احتجاجنا الصامت /علاء كولي
Wed, 19 Jun 2013 الساعة : 1:13

ثمة سراق وقتله في كل مكان ،هناك من ينتظر الفرصة المناسبة كي يهاجم ، وهناك من يقف صامتا ثم يستغل اقرب طريقة لتحقيق مايريد ، الثورات والانتفاضات التي تحدث في عالمنا الشرقي نجدها تسرق في اقرب لحظة نجدها تسرق في اقرب فرصة . الثورات العظيمة التي حدثت لا احد يستطيع ان يسرقها لانه لاتوجد فرصة مناسبة لسرقتها لان الجميع يشترك فيها ولامجال للسرقة ، في بلادنا الامر يختلف تماما يختلف كأختلاف الليل والنهار .
قبل ايام مضت كنا قد خرجنا نحن مجموعة من الشباب في مدينة اقصى هذه البلاد ، في الناصرية والخروج كما اقوله خروج من اجل المطالبة بالحقوق التي سلبت منا ، نخرج من اجل ان نحفظ ما تبقى من ماء في هذه الوجوه ، لم نخرج على الطريقة التي خرج بها البعض . يريد ان يسقط كل شيء كي يعيد امجاد ماضيه مرة اخرى ، ولم نخرج كي نلعن الماضي او نثير خلاف تاريخي عمره اكثر من الف عام ولازلنا نتشبث به .
خرجنا كي نخبر العالم ان الخراب لابد ان ينتهي ولابد ان نقف امام كل شيء يريد لنا خراب اخر ، نحتج بطريقة صامتة ، نحتج ولانقطع الطرق ولانقف وسط الشارع نعلن فيه تمردنا رغم كل من يحاول ان يوقف صمتنا هذا ،هو في الحقيقة ليس صمت انه قمة الكلام ، يكفي اننا نعترض على مايحدث في مدينتنا المنكوبة بشكل هادئ ،يكفي اننا لانزال صامدين ايضا امام كل محاولة لسرقة جهدنا .لكن العالم يكتشف زيفهم ايضا ويعرف انهم بأقنعة كبيرة جدا
كنا قد اعلناها مسبقا اننا لاننتمي ولانريد ان ننتمي ، المطلب الوحيد الذي كنا نعانيه هي مشكلة اسمها الكهرباء انها قصة بدأت منذ عشرة سنوات ولاتريد ان تنتهي وهناك من يحاول ان تبقى هكذا كلما تمر السنوات يزداد الخراب اكثر .
احتجاجنا الصامت هو كأي احتجاج في بلادنا نحن نؤمن بأن للحياة معنى ونؤمن بأن "لصمتنا الف حكاية" شعار اتخذه الاصدقاء منذ اول انطلاقة لهم ، الحكاية التي يجب ان يعرف بها القتلة والسراق اننا لانزال ننبض بالحياة لانزال نؤمن بأن مايحدث يجب ان يقف وان كل من يحاول ان يقف ويسرق لامكان له ، نحن لانتحدث عن الديمقراطية التي تكلم بها حتى الموتى ، نحن نتحدث عن فعل حقيقي ، نحن تكلمنا بفعلنا عندما وقفنا بصمتنا الكبير محتجين على مستقبل هذه المحافظة المجهول ،
لصمتنا الف حكاية لاتنتهي وستكون نقطة مضيئة لأمل قادم لصمتنا حديث اخر وليعرف من يحاول اخماد اصواتنا اننا احياء وان اصواتنا اكبر من خرابكم . لصمتنا حديث ذو شجون يبتدأ من تاريخ هذه المدينة هذه الملامح الجنوبية التي وقف عليها الكثيرين وهم يسرقون بلامعنى ، عليكم ان تصدقوا ان الحكايات سيأتي يوم ما للحديث عنها .


