الرجل "كلمة"/سلام خماط

Mon, 17 Jun 2013 الساعة : 0:43

ان ما يدور من تنافس بين اعضاء مجلس محافظة ذي قار بخصوص الاصطفافات لتشكيل الكتلة الاكبر والتي يبيح لها القانون باختيار منصب المحافظ او منصب رئيس المجلس ونوابهما ومعاونيهما ,ما هو إلا عبارة عن تنافس يفتقد للنزاهة والوطنية في اختيار هكذا مناصب ويدلل بما لا يقبل الشك على عدم وجود حرص على المصلحة الوطنية العامة من جهة ولا يتناسب مع الشعارات التي رفعها هؤلاء الاعضاء اثناء حملاتهم الانتخابية والتي تعهدوا فيها امام ناخبيهم بتوفير الخدمات والأمن ,ان الذي حصل من خلافات وتقاطعات بين اعضاء المجلس لا يبشر بتشكيل حكومة محلية ناجحة قادرة على ادارة حكم المحافظة بالشكل المطلوب وكما يتمنى ابناء ذي قار , الذي حدث والذي صدر من بعض الاعضاء وأمام كاميرات الفضائيات قد افصح عن افتقار هؤلاء البعض الى رصانة الحديث من خلال طروحات ساذجة وصلت حد التهديد لشغل منصب رئاسة المجلس ناهيك عن انسحاب البعض الاخر عن الكتل والقوائم التي رشحوا عنها ,مفضلين مصالحهم الشخصية على شرف الكلمة التي قطعوها على انفسهم امام كتلهم وقوائمهم ,وقد اتصف البعض ممن جاءوا مع طوابير من الانتهازيين الذين تغلغلوا في ثنايا كتل وقوائم وأحزاب ,مما انعكس على الكثير من المواقف التي باتت اليوم اكثر من اي وقت اخر الى المراجعة والتصحيح ,يبدو ان هذا البعض من الساسة المحليين لم يعوا الدرس بعد لاسيما ان مجلس المحافظة هو مجلس خدمي ورقابي على الحكومة المحلية وليس مجلس سياسي ولابد لعضو المجلس ان ينحاز الى المحافظة وليس الكتلة او الحزب الذي ينتمي له ,كي ينهض بواقع الخدمات التي تقدم للجميع دون استثناء وهنا يكون العضو ممثل لكل ابناء المحافظة من الناحية الواقعية ,إلا ان الذي رأيناه في الايام القليلة الماضية ورغم انعقاد المجلس لعدد مرات وإخفاقه في اختيار رئيسا له ,فهل يوجد عضو مجلس محافظة يتمتع بنظرة شاملة للبناء يتوفر فيه عامل النزاهة والكفاءة ويمتلك فكر ورؤية ناضجة الى جانب تحصنه ضد الفساد ,انا اعتقد ان هذا الشخص موجود بين اعضاء مجلس محافظة ذي قار ويتمتع بالصفات الانفة الذكر ورفض المساومة على كلمته التي اعطاها للائتلاف الذي ائتلف معه رغم المغريات التي عرضتها عليه بعض الائتلافات الاخرى ,لم يساوم كونه يحترم كلمته مجسدا بذلك مقولة سارتر الشهيرة ( الرجل كلمة ) عكس الاخرين الذين تحولوا من قائمة لأخرى ومن ائتلاف لأخر وعكس الذين وصل الخلاف بينهم وهم من نفس التيار حد التهديد كونهم لم يستوعبوا بعد المفاهيم والأساليب الحضارية في معالجة المشكلات بالحوار والتفاوض ,مجلس تكون بدايته هكذا فكيف ستكون نهايته يا ترى ؟
 

Share |