رجل في قارورة/عباس الحبتري
Fri, 21 Jun 2013 الساعة : 23:16

كان ما كان وفي سالف العصر والأوان في قرية المحبة,كل شيء له رائحة ولون وكل شيء له مزاجه الخاص , وكل شيء له ضمير من اصغر مخلوق إلا وهو النملة إلى اكبر مخلوق .........
باستثناء حاكم هذه القرية !
الذي لا يعرف سو النوم والأكل وجيبه الخاص , وحساب كرشه بالسنتمتر المربع كل يوم ,هذه عادة عرفها أهل القرية جيلاً بعد جيل ولكن دائما ما يعطي وعوده في أصلاح قرية المحبة وتطورها إلى الأحسن لكنهم لم يروا حتى تعبيد شوارعها .
للأمانة أنهم شهدوا حدثاً كبير في هذه القرية حدثاً لا ينكر لهذا الحاكم هو تلوين أرصفة هذه الشوارع كل يوم بلونها المعتاد الأبيض والأصفر وهذا شيء لا ينكره أهل القرية .
وكان هنالك رجل في هذه القرية قيل انه يؤول المنام مع العلم أهل القرية لم يعلموا بأن حاكمهم يرتاد هذا الرجل .
وذات يوم نام حاكم الجشع كـ عادته لكنه رأى في منامه بأن أهل القرية قد صوتوا لهو في الانتخابات ومن ثم اندلعت ثورة ليس لها نظير وكانت أصوت الثارين تتعالى بقتل هذا الحاكم ,فأختبئ خوفاً على حياته في قارورة من الفخار أعدها سابقاً لمثل هذا اليوم , فذهب الحاكم إلى رجل التأويل كي يقص منامه , لكن رجل التأويل لم يجد تأويل لهذا المنام فسارع الحاكم إلى قتل هذا الرجل فاندلعت الثورة وحدث ما كان يخشاه فذهب الحاكم إلى قصره المترف وأمر بجلب القارورة الكبيرة التي صنعها من الفخار سابقا , وجلس في هذه القارورة وغلقها على نفسه .
ولما علموا الثارين إن حاكمهم في قارورةٌ من طين سارعوا برميه في البحر وخلصوا قريتهم من ذاك الحاكم البطين, وعادة الورود تتفتح في كل مكان ولم يعد هنالك حاكم يأمر بـ أقتلع هذه الورود ولا يهددها بأنها تسكن على هذه الأرض تجاوز.