علاقة الفوضى الخلاقة بالاجندة السياسية والطائفية/عصام الطائي
Fri, 21 Jun 2013 الساعة : 23:37

هناك قول للامام علي ع حيث يتحدث عن حالة الناس وقت الفتن ( واذ يبكي الباكيان هذا يبكي لدينه وهذا يبكي لدنياه ) اذ يضحى اغلب الناس تتعرض الى المحن والمصاعب والمصائب الشديدة ولكن اصعب حالة حينما يحصل اللبس حيث يحتار الناس في معرفة الحقيقة فلا يعرف المحق من المبطل يقول الامام علي ع ( ان الفتنة اذا اقبلت شبهت واذا ادبرت نبهت) اذ في حالة الشبهات تضيع الحقيقة عند البعض من الناس والذي يطلع علىاقوال الامام علي ع يشعر ان الامام علي ع قد استطاع ان يستوعب الماضي كأنه عاش فيه وعاش الحاضر وقد علم كل جزئياته وتفاصيله لذلك كان له المعرفة الدقيقة للواقع وله رؤية واضحة للمستقبل لذلك اضحت اقوال الامام علي ع نور يستضى به كل شخص يحب معرفة الحقيقة.
والذي يدرس الفترة التي عاشها الامام علي ع بالاخص فترة حكمه يمكن ان تكون لاي شخص صورة واضحة عن الفترة التي يعيشها أي تكون له رؤية واضحة غير مبهمة وغير غامضة وان الخوارج بالرغم من تدينهم الا ان حقيقتهم هي وجود سذاجة في شخصياتهم لذلك وقعوا في اشتباهات كثيرة وكان الكثير من مواقفهم واراءهم خاطئة فلم يعيشوا حالة الطاعة للامام علي ع وهي عكس شخصية البعض الذين لهم طاعة لكل ما يريده الله فالامام الجواد ع بالرغم من صغر سنه الا ان الانسان المؤمن سواء أكان عالما او غير عالم له تسليم بشرعية امامة الجواد ع بالرغم من صغره لان المناط هو الامتثاال للاوامر الالهية وهذا عكس الخوارج الذين ليس لهم في مثل الطاعة بل لهم ايمان شكلي وليس عميقا ونفس المشكلة مع الاشخاص الذين شاركوا في معركة الجمل فعدم معرفتهم حقيقة الامام ع بالاضافة الى جانب الحسد والحقد سبب شن حرب ضد الامام المفترض الطاعة وهذه الحالة التاريخية نجد لها في زماننا الحالي اناس بالرغم من تدينهم الا ان رؤيتهم للقضايا رؤية غامضة ومبهمة بسبب ضعف التسليم والخضوع للاوامر الالهية فنجد احد المشايخ وهو رائد صلاح من فلسطين يتحير لما يحدث في تركيا ومصر وليبيا وتونس من مشاكل وازمات الا ان الصورة هي واضحة لمن له معرفة بالواقع لان الرؤية تكون واضحة للشخص سواء للماضي وللحاضر وللمستقبل .
وبعد ان اضحت المعاهدات القديمة التي اسسها المستعمر لا تفي بالغرض وبعدما اضحت اراء كيسنجر لا تفي بالغرض اضحت نظرية الفوضى الخلاقة هي الاسلوب المثالي في سيطرة الاستكبار على العالم العربي والاسلامي وبذلك كانت اجندة الاستكبار العالمي بالاضافة الى اجندة الاحزاب السياسية الضيقة التي تنظر الى مصالحها الحزبية بالاضافة الى الاجندة الطائفية مما جسد صورة يطمح اليها الاستكبار العالمي وبذلك نجد مظاهر مضلات االفتن في واقعنا الاجتماعي والسياسي مما سبب فقدان الامن بكل اشكاله وبذلك سلبوا هؤلاء اهم نعمة يطمح اليها أي انسان يرغب من ان يعيش في هذه الحياة بكرامة وسعادة.
واننا هناك بعض الاحزاب السياسية قد تصدر منها مواقف خاطئة والمفروض في الحالات الصعبة التي يصعب تشخيص بعض القضايا على الاحزاب ان تتريث ولا تصدر مواقف معينة تسبب اساءة لها حاضرا ومستقبلا بل عليها التوقف ففي عالم الفقه قد يصدر من الفقيه حالة التوقف في مسائل فقهيه اذا كان ليس له وضوح في المسالة الا اننا نجد في عالم السياسة قد يقع البعض ضحية الاستعجال في المواقف وفي الحالات الشخصية اذا اريد تقييم انسان ما ولا يعرف انه انسان جيد او لا عليه ان يقول لا استطيع ان احكم عليه ولا يستعجل في اصدار الحكم عليه ما لم يكن له وضوح تام وهكذا في كثير من قضايا الحياة لا بد من الوضوح التام والا مع الغموض والتردد يجب التوقف عن اصدار أي حكم فقد يسجل سلبا حاضرا ومستقبلا .
ومن المعلوم ان هناك سنن الهية تحكم نظام الكون وسسن تحكم نظام المجتمع وان أي سلوك سلبي من قبل أي جهة سياسية او دينية او قوى اقليمية او دولية لا بد ان ياتي اليوم ليعاقب الله سبحانه وتعالى أي جهة من تلك الجهات لان الله سبحانه يمهل ولا يهمل وهناك قول للسيد محمد باقر الصدر وهو يتحدث في كتابه المدرسة القرانية عن الحالة الفرعونية حيث يقول ( انك تستطيع ان تتحدى الله لفترة ولكن لا تستطيع ان تتحدى الله على مر التاريخ ) فكل سلوك سلبي فهو يعتبر تحديا لارادة الله فاذا صدر من أي جهة سياسية او دينية لا بد ان تعلم ان هناك عقابا الهيا مستقبلا لا بد ان تعاقب به حتى ان القران الكريم يتحدث بانه ما من قرية الا ومعذبها الله قبل يوم القيامة وتعبير القرية ينطبق الان على أي دولة او حضارة او جهة او تكتل او حزب او قومية او عشيرة فالكل معرض للعقا ب الالهي اذا ما كان هناك تقصير بحق الاخرين.
وان الزمن كفيل بكشف كثير من الحقائق اذ ما كان هناك غموض في مواقف معينة قد لا يستطيع البعض استيعابها فلا بد من الحكمة ان لا يستعجل البعض بتقديم الاتهامات ضد الاخرين وان يكون الحكم على سلوك الاخرين بكونه ايجابيا لان لا بد حمل فعل المسلم على محمل حسن ولا بد ان يكون الحكم على علم ويقين لا على الاوهام والتخيلات والتصورات الخاطئة لان كثيرا ما يكون الجهل هو السبب في كل هذه التخيلات والاوهام والتصورات الخاطئة.
عصام الطائي