قادة الجيش العراقي السابق...الأشاوس-مهدي الصافي

Thu, 21 Jul 2011 الساعة : 14:19


عد محاكمة قادة الجيش الألماني بعد خسارتهم للحرب العالمية الثانية اكبر محاكمة دولية في التأريخ الحديث(المحكمة العسكرية الدولية بنورنبرغ 15-20-1945),وقد أنكر جميع القادة الألمان التهم الموجهة إليهم ,واعتبروا أنفسهم غير مذنبين أمام المحكمة والعالم(كما يفعل قادة الجيش العراقي السابق),تلتها خطة أمريكية-عالمية لانتشال الشعب الألماني من محنة الدمار والانهيار والفوضى, وكذلك تحجيم دوره العسكري في معادلة الحرب الباردة, الذي خلفته نزعات وأفكار وحروب هتلر النازية وفق خطة معدة بإحكام(خطة مارشال).
استخدم البعث المنحل الجيش العراقي منذ مجيئه إلى السلطة في أغراض دنيئة لا أخلاقية ,الغاية منها حماية وجوده الدائم في السلطة,منها حروب الشمال والأنفال وكارثة حلبجة وقمع سكان الجنوب وتجفيف الاهوار ,
ثم توجيه الآلة العسكرية الخفيفة والثقيلة المعززة بالطائرات لضرب أبناء شعبهم,في سابقة لم يشهدها العراق من قبل بمثل هذا الحجم من الدمار والتخريب والقتل والتشريد والقصف المنظم للمحافظات والمدن الشمالية والجنوبية,ثم جاء ابنه المقبور عدي ليكمل مسيرة الدم فأستخدم أسلحة الجيش العراقي لقمع أبناء المنطقة الغربية في مدينة الرمادي التي خرجت احتجاجا على بشاعة جريمة إعدام والتمثيل بجثث الضحايا ومنهم محمد مظلوم الدليمي وغيرها من أحداث كثيرة معروفة لدى الجميع,
نحن ومن حولنا أبناء شعبنا من ضحايا النظام البائد كنا شاهدين على تلك الأفعال المخزية للجيش العراقي وقياداته العسكرية إثناء تقدمه لسحق انتفاضة الشعب الكبيرة,التي ارتضت أن تكون تحت إمرة شرذمة متخلفة أمثال المجرم المقبور علي حسن المجيد وحسين كامل وكذلك عزت الدوري الذي قاد جحافل الجيش العراقي لتدمير بيوت الناس الفقراء,من الخزي والعار ان يتحدث البعض عن وطنية القادة العسكريين الذين أدينوا من قبل المحكمة الجنائية العليا بجرائم الإبادة الجماعية(والمقابر الجماعية المكتشفة أثبتت أن الجيش العراقي تورط بقتل مواطنين أبرياء بينهم أطفال ونساء وشيوخ كبار السن),علينا دائما ان نفكر بمئات الآلاف من الأبرياء بعوائلهم وبمستقبل الأجيال القادمة,منعا لتكرار مأساة استخدام الدبابات والطائرات المستوردة من عائدات النفط العراقي ليقتل بها أبناء الوطن,ثم ماذا عن فرق الإعدام التي أنشأت للإجهاز على المنسحبين من ارض المعركة في حربنا مع إيران والكويت,وأين ذهبت جثث القادة العسكريين الذين رفضوا تنفيذ أوامر الطاغية المقبور,كانوا يقومون بإعدام الجنود المساكين ويكتبون على توابيتهم خائن,أين الجنود الذين قطعت أذانهم وألسنتهم الخ.
أعراف وأخلاقيات والقوانين والدساتير العالمية لمعظم الجيوش لاتسمح باستخدامه لقمع أبناء شعبهم والتورط في الإحداث الداخلية في البلاد,وقد كانت فعلا في بعض مفاصل الدولة العراقية وخصوصا في العهد الملكي مواقف جيدة للجيش وقياداته التي وقفت موقف الحياد من بعض الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية الموجهة مباشرة لقمة الهرم السياسي في الدولة
تحدث سلطان هاشم وزير الدفاع السابق بكل تعنت وكبرياء زائف عن تورطه وتورط فيالق الجيش العراقي بأعمال عسكرية داخلية في الشمال والجنوب,وهو احد المفاوضين في خيمة صفوان مع الاحتلال الأمريكي طالبا السماح له باستخدام طيران الجيش العراقي لقمع الأصوات الرافضة لقيادته وقيادة سيده الجبان.
المسألة كما قلنا من قبل مسألة مبدأ هل يجوز استخدام الجيش في ذبح أبناء الوطن تحت أية ذريعة أم لا,التأسيس لدولة ديمقراطية بدائية تحتاج إلى قواعد متينة تستند عليها ,وخطوات جريئة تساعد على نشر ثقافة الدولة الراعية والمدافعة عن حقوق مواطنيها لا قياداتها السياسية فقط,
لا ان نسمع ثقافة ازدواجية المعايير,فمن جهة يرفض ويحتج ويستنكر المعارضين للعملية الديمقراطية الصلاحيات الواسعة للقائد العام للقوات المسلحة وتتهمه بتجيير الأجهزة الأمنية والعسكرية لصالحه,
وتطالب بفتح تحقيق واستدعائه في البرلمان وإقالة بعض القيادات الأمنية,ومن جهة أخرى ترفضون محاكمة القيادات العسكرية المجرمة التي كانت سببا رئيسيا في إدامة نظام البعث البائد لأكثر من ثلاثة عقود مرة انقضت بعد خراب العراق.
العالم كله يشعر بسعادة عندما يرى ان العدالة أخذت مجراها مع مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية لأنها مخالفة لطبيعة البشر والإنسان السوي,وكل ما عدا ذلك فهي أمراض إنسانية خبيثة يجب استئصالها من الجذور

Share |