السيرة الذاتنيةللشيخ حسين قسام/منقول عن/أ-د عبد الإله الصائغ/زهير الربيعي
Tue, 18 Jun 2013 الساعة : 1:05

السادة القراء وددت أن أعيد نشر مقالة الاستاذ الصائغ لما لهذا الرجل من مكانة في تاريخ العراق السياسي والادبي وكذلك للاطلاع على أعمال النظام السابق في طمس معالم قبره وثلة من الانبياء والعلماء الاجلاء,ارجو الاطلاع على المقال مع شكري وتقديري للاستاذ الدكتور الصائغ على معلوماته القيمة والدقيقة.
الشيخ حسين قسام بن الشيخ عبود الخفاجي 1319هـ - 1373هـ الوافق للسنة الميلادية 1898-1960 م !! ( 2 ) شخصية أثارت وتثير جدلا كبيرا في الوسطين الإجتماعي والأدبي ! فحاول دارسون مهمون من العراق وخارجه تحليل نصوصه مرة وتحليل سلوكه أخرى وتوصل الجل الى ان الشيخ قسام قد ابتكر اسلوبا ادبيا كوميديا لقراءة الواقع الأجتماعي ومن هؤلاء الدارسين الأساتذة : جعفر الخليلى ومحمد علي البلاغي وعلي الخاقاني وهاشم الطالقاني ودكتور عدنان جواد الطعمة من العراق والأستاذ حسين مروة من العرب ! وادري ان هناك عراقيين وعربا واجانب كتبوا في الظاهرة القسامية بيد انني لم اطلع عليها مع الأسف ولأي زميل فاضل ان يضيف الى محاولتي او يعدل ! وقد راقت لي فكرة اعتداد حسين قسام ضمن المدرسة السوريالية فهناك تزامن بين اندريه بريتون (1896-1966مـ ) وحسين قسام من حيث الولادة والوفاة والتعبير !!لكن الذي قهرني هو عدم وجود وثائق تدل على صلة ما بين الإثنين مع الأسف ! ثمة قوت الأرض لجيد وثمة قيطان الكلام وسنجاف الكلام والأفكار المطلسمة للقسام ! ولا احاول ليَّ عنق الحقيقة العلمية لتقارب الفرضية ! فاندريه بريتون كان متابعا يقظا لما ينجم من ادب في منطقتنا ! وقد بعث رسالة مطولة الى الشاعر المصري المغمور جورج حنين في 18 /4 / 1936 قال فيها بريتون لحنين ( يبدو لي ان الشيطان السوريالي له جناح هنا والآخر في مصر ) انظر كتاب النقد الأدبي وخطاب التنظير لكاتب هذه الحروف الفصل الرابع. وازعم ان دراسة حسين قسام الخفاجي سوف تسهم في تلطيف الحوار العراقي العراقي فمتى ما كبرت العقول وسلمت النوايا وطابت النفوس! ولد الاعر الظاهرة ونشأ وترعرع ومات في النجف الأشرف وبعد فشل ثورة آذار 1991 وسقوط مدينة النجف الأشرف بيد الحرس الجمهوري الأسود والقوات البعثية الخاصة واستباحة المدينة لسبعة ايام بنهاراتها ولياليها !! امر صدام حسين بحرث القبور في مقبرة وادي السلام فبدأت البلدوزرات تنبش القبور وتسحنها وقد كانت بايدي الجيش قوائم بالمقابر الشهيرة لتفجيرها بالديناميت ورأيت بعيني هاتين تفجير قبر العلامة الدكتور مصطفى جواد وقبر أمير ولاية المحمرة الشيخ خزعل الكعبي !! وازالت البلدوزرات جزءا من قبر النبيين هود وصالح وثمة خبر متواتر ان سيدنا آدم وسيدنا نوحا عليهما السلام مدفونان في مقبرة وادي السلام النجفية التي حرثتها بلدوزرات الحقد الطائفي القومي الشوفيني الفاشي !! فماذا عسى حسين قسام ان يقول لو نهض من قبره وشهد هذا المنظر العجيب بعينيه !! لم تكن سدانة النبيين هود وصالح لتسد حاجة عائلة حسين قسام الكبيرة ( تسع انفس ) وغائلة الغلاء الذي فاجأ الطبقة الفقيرة من الناس ضمن عقابيل الحرب العالمية المجنونة !! ومعظم الحفلات الفكاهية والتي يحضرها الصغير والكبير كما ان النساء يحرصن على حضورها من خلال السطوح والشبابيك ومن وراء الستور فقد كان حسين قسام النجفي نجم المدينة دون منازع وبخاصة الأفراح !! ولكن الحفلات العامة او الخاصة التي تقام له مجانية !! كان لا يأخذ عليها اجرا رغم حاجته الموجعة وتردي وضعه المعيشي والصحي ولكنه كبرياء الفرسان والمبدعين !! ولو اراد اجرا على حفلاته لغدا مليونيرا بحساب ذلك الزمان !! ويكفي انه صديق الملك غازي الذي كان لا يستغني عنه وبخاصة حين تشتد عليه الكآبة وصديق الملك فيصل الثاني ومرافقه الأقدم عبد الله المضايفي كان اول ما يفعلانه حين ينتجعان في القصر الملكي في الكوفة هو استقدام الشيخ حسين القسام ليقيم في القصر فترة اقامة الملك وكل العائلة المالكة تهش وتبش للشيخ قسام ذي الملامح الصارمة الكئيبة والروح الفكهة العجيبة !! وكذلك كانت للشيخ القسام الحضوة لدى وزير المالية الحاج محسن شلاش والدكتور فاضل الجمالي والسيد عطية السيد سلمان الزكَرتي العوادي والسيد عطية ابو كَلل والحاج صالح الجوهرجي والسيد علي الحبوبي والسيد علي المرعبي الصائغ والدكتور محمود صفوت و الوجيه السيد هاشم الشريفي الرادود وسواهم من اثرياء العراق وموسري النجف .
وقد تزوج من سيدة نجفية فاضلة فانجبت له ثلاث بنات هن : حورية وفردوس وجنة وثلاثة بنين هم ولدان مالك ورضوان !! والمبهج حقا ان يكتب حسين قسام سيرته في قصيدة طويلة ويسمي سيرته وفق الإصطلاح العلمي للسيرة وهي الترجمة !! وفي هذه الترجمة الوثيقة يؤرخ هذا العلم لزمنه متوقفا عند ادق التفاصيل !! فلم تفته مثلا العاب الأطفال والصبيان وقد شهدت بنفسي معظم الألعاب التي ذكرها القسام وكنت بسبب طول الزمن ومشقة العيش قد نسيتها كلا او جلا وهاهو القسام يذكرها وبقي على الباحثين في التراث الشعبي الجميل مساعدتي في وصف الألعاب التي ذكرها القسام في ترجمته ! زد على ذلك ان حسين القسام حين ترجم لنفسه لم يسلك طريق من سبقه او عاصره او لحقه في الترجمة فهو لم يصفِّ حساباته مع خصومه كما يفعل كتبة السيرة الذاتية غالبا !! ولم يرتدِ القسام لبوسا غير لبوسه ففي كلامه صدقية عالية وتواضع لا يقدر عليه سوى من اوتي نفسا كبيرة وثقة عالية بخطاه ورؤاه !!