ضياع الحلم .. خسارة بطعم المرارة/عباس ساجت الغزي
Wed, 12 Jun 2013 الساعة : 1:01

كل شيء في بلادي اصبح بطعم اخر , حتى الاحلام الجميلة باتت بطعم المرارة لمن يمني نفسه بتحقيق القليل منها , بالأمس ضاع حلم الامن بالولادة العسيرة للعراق الجديد وفقدنا بسبب ذلك الضياع الكثير " التخطيط والبناء والاعمار والاستثمار وضياع الثروات والاستقرار ... والكثير من الاماني التي كانت في يوما ما سبب التغيير واسقاط الصنم .
الشعب العراقي يعشق كرة القدم حد ايقاف عجلة الزمن حين يلعب المنتخب الوطني وينسى كل شيء من حوله فعقله وقلبه المتعلق حد الثمالة يرقب الكرة المستديرة وهي تتدحرج ذهاباً واياباً على المستطيل الاخضر بأقدام اللاعبين ويرسم بحركتها التي تراقص مشاعره , خارطة الحلم الكبير بتحقيق النصر والارتقاء بأعلى المناصب في لعبته المميزة والمحببة .
ومع كل ذلك العشق فان مسالة الربح او الخسارة تعني له الكثير فيتأثر معها لدرجة اللّعن وانزال وابل كلمات التوبيخ بحق من يقف وراء تلك الخسارة سوى كانت الحكومة او الاتحاد او الكادر الفني وعلى رأسهم المدرب او اللاعبين انفسهم , ولهذا التأثير الكثير من المردودات السلبية على العراقيين منها الاجتماعية والصحية والنفسية وفي ذلك الكثير من الامثلة " قبل ايام كنا نشاهد احدى مباريات منتخبنا الوطني في منزل احد الاصدقاء لمتعة المتابعة الجمالية في التحليل وتبادل وجهات النظر ومشاركة الفرحة , وبعيد انتهاء المباراة بخسارة المنتخب رنَّ موبايل الصديق المضيف ليصرخ لا. .لا !! ما الخبر يا صديقي ؟ قال اخي في طوارئ المستشفى وحالته خطره ..
اسرعنا جميعاً لنجد مجموعة من الاطباء الجراحين وهم يجرون له عملة سريعة لوقف النزيف بعد ان تقطعت الشرايين والاوردة والاربطة في ساقه , نتيجة قيامه بركل المعرض الخشبي الذي كان جهاز التلفاز موضوع فيه , بعد صافرة الحكم بانتهاء المباراة بخسارة المنتخب الوطني , لتسقط قطعة كبيرة من الزجاج على ساقه فتفعل ما فعلت , وبعد عملية دامت الساعة والنصف واضافة اكثر من اربعة قناني دم تمت السيطرة على الموقف وانقذ بأعجوبة .
وكانت صالة الطوارئ حينها تعج بالمراجعين وبحالات مختلفة منها ارتفاع وهبوط ضغط الدم والسكري وعدم انتظام دقات القلب والذبحة الصدرية والاصابات الجراحية الاخرى نتيجة الشجار او نفس اسباب صاحبنا وكل ذلك بسبب خسارة المنتخب , ولا اخفيكم بان اكثر من ذلك يحصل حين يفوز المنتخب وبالخصوص في المباريات المصيرية والمهمة .
نحن نفتقد ثقافة التشجيع ومعرفة الهدف والغاية من الالعاب الرياضية ونبعد انفسنا عن المتعة لنعيش صراعات داخلية تؤثر في مجريات حياتنا , لكننا نعي بان للفوز والخسارة اسباب وما نشاهده اليوم من انعطافه خطيرة في مسيرة المنتخب الوطني يدعو للقلق , والخسارة المتكررة والخروج من المحافل الكبير التي تعد احلام الجماهير الرياضية , يتطلب وقفة جادة من الحكومة في دعم الحركة الرياضية والقيام بأجراء تغيرات في اتحاد كرة القدم العراقي وجميع الكادر الفني للمنتخب والبحث عن اللاعبين من الوجوه الشابة اصحاب المهارات واللياقة العالية والخبرة تأتي تباعاً .