رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء/طاهر حريز
Tue, 18 Jun 2013 الساعة : 1:47

اولا : قد لاتكون سيادتكم مسؤول عن العملية الاعلامية فليس هناك وزارة اعلام في الانظمة الديمقراطية لعنها الله ولكن في الفترة السابقة تحدث سيادتكم عن القنوات المغرضة المضللة ثم جاء بعد ذلك قرار هيئة الاعلام العراقية في نهاية نيسان الماضي بتعليق رخص عشرة قنوات فضائية على انها تمارس التضليل الاعلامي
بعد ذلك ارى انه اصبح لزاما عليكم تحمل مسؤولية مجمل العملية الاعلامية كونها اصبحت خبز المواطن اليومي وحضرتكم مسؤول امام الله والشعب عن توفير هذا الخبز .. خاصة وان موضوع قنواة التضليل هذه بدلا من ان يتم ايقافها اوتعليقها نرى ان القضية وقد انقلبت علينا فهذه القنواة استمرت في تضليلها بل واستثمرت القضية كاعلام مضاد بقيادة قناة الـ ( لا عربية ) وقالوا بان المالكي اقدم على هذه (المذبحة الاعلامية) وبقيت هذه القنوات تمضغ بهذه المذبحة لاكثر من اسبوع ثم بقي الحال كما هو بل واسوأ وبصراحة لقد ذهبت الجولة لاعداء الشعب العراقي واستمر السم الزعاف يبث رذاذه المتطاير في كل الاتجاهات ومن بينها صوت الشيطان الناطق قناة الرافدين والتي لم تاتي هيئة الاعلام على ذكرها رغم انها الاكثر سمية ...
ثانيا : من حقي ان اتسائل اين اعلام الدولة رغم هذه الديمقراطية اللعينة والتي لايدركها المواطن البسيط ولن يدركها انه يريد منبرا يحاكيه على غرار منابر الانظمة الشمولية العربية وكيف تخاطب شعوبها وحتى الديقراطيات الكبرى تعمل بهذه الطريقة فهم يكذبون علينا بتعدد الراي والمنابر الاعلامية فامريكا تحركها الـ ( CNN) وبريطانيا العظمى تحرها الـ (BBC )
ثالثا : يقال ان قناة العراقية محسوبة على شبكة الاعلام العراقي وتصنف على انها مقربة من رئيس الوزراء ولا ارى في العراقية القدرة على القيام بالمسؤولية الاعلامية تجاه المواطن العراقي الا ان تتحول الى قناة اخبارية متخصصة تلتزم الخبر والتحليل والتقارير السياسية وتتوقف عن المسلسلات المصرية الهابطة نحن نفتقد الى القناة الاخبارية المتخصصة في صنع الخبر وحيازته والتحليل وصنع الفرصة واقتحامها وليس استجدائها ..
لقد راينا قناة ( الميادين) ورغم ان عمرها لايزيد على سنه لاكنها وقفت ندا للاعربية والجزيرة وتدار من قبل شخص وليس دولة وتدافع عن الشعب العراقي والسوري بشرف ومهنية عالية وان دفاعها هذا ليس قرارا بل نتاج هذه المهنية والنزاهة في صنع الخبر ...
على سبيل المثال الان كل الابواق تصرخ بان حزب الله احتل سوريا ..هل هذا صحيح طبعا لا ولكنه العهر الاعلامي ... وكم نفخت امريكا في اردوغان حتى كاد ان يتحول الى سلطان عثماني جديد والان نزعوه كاي حذاء قديم وكل ذلك جرى بتغطية اعلامية يبثها خبراء السم والتخدير الجماهيري ..
رابعا : المواطن بحاجة شديدة لمن ينتشله من الخداع الاعلامي هناك اكثر من اربعين قناة عراقية واغلبها مثل (غراب البين ) احدى القنواة العراقية تركز على الخلل الامني فقط وتسوق الى عودة المقابر الجماعية انه عداء سافر وسرقة صريحة للمواطن العراقي وفي الشارع العام لكنها تعود من باب اخر لمصالحته في الزقاق عندما تذهب الى احدى المزابل (لانتشال) احدى العوائل من هناك .. المواطن ينسى طعونات هذه القناة في ظهره ثم (يفك حلكه ) على هذا البيت الجديد لهذه العائلة التي كانت في المزبلة ...وكان الله في عونه ونكرر من سينتشله من هذا الخداع وهذه الفوضى الاعلامية ... وبسبب نفس هذه القنوات وبصراحة اقول كمثال اخر لقد خسرنا قضية الحويجة اعلاميا ولكن كسبتها الدولة وقواتنا المسلحة من باب ( اذا كان الكلام من فضة ....... )
رابعا : نحن بين اثنين اما ان نوقف قنواة الفتنة والظلالة ومهما كان الثمن واما ان نقدم للمواطن منبرا اعلاميا يديره خبراء متخصصون في صناعة الاعلام وتوجيه بما يلبي الحاجة المعرفية والامنية للمواطن خاصة في ظل هذه المتغيرات الخطيرة والمصيرية ليعرف المواطن وبصدق اين هو انها امانة تتحمل مسؤوليتها يا سيادة رئيس الوزراء وفي هذه الفترة بالذات كونكم صاحب القرار والمسؤولية وستيقى لذكراك وللاجيال القادمة .
اعانكم الله على هذا الخطب العظيم وحفطكم من طوارق الحدثان .