هذا ما جنيناه من التلوث البيئي /المحامى عبدالاله عبدالرزاق الزركاني
Mon, 10 Jun 2013 الساعة : 22:46

البيئة البيت الأمن الذي يركن بها الانسان والحيز الذي يمارس مختلف ألانشطة الخاصه بحياته اليوميه كما انها تشمل كافة الكائنات الحية من حيوان ونبات يتعايش معها الإنسان بما يحيط به من ماء وهواء فهو يؤثر فيها ويتأثر بها. الا ان ملوثات البيئة وأنواعها والتي تعرف بالمتغيرات السلبيه التي تطرأ على أحد مكونات ذلك الوسط البيئي والذي ينتج كُلأ أو جزءا عن النشاط الإنساني الحيوي والصناعي بالمقارنة مع الوضع الطبيعي الذي كان سائدا قبل تدخل الإنسان في إحداث التغيرات في الطاقة والمستويات الإشعاعية المختلفة والتغيرات الحيوية والفيزيائية والكيميائية التي تحدث في المحيط الحيوي الذي يحيط بنا والذي تعيش فيه جميع المخلوقات الحية ويمكن لهذه التغيرات أن تؤثر مباشرة ً أو بشكل غير مباشر على التوازن البيئي عن طريق الطعام والهواء والماء والمنتجات الزراعية المختلفة. وبهذا المعنى تكون ملوثات البيئة عديدة ومتنوعة المصادر .وما ظاهرة الملوحة التي اكتسحت ملايين الدونمات من أراضي المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق وتحولها إلى أراض ٍ جرداء غير صالحة للزراعة إلا دليلا واضحا على ذلك الإهمال الذي لاقته التربة العراقية منذ الخمسينات من القرن الماضي ولحد الآن . إلا أن التلوث اشتد والإضرار بالتربة العراقية تعاظم مع وصول النظام البائد إلى السلطة عام 1968 وسياسته الزراعية والصناعية (الخطط الانفجارية الخلابة في الإعلام الواحد فقط فقط فقط وتجفيف الاهوار). واشتد التلوث أكثر خصوصا بعد حربي الخليج الأولى 1980- 1988 والثانية 1991 وتفاقم عوامل عديدة نتجت عن وسقوط آلاف الأطنان من القنابل التي يحتوي بعضها على اليورانيوم المستنفذ والمنضب وكذلك تجفيف الأهواز والتي تعتبر من جرائم التاريخ التي لاتغتفر وتحويلها إلى أراض ٍغير صالحة للزراعة وتهجير سكانها وقتل الثروة ألسمكيه وجميع الكائنات ألحيه وقطع الأشجار وتدمير الغابات سواء في وسط وجنوب العراق أو في كردستان العراق بالإضافة للحصار الذي أمتد لأكثر من إثني عشر عاما مما زاد من التلوث الذي ي هدد بصورة مباشرة حياة الإنسان العراقي بسبب المخاطر المروعة التي أحدثتها الحروب وتوقف خدمات الدولة الأساسية المتعلقة بالنظافة وسلامة البيئة والإنسان الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية للإنسان العراقي وظهور أمراض كثيرة وأعراض لحالات لم يشاهدها المواطن العراقي في تاريخه.بالاضافه إلى استخدام الذخائر المشعة لليورانيوم المنضب من قبل القوات الاحتلال الأميركية وحلفائها في حربين طاحنتين في العراق والأخطر من ذلك عمليات السلب المنظم التي تعرضت لها منشآت ومواقع العراق النووية الفاشلهوالتي زادت في كارثة بيئية وصحية نجمت عما خلفته تلك الذخائر المصنعة من نفايات نووية وهي مشعة وذات سمية عالية ومن نتائجها انتشار أمراض سرطانية وأورام غريبة وعلل وتلف جهاز المناعة وأعضاء وأنسجة أخرى وتشوهات ولادية وولادات ميتة وعقم وغيرها وستتوارثها أجيال المنطقة لآلاف السنين.لكون تلك الحروب التي خاضها النظام السابق كما اشرنا تلوثاً إشعاعيا خطيراً يوازي سبع قنابل ذرية من النوع والحجم الذي استخدم ضد هيروشيما وناكازاكي وبضاف الى قائمة الأمراض الناتجة عن التلوث الاصابه بالتضخم الكبدي، وظهور حالات مرضية غامضة منها: التشوهات الخلقية والاعتلال العصبي والعضلي والإجهاض وسرطانات الدم والغدد اللمفاوية والثدي والرئة والتي دفع الثمن الشعب العراقي والعام الذي يدعي التحضر احد اطراف الدمار الشامل الذي حل بالعراق وشعبه كونه المشارك والمصدر والفاعل . وقد اتسم التلوث الإشعاعي في المدن العراقية بارتفاع نسب تلوث الهواء بالرصاص والكربون والغازات المتسربة إلى الجو والصادرة عن المواد الكيماوية وكميات من العناصر المشعة كالكاديوم واليورانيوم المنضب أو المستنفذ (DU) والزنك الصادر عن القنابل والصواريخ التي استخدمت في الحروب التي خاضها النظام السابق الفاشل والأمطار الحمضية والعواصف الترابية وكثافة الدقائق العالقة فضلا عن دخان المعامل وأبخرتها وعوادم السيارات والتلوث بأتربة الشوارع ومن اهم مصادر تلوث الهواء الإشعاعي في العراق كما اتسم ارتفاع نسب تلوث التربة المركز بفعل الاحتلالين الامريكي والصدامي ونقول من منا ينكر الخزين الهائل للمواد المشعه والغازات السامه وما تم قذفه من مواد وخلايا اليورانيوم المنضب والنووي بالاراضي العراقيه من قبل الاحتلال الامريكي بالعراق انه تفوق ما موجود في المناطق الطبيعية. كل أدى التلوث الإشعاعي لهواء وتربة العراق إلى تفاقم معدلات التدهور البيئي وانقراض أنواع من الحيوانات، مع تزايد خطر التهديد بانقراض حيوانات أخرى، فقد انقرضت عشرة أنواع من اللبائن من أصل (88) نوعاً في العقود الأخيرة ويهدد بالانقراض المستمر بالاضافه ازدياد نسبة الاصابه بمختلف انواع امراض الصرطان والذي يقضى الان وبصور مستمره على الابرياء بالامكان ملاحضة ذلك يوميا والدليل الانقراض الهائل لطيور الزر زور القبح الحباري والدارج. وتعد مدن جنوب ووسط العراق الأكثر تضررا بالتلوث الإشعاعي لوقوع مدن جنوب العراق ضمن خارطة معارك هذه الحروب وثانيا لأن مدن الوسط والجنوب تضم أكثر من 75% من سكان العراق وحجم المشاركة الأكبر في هذه الحروب والتعرض للتلوث الناجم عن استخدام الأسلحة المختلفة فيها فقد سجل (1.8%) نسبة تشوهات ولادية في العراق وتحظى البصرة بنسبة 3.1% من أجماليها وسجلت نسبة الإصابة بالسرطان في العراق (1.7%) وكان نصيب ميسان منها (5.7%) والناصرية (4.3%) منها وارتفعت نسبة الإصابات السرطانية ً. فقد أعلنت وزارة الصحة وجود أكثر من (140) ألف عراقي مصاب بالسرطان، تضاف اليهم (7500) حالة جديدة كل عام، نتيجة تعرضهم للتلوث الإشعاعي ويستقبل مستشفى الطب الذري والإشعاع في بغداد كل يوم حوالي (150) حالة إصابة من جميع مدن العراق، ويتوقع خبراء متخصصون ان يرتفع عدد الإصابات إلى أكثر من (25) ألف إصابة سنويا مع استمرار تأثيرات التلوث الإشعاعي في العراق. كما سجلت الإحصائيات ارتفاعا في معدل التشوهات الولادية من (3.2) حالة لكل ألف ولادة في عام 1990 إلى (22) حالة لكل ألف ولادة في عام 2000، اي بزيادة تقرب من السبعة إضعاف، وارتفاع حالات الإجهاض لدى الحوامل العراقيات إلى ثلاثة أضعاف، كما سجل ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الوراثية نتيجة التغيرات التي طرأت على الكروسومات بسبب ازدياد نسب التلوث الإشعاعي ومنها أمراض العيون فقد سجلت زيادة بنسبة 2.5% وإنجاب الأطفال المنغوليين سجل زيادة والتغيير في عدد وشكل بعض أعضاء الجسم سجل زيادة بنسبة (1.3%) وظهور حالات تقلص في الرأس واختفائه بسبب ضعف الغدد. تشير تقارير اليونيسيف إلى ارتفاع نسب وفيات الأطفال دون سن الخامسة من (30.2) حالة وفاة لكل ألف مولود في عام 1989 إلى (131) حالة عام 1999، وغالبيتهم ممن شارك إباؤهم في الحروب التي خاضها النظام السابق القذر وتزايد معدل وفيات المواليد من (47) حالة وفاة لكل ألف مولود خلال الأعوام (1984- 1989) إلى (108) حالات خلال الأعوام (1994- 1999)، وتزايد معدل الوفيات إثناء الولادة من (50) حالة وفاة لكل مائة ألف حالة ولادة عام 1989 إلى (117) حالة في عام 1997 كما تتسبب التلوث الإشعاعي في الإصابة بحساسيات الجهاز التنفسي واحتقان الرئتين وضيق التنفس والتليف الرئوي والتهاب الشعب الهوائية والفشل الكلوي والعجز الجنسي، والتشوهات الجنينية، وانخفاض نسب الذكاء.
وألان لابد لنا معرفة مكونات البيئة وهذه المكونات متكاملة ومتفاعلة ضمن نظام عناصر إدامة الحياة كالماء والهواء وكل ما هو حيوي للكرة الأرضية . وتتداخل في عناصر تكوينها الطبيعي المادي : والتي تعرف بهبات الله الطبيعية كالهواء والماء والتراب والثروات الطبيعة ومختلف المخلوقات الحية من نبات وحيوان وبشر، وهي تتفاعل في ما بنيها ضمن دورة متكاملا ومنظمة.
كما أن التلوث المؤثر على البيئة ذاتها فانه يعبر عن الحالة القائمة في البيئة الناتجة عن طريق الإخلال بالأنظمة البيئية . وأصبح تلوث البيئة ظاهرة نحس بها جميعاً فلم تعد البيئة قادرة على تجديد مواردها الطبيعية وأختل التوازن بين عناصرها المختلفة.وقد اكتسح التلوث مياه الأمطار والأنهار والبحيرات وفي كثير من الأماكن أصبحت في حالة يرثى لها نتيجة ما يلقي فيها من مخلفات الصناعة من فضلات الإنسان ولما ابتكره الإنسان في العلوم ألحديثه وظهور أصناف جديدة من المواد الكيميائية وألقت هذه المصانع بمخلفاتها الكيميائية السامة في البحيرات والأنهار.
كما أن الإنسان ذاته أسرف في استخدام المبيدات الكيمياويه ومبيدات الآفات والاسمده الزراعية وأدى كل ذلك إلى تلويث البيئة وأصبحت بعض الأراضي الزراعية غير قادرة على الإنتاج كذلك ازدادت مساحة الأراضي التي جردت من الأحراش والغابات عام كما ارتفعت نسبة الأنهار والبحيرات التي فقدت كل ما بها من كائنات حية وتحولت إلى مستنقعات .
وزادت الضجة الدولية والمصطنعة من قبل الدول الكبرى والصناعية ألمسببه للتلوث والإشعاعات المؤذية للإنسان فالماء في البحار والأنهار أصبح ملوث في حدود كبيرة أو قليلة بالكيماويات والفضلات وبقايا النفط والمعادن الثقيلة بل وبالماء المستعمل نفسه والهواء في أغلب المناطق وظهر التلوث الإشعاعي نتيجة استخدام الذرة سواء في الحرب أو في السلم وكانت الدول الكبرى هي الأكثر إيذاء من التلوث الاشعاعى للممارسات الاانسانيه للدول الفقيرة. وكانت الدول الصناعية كانت سباقة في إحداث التلوث والإخلال بالتوازن البيئي. وقد احدث التلوث إلى انقلاب خطير في النظام الكوني ،حيث اختلطت الفصول فلا يعرف الصيف من الشتاء أو الخريف أو الربيع وذلك بسبب التزايد المستمر لغاز ثاني أكسيد الكربون وهو السبب أيضاً في تحريك الكتل الهوائية المحيطة بالكرة الأرضية وهبوب العواصف وحلول كثير من الكوارث الطبيعية، كهطول الأمطار حول الكرة الأرضية وحدوث الفيضانات وانحسار حزام الأمطار حول الكرة الأرضية عن أماكن أخرى فيصيبها الجفاف لذا يستوجب حماية البيئة من التلوث وذلك بإتباع طرق الاهتمام بالوعي البيئي لدى السكان لتفادي مخاطر الجهل بأهمية الحفاظ على البيئة ومواجهة حالات التلوث ويتم ذلك عن طريق إدخال حماية البيئة ضمن برامج التعليم في المدارس والجامعات واستخدام أجهزة الإعلام العصرية واسعة الانتشار وإعداد الفنيين الأكفاء في مجالات علوم البيئة بالقدر الكافي للعمل على حماية البيئة ووقايتها من كل أنواع التلوث وذلك في مجالي التخطيط والتنفيذ على السوا ء بالاضافه الى سن القوانين اللازمة لحماية البيئة من الاعتداءات التي يمكن أن تقع على أي عنصر من عناصرها ،والقوانين الأكثر فعالية هي تلك التي تقي من التلوث وتحول دون وقوعه بما فيه منح الحوافز البيئية يمكن الاستفادة من طموحات الإنسان ورغبته في تحقيق المكاسب المادية في حماية البيئة وذلك عن طريق تقديم القروض الميسرة لتحول إلى تقنيات البيئية النظيفة وتقديم المساعدة التقنية المؤدية إلى حماية البيئة وردع ملوثي البيئة . إن خوف الإنسان من العقاب كثيرا ما يدفعه إلى تقويم سلوكه، لذلك ينبغي تنمية قدرات المؤسسات المسئولة عن الكشف عن مخالفات البيئية وعدم التراخي في توقيع العقوبات البيئية على المخالفين لقوانين البيئة. أما الإجراءات الوقائية من التلوث فهي
أولاً: الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامة الهواء يمكن اتباعها حتى تقي من التلوث الهوائي، منها على سبيل المثال التخطيط العلمي السليم عند إنشاء أية صناعة ،بحيث يراعي المناخ والتضاريس وتحديد المقاييس الخاصة بالتركيزات القصوى للمواد الملوثة التي يسمح بوجودها في الهواء وإنشاء نقاط رصد ومراجعة لقياس جودة الهواء ومن الحلول المقترحة لمقاومة تلوث الهواء اختيار أنواع من الوقود خالية هي ومخلفاتها من المواد الملوثة، والتحول إلى مصادر جديدة للطاقة قليلة التلوث.
ثانياً: الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامة الماء وذلك استقصاء المواد الملوثة للماء وإعداد قوائم قياسية لها ودراسة طبيعة الماء من حيث حجم وتركيب وشحنة الجسيمات الملوثة منه وكذلك خواصه، وتحديد التأثيرات المزمنة للمواد الملوثة عند تعرض الإنسان والكائنات الأخرى لتركيزات منخفضة منها وتحديد الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة وسن التشريعات الفردية للإبقاء على الماء في حالة كيميائية وطبيعيه وبيولوجية لا تسبب أضرارا للإنسان والحيوان والنبات ،والحرص على التحليل الدوري للمياه كيميائيا وبيولوجيا للتأكد من سلامتها باستمرار .
وتحسين طرق معالجة مصادر المياه العامة ومعالجة مياه المجاري
ثالثاً: الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامة التربة فإنه يلزم اتخاذ جملة من هذه الإجراءات الوقائية للمحافظة عليها ،وهي مكافحة الآفات الضارة والتخلص من بعض المخالفات كالمواد البلاستيكية والإطارات المطاطية
وشكرا .
المصادر
الاحتلال الامريكي للعراق والخزين العراقي الفاشل للاسلحه الكيماويه تقاريردوليه ومحليه
تقارير وزاره الصحه العراقيه
التلوث البيئي في العراق تقارير الامم المتحده
امراض السرطان واليورانيوم المنضب تقارير منظمة اليونسيف
تقنيات البيئية النظيفة والتلوث الاشعاعي
تلوث التربة العراقية خبراء وزراء الزراعه الدولين
الإشعاعات والامراض السرطانيه المؤتمر الدولي لخبراء الامم المتحده تقنيات البيئية النظيفة