من البديهي الذي نسلم به ان الله لم يخلقني عبثا ولم يخلقك انت كذلك عبثا حاشاه فهو الذي جعلك وجعلني خلفاء في الأرض , وهذه الخلافة التي جعلتني في اغلب أوقاتي احاور ماهيتها وابحث في قداسة استحقاقها...فهل نحن بحق خلفاء للخالق؟ وان كنا كذلك فماهي رسالتنا التي ينبغي ان تكون منسجمة مع هذا الاستحقاق فمن المعروف ان الخليفة او الرسول يمثل منهج المرسل...لكن اذا خرجنا عن اطار هذه المسؤولية ولم نكترث لقيمة المسؤولية التي وجدنا من اجلها فهنا يطرح سؤال مهم للغاية وهو : لماذا نحن في هذه الدنيا وماهو سر وجودنا فيها ؟ فهناك مليارات من البشر تعيش على هذه البسيطة وهم حتما ليسوا على درجة واحدة في استيعاب دور تكليفهم الوجودي فهناك العدد الكبير تخلى عن خلافته للأرض من خلال أفعاله العبثية وهم الأغلب من امة العرب.... فالإرهابي قد قفز على التصنيف حسب عقيدته والكتفيري كذلك والإنسان الكسول والمتقاعس هم نعم أصناف بشرية لكنهم تجردوا عن مهمتهم وعن إنسانيتهم التي إرادتها لهم السماء ليكونوا بحق خلفاء لها وفق معطى الاية الكريمة(( وجعلنا في الأرض خليفة....)) والحقيقة اننا كثيرا مانرى أناس يعيشون معنا على الأرض وينازعونا على خيراتها لكن هم بالحقيقة اموات والعكس صحيح فهناك أناس أموات لكنهم إحياء معنا في مآثرهم ومنجزهم الفكري والإنساني وخلاصة القول ان الأصل في تحمل مسؤولية الخلافة التي كرمتنا على سائر المخلوقات هي القيمة الإنسانية التي اشتقت منها إنسانيتنا لنكون أناس ضمن محيطها الاشمل بغض النظر عن اللون او الطائفة او العرق او المذهب...فحين نكون إنسانيون بهذا المعنى سنكون قد أدركنا سر قيمة وجودنا والمهمة التي نقوم بها لنحقق بها عدالة الانتماء مع الأخر الذي هو لنا نظير بالخلق؟؟ فياترى هل سألتم أنفسكم بمثل هذا السؤال ؟ وهل من حقنا ان نبحث بماهية معناه لنعرف من نحن ومن نكون ومن اجل ماذا نحن في هذا الوجود؟؟