عندما تبكي الملائكه/ نعيم كرم الله الحسان

Wed, 19 Jun 2013 الساعة : 15:02

يقول رولان بارت صاحب أشهر المذاهب الادبيه والمفكر الذي مات على أثر حادث دهس من قبل سائق في أحد شوارع باريس والذي مثل أمام أحدى المحاكم الفرنسيه بسبب جرمه في قتل رجل مفكر وأديب .وعندما سأله القاضي عن مدى جرمه وخطئيتة وما أرتكب بحق هذا الرجل فأجابه السائق أنتم المخطئون يا سيادة القاضي لأنكم لم تضعوا لافته في الطريق تقول أن رجلا عظيما يمر من هنا
ويبدو أن السائق يؤشر على أن هناك حقوقا للإنسان تجاه الدوله لاحد لها في مجال قيمته ووجوده وحياته
ونعود الى مايقول رولان بارت الذي أشرنا سريعا الى قصة موته يقول ,,أن الأدب دليل سلامة البشريه ,,ويعني النتاج المعروف من الشعر والرواية والقصة والمسرح لأنها من وجهة نظره تطهر الإنسان من نزعة الشر,,,وهذا يعني أن الأمه التي تنتج أدبا لديها القدره على محو معالم القساوه وإيجاد ترهيف الحياة وكشف البعد الجمالي في هذا العالم
فماذا نقول في أمة تنتج ذبح الأطفال وتبتكر طرقا لتقطيعهم ........كيف يكون قلب أم ترى رقبة ولدها قد قطعت بسكين صدئ وها نحن نرى على وسائل الإعلام كيف تقطع الرقاب الغضه بسكاكين أناس يقولون حين يذبحون البشر ..الله أكبر...ماذا بقي لدينا في خزانة الإنحطاط وماهذا الذي يفعلون وهل هؤلاء يصبحون حكاما للبشر
أعتقد أن هناك خللا أصاب العالم وأن هناك عارا في جبين الإنسانيه حين يترك هؤلاء طلقين لابل متحكمين في مصائر الناس
يقول أهل السيرة والأثر أن النبي ص قد أوقف جيشا عن مسيره عندما لاحظ طائرا يتشحط يعلو ويهبط عندما أخذ بعض من كان في جيش النبي فراخه وقال حتى تردوا اليه فراخه ..
فكيف عندما تكون رقبة طفل برئ تحت قدم الذباح يكرها بحديد صدئ ....وهذا كاف أن يبكي الملائكه
أين مثقفي الأمه ومفكريها وعلماؤها وليس فقهاء الجريمه أين منتجي الأدب والجمال ومحبي الحياة أين أصحاب نزعة التمدن والرقي والحريه ......لماذا هذا الصمت تجاه الهمجيه الجديده وتجاه ذبح الأطفال
هل مات الضمير وإستبدلت خير أمه بسشر أمه أم أنها جرثومة الإستسلام للقتله والشذاد وأعداء الله والإنسانيه
إن كلماتي هذه وإستصراخي ليس لأحد,,,,وإنما فقط وفقط من أجل الطفوله البرئيه التي تبكي الملائكه 

Share |