بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية /طاهر مسلم البكاء

Thu, 13 Jun 2013 الساعة : 0:58

من حق الناصرية ان تعاتب وتساءل برلمانيها ،ماذا فعلوا للناصرية فأذا استثنينا انهم ابناء الناصرية وممثليها ، فأن لها فضل صعودهم واحتلالهم مناصب قيادية ، وواجبهم ابراز حاجتها والعمل على توفير ما يعوض الأهمال الذي لحق بها سواء ابان العهد السابق أو العهد الحالي حيث تصدرت مدن العراق بالفقر حسب احصاء عام 2011 وبنسبة عالية (5 ,37 ) % ،ولكنها أهملت حتى في الأحصاء حيث ادرجت في بيانات خاطئة كثامن مدينة في نسبة الفقر وبالتالي اختلفت حصتها في برنامج ضخم تضطلع به مجموعة من الوزارات وتقوده وزارة التخطيط للأقلال من الفقر في العراق !
إن محافظة ذي قار رابع محافظة في العراق من حيث عدد السكان وان ماتعرضت له من مآسي أدى الى بروز فئات ضعيفة على مستوى المحافظة وبأعداد كبيرة ، فمن المعلوم إن المحافظة كانت مسرحا للعمليات العسكرية في عام 1991 – 2003 وجربت فيهامئات الأطنان من مختلف الأسلحة المحرمة دوليا" وظهرت وتظهر إصابات غريبة على سكانها ،كما كان للتدمير الواسع التي تعرضت له مرافقها العامة كمحطات الطاقة والجسور والطرق والمنشآت الصناعية والخدمية والبنى الأرتكازية الأخرى ، الأثر الكبير على الحالة الاقتصادية لسكانها ،ناهيك عن أنها كانت قبل هذا قد تعرضت لحصار من النظام الصدامي وإهمال كبيرين وخاصة في السنوات الأخيرة التي سبقت سقوط النظام ،وأدى انحسار مياه الاهوار سواء ذلك الذي كان بشكل متعمد من قبل نظام صدام أو ذلك الذي لحق بفعل انخفاض مياه دجلة والفرات بسبب السدود التي تنشأها تركيا على منابع الأنهر أدى إلى تضرر مناطق واسعة من المحافظة وهجرة أهلها إلى مناطق أخرى , والى هذا اليوم تستمر هجرة الشباب في هذه المناطق بحثا عن العمل .
أن سكان الأهوار يعيشون أوضاعا" صعبة جدا" ، حيث أن انحسار مياه الأهوار قد أفقدهم أهم وسيلة للعيش عندهم وهي الصيد ،كما أن صعود وأنحسار المياه المتذبذب بين وقت وآخر يمنعهم من الأتجاه بجدية لزراعة هذه المساحات الشاسعة والأستفادة منها والتي كانت أهوار أصلا" في ماضي الزمان ، وبالتالي ازدادت البطالة بشكل كبير وتعمقت حالات الفقر .

ولو تحدثنا بالأرقام فان عدد العاطلين عن العمل المسجلين اليوم في دائرة عمل ذي قار هو 158000 مئة وثمانية وخمسون إلف عاطل عن العمل عدا أولئك الذين يستلمون أعانة شبكة الحماية الاجتماعية والذين يقدرون بسبعة وعشرون ألف , وفي حقيقة الأمر فان إعداد العاطلين في المحافظة تفوق هذا الرقم بكثير بسبب عزوف الكثيرون عن التسجيل في دائرة العمل ليأس اغلب المواطنين من برامج الدولة ،كما أن أعدادها بتزايد وهي في تصاعد مستمر لعدم وجود برامج ناجعة لأستيعابها ومعالجتها ، والمأساة ان أفواجا" من الخريجين في مختلف الاختصاصات يضاف اليها سنويا" ،وهذا يؤدي بالمستوى العلمي الى الانهيار لفقدان الحافز لدى الطلبة ،كونهم يرون من سبقهم في كفاح الدرس قد أتخذوا مقاعدهم في أفواج العاطلين
كما إن محافظة ذي قار من المحافظات التي بدأ مسؤوليها يشكون فيها من تزايد حالات الطلاق والتي يعود اغلبها إلى الحالة الاقتصادية والتي عدم توفير السكن وقلة فرص العمل كما إن المحافظة تتصدر المحافظات المذكورة أعلاه في عدد الأرامل .
واليوم يخرج ابناء الناصرية في مظاهرات بسبب الواقع المتردي للكهرباء في المحافظة ويحس ابناء المحافظة انهم وعلى الرغم من وجود محطة الطاقة الكهربائية في مدينتهم فأن حصتهم من الكهرباء تقل عن المحافظات الأخرى ولا يسمعون صوت يناصرهم أو يقف الى جانبهم في مطالبتهم المشروعة سوى صوت عضو لجنة الخدمات البرلمانية وحدة الجميلي التي دعت وزير الكهرباء ان يذهب مع وكلائه الى ذي قار ، ويقدر ابناء الناصرية بدورهم هذا الصوت والنخوة العراقية التي لطالما أفتقدوها .

Share |