تحت شعار الثقافة هي الحل فازت قصتي بالمهرجان/ماجد حميد الدبياني
Tue, 18 Jun 2013 الساعة : 1:20

فازت قصتي القصيرة تحت عنوان ((( اطفال الطين )))
بالمرتبة الثالثة في مهرجان القصة القصيرة الذي اقيم في مدينة الثقافة مدينة قلعة سكر وتحت شعار
(((الثقافة هي الحل )))
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc1/1000188_487528894...
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/1017211_487528717...
واضع بين ايديكم قصتي القصيرة
اطفال الطين
(1)
في ذلك الليل المظلم وعلى أصوات قطرات المطر المنهمر على سطح بيتهم المبني من شتات ورفات أروقة الحديد والسكراب المتجمع في ذلك المكان من اجل ان يحميهم من شمس الصيف ........
فالأب المعاق من تفجيرات الامس اللئيم من ايام العراق العاهرة في احضان الارهاب المنقعر في سجن الاعدام الا مستحيل في مذكرات العقل ....
ولأن ذلك الأب المعاق لم يحسب حساب الشتاء الممطر بل كان كل همه أن ينقضي صيف لاهب من أسنة نيران حريق شمس دافئة كدفىء حرارة سخانات الذين تسلطوا على رقاب الجياع بدون سابق شرع أو صك غفران ............
الا كلمات نطقت فتلذذت تلك الاذان الصاغية بها .....................................................
صورتهم امام أعيني وهمساتهم هنا تقبع في داخلي كصراخات تلك المراة التي حانت ولادتها فتشابكت تلك الايادي البريئة وحضنت الاطفال بعضها بعضا منتظرة ذلك المجهول الذي يأتي من بعيد في اخر طريق العمر ...............
لكن في بلدنا الغني بثرواته الفقير بأطفاله يستعجل المجيء ليأخذ الصغار قبل الكبار كي لا يرون مأاٌسي الجوع المؤلم وتعب العناء الخافت خلف قبضان الليل الجائع لآكل لحومهم,,
•
(2)
فتساقط بيتهم الجميل بأعينهم كالقصر تحيط به الحدائق من كل جانب حينما يئويهم من عتمات الليل الحادق بسواده المظلم من عناء تعب النهار وهم يستنشقون تلك الابخرة المتصاعدة من براكين ارض العراق فتبتسم شفاههم لكثرة الغاز والنفط في بقاع ارض الوطن لعل ان ياتي يوم فتوزع تلك الخيرات حسب المظلومية والفقر والعجز لا حسب المحاصصة والمحسوبية ...
....................................................
لكن ذلك الحلم لم يكتمل بل خطفه الموت كما خطف أرواحهم الطاهرة بعد ما سقط قصرهم الجميل المبني من طين حينما لم يتحمل تلك القطرات التي سقطت على سطح البيت فسقط القصر والاطفال معاً...
..........................................................
فأمطريا وطني من ايامك ثمرات جحود عرق الخزي والذل والهوان وتخبط بين ماضى تنعق عليه الغربان وبين حاضر يشق نحر الخذلان...
فسقطت أرواحهم الطاهرة بسقوط البيت عليهم ليحتظنهم بيت الطين الذي رسم
((( أجمل صورة من الوفاء)))
3) )
في مماتهم كما احتظنهم وهم احياء وليحميهم من الافاعي والعقارب ويجعل جدرانه المرصوصة بعبق السكراب سد منيع أمام ذلك الدود كما كان لهم عندما كانوا احيائاً كالفراشات التي تاخذ رحيقها من زهرة بيت الطين وحماهم من الحيوانات البشرية المتوحشة التي أرادت ان تسرق الارض التي ولدوا عليها لكن ذنبهم ان الارض تلك كانت مملوئة بخيرات كثيرة.....
.........................................................
لكن بيت طين وبوفائه المعهود عليه ابى ان يترك اطفال الطين دون مئوى في مماتهم فأصبح قبرهم ...فالزمن القاسي رقرق قلبه عليهم ليسلبهم من الحياة التي ليست من حقهم ولم يتحقق حلمهم برؤية ذلك الوليد النابت في رحم انتظار السحب المتلونة بألوان عاشق يقيم قداسا" للحق وصلاةً على رفاة الظلم والطغياان...
..................................................................
((قصتي هذه حقيقة وهي هدية الى العائلة التي ماتت تحت رفات بيتهم المتهدم من المطر لأنه بني من طين وتنك