هل تؤثر حرية الاعلام سلبا على العملية السياسية -صلاح بصيص

Thu, 21 Jul 2011 الساعة : 13:41

 عدنان الأسدي الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية، في حديث للسومرية نيوز، يؤكد على ان حرية الاعلام تؤثر سلبا على العملية السياسية، اذ ان هناك –كما يقول- نشر عن اعتقالات ومداهمات تعطي الفرصة للخلايا المرتبطة بالمعتقلين الى الهرب.... وهذا صحيح من باب تأثيرها على نتائج التحقيق، قبل اكتماله، ومن باب اخر، ففي الوقت الذي تصل فيه المعلومة الى الاعلام، فإنها تكون قد وصلت الى بقايا الخلايا، فلا يعقل ان تكون تلك الخلايا غير مرتبطة مع بعضها، ولا يوجد بينها وسيلة اتصال سريعة، تبلغ عن الحدث لحظة وقوعه، وإلا لما ظلت مستمرة ليومنا هذا...
ان هذا التصريح لا يناسب الاعلام، انما يوجه الى ضباط التحقيق ومكاتب الاعلام في الوزارة والى الضباط الميدانيين، في توخي الدقة ومراعاة التحقيق، وتوصيتهم بعدم اعطاء المعلومات التي تؤثر سلبا على سير التحقيق الى وسائل الاعلام... مهمة الإعلامي تتمثل في نقل المعلومة، بشرطها وشروطها واهم تلك الشروط ان تكون صحيحة، واعتقد ان بعض الاحداث السابقة، مثل عملية القاء القبض على صدام، ومداهمة وقتل الزرقاوي وقناص بغداد ووالي بغداد، جميع تلك الاحداث وغيرها لم تعلن مباشرة على وسائل الاعلام، إلا بعد انهاء التحقيقات، ربما تكون عملية قتل اسامة بن لادن خير مثال على ذلك، اذ تمكنت القوات الاميركية من الدخول الى المنطقة التي يتواجد فيها بن لادن وقتله وبعد انهاء العملية والتأكد من جنسية المطلوب وفحص حمضه النووي، بعدها بفترة غير قصيرة بث هذا الخبر الى وسائل الاعلام وانتشر الخبر...
عندما تقوم قوات عراقية بمداهمة وكر ما لا تكون برفقتها أي وسيلة اعلام، وإن وجدت فانها تكون بموافقة تلك القوة، ولكن عندما يتسرب الخبر، تجده ينتشر كما النار في الهشيم، ما عدا بعض المعلومات عن الاعتقال التي تريد الحكومة اظهارها بمنظور معين، فانها تلجا الى القنوات القريبة منها وتبث الخبر على طريقتها، ويكون انذاك من حق بقية الوسائل نشر الخبر وعرضه على شاشات التلفاز...
والأمر الاهم، هو وجود المشخص لمصلحة النشر، من يحدد مصلحة النشر هم اصحاب الشأن، وإن ارادوا التغاضي عن نشر خبر ما، يستطيعون حجبه عن وسائل الاعلام وعدم التصريح لأي وسيلة مرئية او مسموعة او مقروءة، فآلية النشر تكون كالتالي، يقوم ضابط كبير ومسؤول يحمل صفة التصريح بالاتصال مباشرة بالصحيفة او القناة او الاذاعة ويبث الخبر، ثم لا تفكر وسيلة النشر بما ينفع وبما يضر، لإنها ان لم تنشر الخبر بوقت سريع ستقوم وسيلة اخرى بنشره ويضيع عليها السبق الصحفي.
اذن على السيد الاسدي مراعاة العمل الصحفي، وهو كما اكدنا ناقلا للمعلومة لا غير، والعمل داخل الوزارة الى ستراتيجية جديدة مهمتها انتقاء الاخبار القابلة للنشر من غيرها فهي الاقدر والاعرف بما ينفع وبما يضر، اما إذا كان الأمر يراد منه غايات اخرى، وانا شخصيا لا اعتقد ذلك، فهنا يقع كلاما اخر، ربما تجاوز مقص الرقيب هيئة الاعلام والاتصالات، وتريد الداخلية ان تضع في يدها مقصا اخر غايته توجيه العمل الصحفي، بما يرضي طموح الوزارة، متذرعة بان المنشور يؤثر سلبا على نتائج التحقيقات...
كثرة ذنوب الاعلام، وتوجيه اصابع الاتهام بلغت اكثر من المتوقع، اكثر بكثير من الحرائق التي تداهم الوزارات بسبب التماس الكهربائي، وعلى الصحفي ان يتوقع في الايام القادمة، وقوف شرطي او رقيب على رأسه وهو يكتب، ان اكتب ولا تكتب، ففرض المحال في العراق ليس بمحال اطلاقا...
[email protected]

Share |