العباس ع ... وغفلتنا عن مهمته الرئيسية/اكرام حسن

Tue, 11 Jun 2013 الساعة : 23:56

عندما يُذكر رجل كالعباس ع  تتبادر الى الذهن  صور البطولة والرجولة والعنفوان , فكلنا يعرف انه كان حاملا راية الحسين ع وقائد معركتة , ولكن هل فهمنا دوره حق الفهم ولماذا قُتل وهو في دور الدفاع وليس الهجوم ؟... 
كان دور الحسين ع التضحية من اجل كرامة الانسان وحقه في التعبير عن رأيه واختيار من يصون  كرامته ويضمن مستقبل ابناءه ... 
الحسين ع قسَّم الادوار في كربلاء بينه وبين مَنْ كان معه من الاصحاب واهل البيت وكان دقيقا في اختيار العنصر المناسب للمكان المناسب , وكما نعلم كان دور السيدة زينب ع اعلامي - للحفاظ على النهضة الحسينية من التشويه على يد بني امية بالاضافة الى الحفاظ على الامام السجاد ع والسبايا في المخيمات الحسينية من القتل بعد استشهاد الحسين ع ...
واِن كان دور الحسين ع هو حماية حق الانسان البالغ , فان دور ابي الفضل ع - الساعد الايمن للحسين ع - هو حماية حقوق الطفل .
 نعم , هكذا خطط الحسين لمعركة الكرامة , تخطيطا انسانية مليئا بالقيم والمعاني السامية ابتداءا من حقوق الطفل , وانتهاءا بحقوق الانسان البالغ .
ان ابسط حق للطفل هو القدرة على العيش دون عناء , لذلك قدَّم الحسين ع احب الناس اليه واكثرهم شجاعة واقداما ليكون رمزا للدفاع عن الارضية التي يقوم عليها المجتمع الحر السليم , فقدَّم الافضل والاحسن والاكفأ للقيام بهذا الدور -وهو العباس ع -  لانه اذا انهارت حقوق هذه الفئة من الناس استُبيح كل شيء وكل حق , وهذا ماحصل فعلا بعد استشهاد العباس ع ...
لذلك نسمع مقولة الحسين ع عندما استُشهد اخاه العباس  - في معركةٍ من اجل الحصول على ماء يروي به عطش الاطفال - قال الحسين ( الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي ) ... فهل كان يقصد انه ضَعف لقلة عدد الانصار والمحاربين ؟؟؟
كلا , فقد كان الانصار واهل بيت الحسين قلة من اول يوم نزلوا بكربلاء والحسين يعرف عدد رجاله ويعرف قوتهم وتفانيهم واخلاصهم , فلماذا ينكسر ظهره اذاٍ ؟؟؟ 
انكسار ظهر الحسين كان تعبيرا عن انكسار القيم الاخلاقية التي يُبنى عليها المجتمع الانساني السليم فاذا حصل تجاوز على حقوق الطفل ( بمنع تزويدهم بالماء ليعيشوا ) فهذا يعني تحول المجتمع الى شريعة غاب بل اسوأ من ذلك , ولن يصبح هناك قيمة او احترام لحقوق الكبار فمن يتجاوز على الصغير الضعيف يتجاوز على كل شيء وكل انسان .
انكسار الحسين كان لعلمه انه لم يعد في هؤلاء القوم الذين حاربوه اي ضمير انساني يحترم حقوق الانسان الصغير ناهيك عن الكبير , ولم يعد بمقدوره ان يثنيهم عن مساندة الظالم المستهتر بحقوق البشر فقلَّت حيلة الامام عن ايجاد منفذ لقلوب هؤلاء المتحجرة وعقولهم , وفي هذا شماتة الحاكم الظالم وزيادة في تجبره  .
العباس قطعت يمينه وشماله فظل صامدا لانه ومع جراحه مازال يملك قوة العزيمة وقوة الرحمة التي تدفعه لنصرة اولئك الاطفال عملا بوصية رسول الرحمة ص – اوصيكم بالضعيفين المراة والطفل – لذلك احتضن قربة الماء لانها بنظره عنوان وصية الرسول ص وكأنه يقول { على العهد يامحمد حتى انقطاع النفس } ... هكذا كان ابو الفضل العباس رمزا فذا لحماية حقوق الانسان الطفل كما كان الحسين رمزا لحقوق الانسان البالغ .
كان حق الطفل ياخذ الاولوية في حسابات اهل البيت , فليتنا نعِ ِ هذه الحقيقة ونجعل من ابي الفضل العباس رمزا لمن سعى بجد للدفاع عن حقوق الطفل وضحى من اجل ذلك بكل مايستطيع .
ولنجعل من ذكرى ميلاده مناسبة نعتني فيها باطفالنا في البيت والشارع والمدينة , نُدخل السرور على قلوبهم ونخفف من وطئة مايعانون من جراء الاوضاع الغير طبيعية في المنطقة , عسى الله ان يرحمنا بهم ويفرج عن امتنا كل كرب وضيق ...  
انا ادعوا المهتمين باظهار رسالة اهل البيت ع ان يجعلوا من يوم ميلاد العباس ع يوما للطفل العالمي او على الاقل يوما للطفل العراقي ,تقدم له الهدايا لترسم الابتسامة على وجهه , او لقمة خبز تسد رمقه لايام قادمة , ولنعتبر هذا العمل جزءا من الوفاء للدماء الطاهرة لشهداء كربلاء واولهم ابي الفضل العباس ع ...   

 

Share |