في تركيا .. هل سقطت ورقة التوت/مهند داخل ال كزار
Wed, 19 Jun 2013 الساعة : 0:03

منذ ايام والحراك مستمر في ساحة تقسيم والمناطق الاخرى في تركيا والتي تميزت بصيفها الحارعلى غير عادتها واجواءها الجميله وهذه الحراك الذي أخذ يتصاعد بشكل ملحوظ في الايام الاخيره بعد الاسلوب الهمجي الذي أتخذه السلطان في الرد على هذه التظاهرات التي انطلقت بسبب قطع حكومة السلطان لاشجار ساحة تقسيم التي تتميز بكثرة الشباب الذين يقضون أغلب أوقاتهم فيها , جاء قرار السلطان المتحرر الذي يعتبر نفسه الرئيس الذي يجمع بين صفات العلمانيه والاسلاميه في وقت واحد فهو يجد في نفسه قائدً من نوع خاص ومتميز على سائر القيادات التي أنتجتها الحركات الاسلاميه والتي عبر عنها بوضوح من خلال دعوته للمصريين أن يحذوا حذوه كما ورد في خطابه الشهير لهم من على المنبر القاهري والتي تخيل نفسه يضع في وقتها على رأسه عمامة سليم او عبد الحميد باشا والتي يمكن ان تكون شعار حزبه الجديد اذا ما انقضت هذه المظاهرات بسلام , فهذه التظاهرات لم تكن وليده الصدفه بالنسبه للشارع التركي بل لها أسبابها وظروفها التي تمتد الى حقبه من الزمن والتي ساعدت أحوال المنطقه وما تمر به من هزات لعروش الحكام والانظمه على أنفجارها في هذا الوقت بالذات وكل هذه الاسباب والظروف هي تدعو لتركيا جديده غير تركيا اليوم التي رسمها ووضع خطوطها العريضه مؤسسها المعظم عند شعبه مصطفى كمال اتاتورك , فحكومة السلطان عملت على محاصرة العلمانيه وأسسها وتهميش كل القوى السياسيه التي كان لها دور اساسي في تركيا اليوم امثال حزب الشعب الجمهوري وكذلك موقف اردوغان السلبي من الازمه السوريه وموقفه المؤيد لها وسماحه لالاف السوريين بالعبور الى الاراضي التركيه وهذا ماتعتبره المعارضه هو عبورعلى حساب المصالح الشعبيه وألتي اصبحت واضحه في نظرهم بعد تأكيدها بالانفجارات الاخيره التي ضربت المدن والقرى الحدوديه القريبه من سوريا والتي أودت بحياة العشرات من المواطنين الاتراك وكذلك صلح السلطان العثماني مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره المعارضه من اخطر الاعداء لتاريخها المرير مع هذا الحزب حيث فاجئ السلطان الجميع بصلحه معه من دون ان يعلن عن التنازلات التي قدمها له لاسيما انه يعتبر قضية الاكراد ودولتهم المنشوده حلمه الحقيقي من دون أن يكون لاي طرف غير السلطان أي رأي بخصوص هذا التحرك , والامر الاخر هو موقف السلطان الواضح من العلاقه مع الكيان الاسرائيلي وتدهور علاقته معها بعد أن كانت تركيا من أوائل الدول التي أعترفت بأسرائيل عام 1948 ولهذا فقد صرحت أطراف المعارضه اكثر من مره على أنها ستعمل فور استلامها السلطه او الحكم على أعادة العلاقات التركيه الاسرائيليه الى سابق عهدها القديم , والجدير بالذكر في كل هذه القضايا هناك قضيه مهمه تتعلق بالمؤسسه العسكريه التركيه فمنذ تأسيس دولته الحديثه عام 1923 كان لهذا المؤسسه الدور الكبير في الحفاظ على مبادئ المؤسس الاتاتوركي فقد كانت هي الفيصل في كل الخلافات والمشاكل التي تتعرض لها الدوله وقد نقلت صحيفة شبيغل الالمانيه مقال جاء فيه :
:: خطر أخر يخيم في الافق في أسطنبول يقولون أن الجيش يوزع أقنعة الغاز على المتظاهرين وليس على الشرطه ::
وأعتقد أنها رساله واضحه مفادها : أن الجيش دعم المتظاهرين :
وهذه القصه هي متسقه تماماً مع الدور التقليدي الذي يلعبه الجيس في تركيا حيث يرى الجنرالات أنفسهم ومنذ زمن بعيد حماة أرث أتاتورك ألذي قام بأربعة أنقلابات في مسيرته من أجل الحفاظ على هذا الارث في الاعوام (1960-1971-1980-1997 ) .
فأذا صح هذا الكلام وهو ماموجود فعلاً حسب وجهة نظري البسيطه فأننا أمام سيناريو مشابهه لما حصل في السنوات السابقه لان أردوغان قال :
: أنه يشك في أن قوى خارجيه وراء التظاهرات :
والجدير بالذكر أن نظام السلطان الاردوغاني قد قام بعدة خطوات للحد من سيطرت الجيش ففي أواخر عام 2012 تم الحكم على عدد كبير من الضباط بتهمة التأمر على الحكم بما يسمى بعملية المطرقه , أيضاً من خلال الضغط المستمر على الجيش ارتفع اعداد القاده الذين تقدموا بالاستقالات فمنذ عام 2005 الى السابع من مارس عام 2013 وصل العدد 44945 الف عسكري .
فالسؤال المطروح هنا هل سيعيد التاريخ نفسه ونرى أنقلاباً جديداً يطيح بالسلطان الاردوغاني ويعيد للمؤسس هيبته ومنجزاته التي تركها في تركيا ؟
ام أنها ستمر من خلال انتهاج حكومة السلطان الاردوغاني سياسه يستطيع من خلالها أجتياز هذه الازمه ألتي قد ستطيح بها نهائياً .