السياسة والطوبة/طاهر مسلم البكاء
Tue, 18 Jun 2013 الساعة : 1:50

يتبادر الى الذهن عند قراءة العنوان ان السياسة دولاب تدور رحاها كما تدور الكرة ،وان كان هذا تشبيه صحيح ولكننا نقصد تناول كلا ً من السياسة والكرة في بلادنا وتشابههما في ما يواجهانه من ظروف و كبوات .
في السياسة وعندما تجد الحكومة نفسها غير قادرة على تغيير الواقع المرير والمتردي فأن على الحكومة الرحيل وقبل أن تكثر الطلبات حول ذلك وخاصة عندما تجد نفسها غير قادرة على الأتيان بحلول ومعالجات ناجعة ،وهذا ما يحصل في أغلب دول العالم المتمدنة وهم لديهم الشخصانية محددة لخدمة أهداف الأمة وعامة الناس وليس العكس ، وعندما تفشل تفسح المجال لآخرين يجدون حلولا ً ومعالجات مختلفة ولايتمسكون بالخطأ الذي يجلب الدمار والموت المستمر .
وفي دولنا التي يسمونها تلطفا ً بدول العالم الثالث ،ولكن في أروقتهم الخاصة يطلقون عليها التسمية الصحيحة ( الدول المتخلفة ) ،حيث يسير كل شئ بالمقلوب ، فسياستنا لاتلم بما يحصل في العالم من تطور وأقتصادنا يسير بعشوائية معتمدين فيه على الاخرين في كل شئ من ابرة الخياطة وماء الشرب وورق التنظيف صعودا ً الى المنتوجات الفخمة ،وأصبحنا نتقدم بخطى وئيدة الى الوراء ،إذ اننا ما فتأنى ننبش بطون التاريخ بحثا ًعن ما يعيد حروب داحس والغبراء وبطولات ابو ليلى المهلهل وهو يثأر لدم كليب ولكن بلباس جديد وتركنا كل ما هو إيجابي في ماضينا الزاهر ، والمصيبة اننا أزغنا البصر وصممنا السمع عن كل ما يدور من حولنا من تقدم وعلوم وحضارات تسابق الزمن للأتيان بكل بناء مثير للأعجاب شئ جديد ومفيد وأصبحنا نستقبل مخترعاتهم العظيمة وتتداولها أيدينا ببلادة ولا أنتباه دون ان نسائل انفسنا كيف ومتى نلحق بالآخرين وكيف ومتى نعمل بجد واخلاص فنكون مثلهم على الأقل أن لم نستطع تجاوزهم الى شخصيتنا الذاتية التي تفرض نفسها على العالم كما كنا يوما ً ما محط أنظاره وسادته وكما فعلها الكثير من الشعوب قبلنا .
نركب الطائرة والسيارة الحديثة الفارهة ويلعب صبيتنا بالموبايل ويتقاذفون الشتائم ويتبادلون الرسائل بالحاسوب والأنترنيت ولكننا نجهل كل شئ عن هذه الأشياء وعن الجهد الأنساني الكبير الذي انتجها وقدمها الينا اشياء نستخدمها بثمن ، وتميزنا قي صناعة فخاخ الموت لبعضنا ودبلجة التهديد والوعيد وأجادة استخدام انواع السلاح المصنوع من غيرنا لنشغل انفسنا عن كل هذا ولنبقى نحن وساستنا نيام وهؤلاء ان لم يكونوا نيام فأن صراع المناصب شغلهم الشاغل ومبتغى مناهم والتسابق في ولاءاتهم الى الدول التي تتسيد العالم ليشعروا بقدرتهم على المواجهة وليصمدوا الى أبعد ما يستطيعون في السلطة ،وهذا غيض من فيض بحالنا في السياسة فما بال الكرة اذن وما الذي جاء بها بالموضوع ؟
السياسة شبيهه بحال الكرة ليس لها صاحب وكل منهما يريد جهد متواصل وقوة دائمة ومن يغفل فيهما مصيره فقدان الفوز والخسران
وكرتنا لما لها من تأثير على الناس وخاصة الجيل الناشئ الجديد أصبحت جالبة للسرور والبهجة وللبلاد السمعة الحسنة فيما لو استقامة امورها واذا حصل العكس فأنها جالبة للهم والغم كما انها تعود بصورة سيئة على سمعةالبلد الذي يخسر دائما ً امام العباد ،ولهذا نجد الدول اليوم تعمل جاهدة لأعداد فرقها عامة وكرة القدم خاصة وتعدها اعدادا ً مبالغ فيه وتبني أفخم الملاعب وتستقدم احسن المدربين وتبدأ مع النشئ منذ الصغر ولكنها عندنا لاتختلف عن السياسة في شئ فعلى الرغم من ان صبيتنا وفتياننا يشغلون الشوارع وما متوفر من الساحات للعب الكرة سواء في المدن أو الأرياف ورغم الكفاءات المشهود لها و التي تبرز لدينا فأن امراضها مزمنة منذ نشأتها وهي نفس الأمراض سواء في زمن الدكتاتورية او في زمن الديمقراطية ومنها :
- لايتم أختيار اللاعبين حسب الكفاءة بل تتدخل العشائرية والواسطة والأهواء الشخصية في ذلك .
- لا يتم اختيار مدرب قديروان حصل ووجد فلا يسمح له بحرية العمل وحق اختيار اللاعبين وان أصر لأن الأمر لايتعلق بسمعة الفريق فحسب بل بسمعته الشخصية ايضا ً فستشن عليه حرب ضروس لأجل ان يترك عمله ويهرب .
- على الرغم من مليارات الدولارات التي تصرف اليوم للرياضة والشباب لايوجد ملعب متميز في العراق ومن أعجب ما رأينا أن مباراة المنتخب الوطني المهمة والتي قد تحمله الى كأس العالم لاتنقل تلفزيونيا ً فأما نسرقها من الفضائيات أو لا تنقل لأننا لاندفع حقوق النقل .
- صراع على ادارة اتحاد اللعبة شبيه الى حد كبير بصراع الحكم في العراق .
وأخيرا ً فشل المنتخب من الصعود الى كأس العالم دون ان يحرك أحد ساكن او يدعو الى اصلاح الحال وكان المفروض ان يستقيل أتحاد اللعبة لما قام به من اخطاء في اعداد المنتخب ،ويتم أنهاء عقد المدرب الذي لاصيت له والذي قام الأتحاد بالتعاقد معه بدلا ً عن المدرب العالمي زيكو