ابن القريه - وابن المدينه - ويحيى الناصري/حسن علي خلف

Fri, 21 Jun 2013 الساعة : 23:10

بسم الله الرحمن الرحيم
ابن القرية.. ابن المدينة.. ويحيى الناصري.
حسن علي خلف/ العراق – الناصرية.
انا وسواي وكثيرون غيرنا , نتحدث في مجالسنا الخاصة وفي مسامراتنا ولقائاتنا العابرة بأن القائمين على شؤون الحكم المحلي ’ هم من ابناء اطراف مركز مدينة الناصرية ( الاقضية والنواحي والقرى). وخاصة عندما نجد او( نختلق) تقصيرا في اداء الحكومة او اننا (نفترض) ان مستوى الخدمات متدني ,او نسمع ان احدا من اصحاب المعاملات او المقاولين قد تعرض الى الابتزاز او (الرشوة مثلا) .فأننا نكيل سيلا من التهم جزافا وبدوافع شتى. وعندما يلتفت المنصفون منا ويقولون : لماذا لاتزاحمونهم في الانتخابات وتطرحوا انفسكم ضمن قوائم تنافسية !.. تاتيك الاعذار شتى ,منها: ان الاحزاب الدينية هي المسيطرة.. ولا تقبل ابناء المدينة ... وهي مغلقة لابناء الاقضية والقرى فقط .. وان طريقة الانتخاب مصممة للاحزاب الدينية ، وخاصة القوائم المغلقة منها .. ولم تكن هنالك دوائر حرة ، كما يجري في مصر والمنطقة العربية .. دون ان يكلف احدنا نفسه ويعمل حتى نوع من التواصل والصداقة مع تلك الاحزاب ( الدينية ) ويختبرها : هل هي فعلا لا ترضى صداقة اهل المدن ..؟ ( وهل يعقل ذلك ) ..؟ ولكن احدا منا على قدر علمي لم يمارس ذلك وخاصة الذين تربطني بهم صداقات . وهل فعلا ان تلك الاحزاب تشترط بالترشيح الا ان ينتمي اليها ( رغم ان ذلك من حقها ) ..؟ والحديث في هذا المجال يطول ، بصراع بين ابن القرية وابن المدينة .. والنرجسية الحادة قائمة بينهما على قدم وساق ؛ ولكن بالخفاء دون ان يجهر احدا بذلك . حيث لم اسمع من ابن المدينة في يوم ما ان واجه احد المسؤولين من ابناء القرى واشعره بتقصيره .. وقال له في وجهه : يا قروي انت مقصر ...! كما لم اجد عدم اهتمام من ابن القرية المتصدر للمسؤولية بابن المدينة المعروف خاصة .. ولكن هذه العملية يحكمها تفسير واحد الا وهو التحاسد على ما اظن . ونرجسية ليس لها مبرر ... واليوم اصبح على رأس السلطة محافظا ( ابن مدينة ) .. ولا اعتقد ان احدا ينكر ان يحيى الناصري ليس ابن مدينة ، واذا كان غير ذلك .. فمن اقدم منه في المدينة ( الان ) فهو ابن محمد باقر ذلك المجاهد الذي قدم نفسه في سبيل مبادئه وتشرد ولحقه من الاذى الشيء الكثير .. وجده الشيخ عباس الذي يعتبر واحدا من اباء مدينة الناصرية , حيث تعتبره المدينة مفخرة من مفاخرها .. وابوه الاعلى عواد الذي دخل الناصرية في نهاية القرن التاسع عشر نازحا من منطقة الخضر عبر ارتحال مراثوني من شمال العراق ، وعواد من كماة الرجال ( فهو مدجج كره الكماة نزاله ) هكذا اخبرني والدي ... وكذلك المعمرون من ابناء المدينة دخلت هذه الاسرة الكريمة في نهاية القرن التاسع عشر الى الناصرية مع قومهم ال خويبر ... وكان الشيخ عواد لايعصيه اكبر فحل جاموس كأبيه شاتي .. ايضا الموصوف بالقوة والشجاعة وتهابه الرجال سواء في الخضر او عندما دخل الناصرية .. ( وال خويبر ) لهم رواية طريفة حيث تنحدر هذه العائلة من قرية الجابرية في تل الجابرية بمنطقة القائم ( قائم عنقاء ) وهم من القبائل العنزية اخوالهم سنبس من طي ومن اليسار على وجه التحديد .. ارتحلوا الى منطقة الخابور في دجلة بعد ان شحت مياه الفرات في منطقتهم ، وتعايشوا مع الاقوام التي سبقتهم الى الخابور .. ومكثوا اكثر من خمسين سنة ، الى ان حدثت القلاقل والمعارك بين قبائل شمّر بما فيها شمّر الزور وشمّر عمشة ( عمشة امهم ) وهؤلاء في الجانب السوري ، وشمّر العراق بقيادة صفوك .. كانت تلك المعارك مع قبائل عنزة .. فطالتهم تلك الحروب وبعد انكسار عنزة ارتحلت اقوام الجابرية التي اصبحت تسمى بالاقوام الخابورية ميممة صوب الجنوب .. ورافقها في رحلتها سكان منطقة خاقان الخابورية ايضا واغلبهم من الجوابر واخلاط عنزية ومن الموالي وقسم من قبائل طي .. وبعد حل وترحال استمر اكثر من عشرين سنة او يزيد على ذلك ، استقرت هذه الاقوام في الجنوب وفي الناصرية الحديثة ، وقسم منهم اندفع الى مناطق سوق الشيوخ وخاصة القبائل النازحة في منطقة خاقان في الخابور ؛ وقسم اخر اختلط مع الحصونة وخاصة بني جعدة ( الجعيدات ) واطراف الناصريه , واقوام اخرى دفعتها الحروب والحاجة الى المرعى والكلأ فاتخذت لها تسميات المناطق التي كانت تسكن بها في الخابور ( فكانت تخشى ان تصرح باسمها العنزي او الطائي او الجعدي لانها كانت متحالفة ... تخشى من الثارات ) فاصبحت الاسماء الجديدة الخابوري ( الخويبراوي تصحيف ) والخاقاني النازح من تلك المنطقة واضرابهم .. فأستقر الشيخ عواد بن الشيخ شاتي في الناصرية بعد نزوحه من قرية الخضر واتجه ابنه الشيخ عباس الى طلب العلم بشكل مبكر في النجف يدءً من سنة 1907 ، وبعد ذلك اكمل دراسته الحوزوية ؛ وكان ممثلا للمراجع الدينية النجفية في الناصرية , ويقود ابناءها باتجاه الخير والعدل ومآثره مشهورة ويعرفه القاصي والداني . اظن لا احد يقول ان يحيى الناصري ليس ابن مدينة ولا احد يسوغ لنفسه الكلام على المحافظ كما يحصل سابقا .. فما زال الامر كذلك ( لنطوي كلمة معدان ) ونتجه لمعاونة ابن المدينة والشد على يديه وتشجيعه ورفده بالخبرات والعون ونغادر ( اللا ادرية ) و ( انة شعلية ) ونتعاون جميعا لبناء مدينتنا كل من موقعه ، وهي دعوة لاخواني المثقفين والعناصر المتنورة التقدمية التواقة للحرية وحب الوطن .. ولنغادر ايضا النرجسية والتحاسد وكلام الهمس وليس هذا فحسب بل نقومه اذا اخفق لاسمح الله .. لا ان نسجل عليه الاخطاء ونجعلها تكثر ويغرق بها لكي ننتقده . بل نقول له عبر اقلامنا والمجالات المتاحة امامنا سواء الاتصال المباشر او الندوات او الاماسي الثقافية او كل النشاطات الثقافية بأنك اخفقت .. وعلمي ان المثقف لا يخشى دركا .. وهو جريء والا ما قيمة قلمه وفكره ووعيه اذا لم يسهم ببناء ويرد مظلمة ويؤشر خطأ ، سيما والسيد عزيز كاظم علوان وتجربته المليئة بالبناء قريبة علينا جدا .. ذلك الرجل ذو الهمة العالية .. فلقد انجز الكثير ولا تزال الناصرية تنعم بانجازاته ( وهذا حق يجب ان يقال ) يشهد به الفقراء قبل الاغنياء . وكذلك نغادر التخرصات والاقاويل غير المستندة الى حقيقة ونتكاتف ونتعاون ونشّمر عن سواعدنا ونبني .. ( رغم ان اتحادنا ، اتحاد الادباء يفترش الارض, و الوحيد من المنظمات الذي ليس له مقر واعضاءه موزعين في المقاهي ويستجدون القاعات عندما يقيمون نشاطا ، مع انهم من اكثر المنظمات فعالية ونشاطا ) فأن السيد يحيى بالقدر الذي نتمنى له النجاح ( رغم ان المطامح لا تأتي بالتمني ) فنحن في الوقت عينه نطالبه ان يثبت لنا انه ابن مدينتنا ولم تؤثر عليه الغربة .. ولم يكن ذلك النعسان الذي يصفه البعض .. فإن انجز فنعم هو ابن الاخيار ، وان كان العكس فنحن معذورون معه ونقول له غادر الموقع يابن الاجواد ولكن متى ..؟ بعد ان نعطيه الفرصة الكاملة لانخنقه مثلما نفعل الان .. وكل ابناء المدينة مدعوين الى ذلك .. بل كل ابناء ذي قار . كان الحرص على مدينتنا يدفعنا ان نقول بشيء من الصراحة مع انفسنا ومع المسؤول . اقول قولي هذا واستغفر الله .. والحمد لله رب العالمين      
 

Share |