقد الاعمى على العراق ،ولو تابعنا بشيء من الانصاف خطوات الاتحاد و ( تخطيطه ) المبرمج منذ استلامه مهمة قيادة الكرة العراقية لوجدناه قد سار بخطى حثيثة ومدروسة لكي تنتهي الكرة العراقية لما انتهت له اليوم كأسوأ فرق اسيا على الاطلاق ، فمن اخراج العراق ( بمؤامرة ) من الدورة الاولمبية الى التلاعب بالدوري العراقي وافراغه من أية قيمة جمالية أو تكميلية للمنتخبات ، الى اهمال دوري الفئات العمرية والناشئين الى التلاعب بالمنتخب الاول من خلال تغيير غير علمي ولا منهجي للمدربين ، وفضيحة قبض اموال من اللاعبين لدعوتهم للمنتخب وعدم الشفافية في عقد زيكو ورداءة التهيئة للمنافسات الدولية التي انتهت بخروجنا ألمذل من تصفيات كأس العالم واختيار منتخبنا كأسوأ منتخب في هذه التصفيات ، هذه كلها تصب في خدمة الحرب النفسية التي يشنها علينا اعداءنا وبالذات على شبابنا لمحو أي رابط لهم بوطنهم أو حس بفرحة ترفع اسهم العراق في قلوبهم ،
غالبا ً ما كان السيد رئيس الوزراء وفي أكثر من لقاء تلفزيوني حين يـُسأل ُ عن الفساد والمفسدين فهو يصرّح دائما ً ويدعوا المواطنين الى أعطاءه أي معلومات يستند لها لملاحقة الفاسدين وضربهم بيد القانون لتطهير أجهزة الدولة منهم ، ورُغم قناعتي الكاملة بالفساد المستشري في اروقة اتحاد الكرة ، فساد في عقد زيكو وفساد في الايفادات والسفرات والمخصصات ، وفساد في اختيار دول معينة كي تكون ملاعب للعراق وهي دول معادية للعملية السياسية وتصرف ملايين الدولارات لتخريبها ،مع كل ذلك فأنا أكيد ان السيد رئيس الوزراء أو مستشاريه لن يحركوا ساكنا ً ضد الاتحاد .... ،
ولكن مارأي السيد المالكي بما قاله السيد / قصي السهيل النائب الاول لرئيس مجلس النواب من على قناة الفضائية العراقية الرسمية في برنامج بعد التاسعة حيق أقــرّ بوجود فساد ( وليس شبهة فساد ) في عمل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ، وساق السيد النائب عدد من الامثلة عن الفساد في القطاع الرياضي سأستعير منها مثالين فقط ، ذكر السيد السهيل انه يسافر الى انكلترا ببطاقة سفر تكلّف الدولة 1000دولار فقط في حين يسافر مسؤل في الاتحاد الى انكلترا ببطاقة سفر تكلــّف 13000 دولار وهذه سرقة واضحة ،أمــّا المثال الثاني الذي ذكره السيد السهيل باستغراب فهي دعوة اتحاد الكرة لرئيس لجنة الرياضة والشباب البرلمانية لمرافقة المنتخب الوطني في رحلته الى استراليا وقد وصف السيد السهيل هذه الدعوة بــ ( الفساد الواضح )، فالمنتخب الوطني كان في رحلة ( تحصيل حاصل ) لادور لها في ترشحه لكاس العالم ، ثم ان لجنة الرياضة والشباب يـُفترض انها الجهة الرقابية التي تشرف على عمل الاتحاد وتحاسبه على اخفاقاته وبالتالي لا يمكن اعتبار هذه الدعوة سوى ( رشوة ) تقبـّلها بكل سرور السيد رئيس لجنة الرياضة والشباب لغضّ النظر عن تلال من مستندات الفساد المالي والاداري للاتحاد ، ولم يكن اتحاد الكرة سيعطي هذه الرشوة لو لم يكن يعرف جيدا ً مقدار الفساد الذي تنضح به كل مفردات عمله مما يجعله تحت المساءلة القانونية ، وللعلم فقط فان مخصصات الاتحاد تـُصرف له للعناية بكرة القدم والاندية العراقية وتقدّمها وليس لتقديمها كرشاوي للمسئولين ،
كلام السيد / قصي السهيل النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي كان واضحا ً وصريحا ً ان الفساد في اتحاد الكرة العراقي ( مـُرعب ) ، وبما ان البرلمان وبحسب قول السيد / السهيل أصبح جهة متهمة في هذه القضية ( بعد تورط رئيس لجنة الرياضة والشباب في سفرة استراليا ) ، ولان السيد رئيس الوزراء صرّح في اكثر من مناسبة انه يدعوا المواطنين لتزويده بملفات الفساد لمتابعتها واجتثاث المفسدين فانني اوجــّه خطابي مباشرة للسيد / نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي :
سيادة رئيس الوزراء ، هذا ملف فساد واضح وجلي بالاسماء والاشخاص والتواريخ ، ونحن نلزمك بما ألزمت به نفسك حين تعهدت بالتصدي للفساد والمفسدين ، ولا تسمح لاحد من مستشاريك أن يدافع لهذا الاتحاد الفاسد بالقول ان العراق تنتظره مشاركات مهمة ، فنحن ( وبفضل هذا الاتحاد البائس ) خسرنا أهم مشاركتين يحلم بهما أي بلد في العالم وهما الدورة الاولمبية وكأس العالم ،
وختاما ً سيدي رئيس الوزراء لا تتباطأ في الاستجابة لمطالب متظاهري الرياضة العراقية ولا تسمح لكتلة أو سياسي أن يتبنى هذه المطالبات ويجعلها سلاحا ً يحارب به الحكومة وسيادتكم على وجه الخصوص ... أللهم هل بلــّغت ، أللهم فاشهد.

ألمهندس / جمال الطائي

Share |