الثواب والعقاب في البناء التربوي/سليم صالح الربيعي

Thu, 13 Jun 2013 الساعة : 22:40

البناء التربوي ضروره في التعلم ومن جملة الاساليب التربويه البليغه في التعلم الاستعانه بعنصري الترغيب والتخويف اي الثواب والعقاب .ان الترغيب وسيله لخلق الشوق والحافز والدافع الى العمل بالمفيد والصالحات وخلق عادات حسنه .واما التخويف او العقاب فيراد منه الحيلوله دون ظهور الصفات القبيحه وارتكاب الاعمال التي تؤدي الى فشل العمل التربوي والدعوه الى ترك العادات البغيضه .فليس هناك من شك في ان التشجيع والتخويف عاملان مؤثران في تقدم الانسان والنظام التربوي .وان تطبيق هذاين العنصرين نافع وبنّاء في جميع مراحل الحياة وعلى كافة المراحل العمريه. الا ان تطبيقهما في مراحل الصغر تحض بأهميه اكبر ,وذلك لان الانسان في صغره عباره عن صفحه بيضاء وانهم ضعاف من الناحيه الفكريه والروحيه ,لذلك فأنهم بحاجه ماسه الى عنصر التشجيع ,كما يقوي عندهم الحافز الى القيام بالاعمال الصالحه .وفي المقابل لابد ايضا من اتباع عنصر التخويف الذي يحملهم على ترك الصفات السيئه .
وعليه فبالالتفات الى اهمية هذين العنصرين المتضادين سنعمد الى بيان وتشريح كل واحد من هذين العنصرين ومنها نهتدي الى انجع السبل في ما يتعلق بالبناء التربوي
لو تناولنا عنصر التشجيع اي الثواب .من غير الصحيح ان نتوقع من الصغار القيام بواجباتهم دون ان يكون هناك تشجيع من قبلنا. فأن التشجيع يحدث لدى الصغير واليافع دافعا قويا للقيام بالاعمال الصالحه ,ومن خلال ذلك يتحول فعل الخير وأداء الواجب والاجتهاد .الى سجيه وصفه لازمه فيهم . ان الصغير اذا قام بعمل لائق . وحضي بالتشجيع من قبل الاخرين على حسن فعله وأدائه ,فأن حلاوة ذلك العمل ستبقى محفوره في ذاكرته ,فتقوي عنده الحافز على تكرار ذلك الفعل الحسن .
شاهد الامام الحسن(ع) ذات يوم غلاما يطعم كلبا من رغيف خبز كان في يده فسأله الامام :ما الذي يحملك على اطعام هذا الكلب ؟ فقال الغلام:انني استحي من خالقي ان اشبع وامامي كلبا جائع ينظر الي دون ان اطعمه .فسرّ الامام الحسن(ع) ذلك ,فأمر بشراء الكثير من الاطعمه والثياب لذلك الغلام ثم عمد على شرائه من سيده واعتقه .
ان التشجيع يعزز من روح الطفل ويدفعه الى فعل الخير ويقوي عنده الشعور بالرضا والسعاده . ان هذا الشعور يساعده على تكرار العمل فمثلا في تعلم قراءة القران الكريم يحسن بنا ان نؤكد على الايجابيات ونعمل على ابرازها والانطلاق منها لبيان الاشكالات بأسلوب لين ولطيف .ان التشجيع عنصر فعال ومؤثر في تقوية سلوك الفرد وتطوير طاقاته الكامنه وتفجيرها .ان هذا العنصر يؤدي الى ظهور حاله من الوجد والنشاط لدى الصغار و اليافعين وتقوي ثقتهم بأنفسهم وأبعادهم عن الشعور باليأس والاحباط . ان للثواب اي التشجيع صور متنوعه فأن النظرة المشجعه ,والشكر اللفظي , والتربيته على الرأس والاكتاف , والثناء امام الاخرين,والهدايا والمكافأت وما الى ذلك ويمكن الاستفاده من كل واحده منها في ظروفها المناسبه وحسب عمر ومراحل نمو الطفل. وعليه فأن للتشجيع هوه كسائر الامور الاخرى أطرا َ خاصه ينبغي ان لايخرج عنها لكي يحدث الاثر المطلوب في السلوك التربوي وعليه يجب ملاحظة المسائل التاليه في هذا الحافز اي الثواب .عدم المبالغه والافراط في التشجيع , ان لايؤدي الى التكبر والغرور,ان يكون محدد ,ان يكون مناسبا,ان يكون له قيمه معنويه ,ان يحصل مباشر ,ان لايكون الحصول على المكافأه مستحيلا اوشاقا ,ان يكون ضمن اطر العداله وليس المحاباة والتفرقه
ومن هنا نستشف ان التشجيع أو مبدا الثواب هو اكثر الاساليب التربويه الناجحه والتي لها اثر ايجابي في شخصية المتعلم وبكل الفئات العمريه عكس التخويف والعقاب فأنه سيورث لنا جيل من ذوشخصيات مهزوزه غير مقدام لايمكن ان تتفجر طاقاته وتظهر مهاراته خامل متهرب دائما .ومن خلال اسلوب الثواب الناجح يمكن الالتفات الى ماتقدم يجب ان نأخذ حساسيه توظيف الاسلوب التربوي القائم على الثواب والعقاب بنظر الاعتبار .وذلك لان الافراط والتفريط في كل واحد من هذين المفهومين يؤدي بنا الى السقوط في هاويه سحيقه يستحيل الخروج منها. الا ان القائمين على البناء التربوي من معلمين ومعلمات بأمكانهم توظيف هذين العاملين او العنصرين من خلال معرفتهم للحدود الوسطيه ورعاية الاعتدال فيهما وعندها لايكون هناك شك في تمكنهم من اضاءة نور الشوق والرغبه لدا المتعلم وهدايتهم الى مافيه رضا الله والرقي والاصلاح 

Share |