أهان ألايرانيون علمنا ... وماذا بعد ؟ -/ جمال الطائي - السويد

Wed, 20 Jul 2011 الساعة : 11:41

بدأ ً لا بد أن أعترف ان كل جيران العراق وعلى مدى تأريخه كانوا مصدر أذى وسوء دائم له ، ولا أستثني احدا ً من جيرانه وبالذات ( ايران ) جارنا ألشرقي والذي لم تهب علينا من اراضيه رياح خير أبدا ً ، ولعلني لا أبالغ اذا قلت ان أكثر من تضرر من ايران هم شيعة العراق ،فايران رغم ان مذهب اغلب اهلها هو مذهب اهل البيت الا انها كانت مصدر اذى كبير لنا و بالذات نحن الشيعة فهي كانت طرف الحرب التي اكلت عشرات الالاف من ابناءنا ،فقد كانت تعرف ان اكثر من تسحقهم عجلات هذه الحرب ومن تحرقهم نارها هم شيعة العراق وفقراءه ، ورغم انها كانت تستطيع ( لو أرادت ) ايقاف الحرب ، الا انها لم تفعل وظل العراقيين يدفعون الثمن ، ومع ذلك فما زال الكثيرين يلصقوننا ظلما ً بايران رُغم اننا اساس التشيع ، ولبّ العرب ، وصفوة اهل العراق !! انا لن أتكلم عن مسألة تمزيق العلم العراقي في ملعبهم فهذا عمل دنيء لا يُستغرب منهم ولكني أسأل ، يا تُرى هل الايرانيون وحدهم هم من لا يحترمون العراقيين ولا رموزهم ؟ اعطوني بلدا ً واحدا ً ( وبالذات دول الجوار والدول العربية ) تحترم المواطن العراقي او أي شيء أو صفة عراقية ، رغم ان اكثر دولة تفيد كل هذه الدول هي العراق ، فنحن السوق الاكبر لبضائعهم التعبانة ، وما يفسد من منتجاتهم ، ونحن الذي نبيع لهم النفط المدعوم ونشتري منتجاتهم باغلى الاسعار ، ويعيش معظم نوابنا ومسئولينا في فلل بنوها في عواصمهم يديرون من هناك شئوننا ، ويهرّب السراق والفاسدين اموالنا المسروقة الى مصارفهم لتعمر مدنهم ويزيد خرابنا ، توسعوا كلهم وتمددوا على حساب ارضنا ومياهنا وتعملق علينا اقزامهم حتى فكروّا بخنقنا وقطع الحياة عن رئتنا ، ومع ذلك فالعراقي صار مثل المرض الذي يتحاشاه الجميع ويشيحون عنه بوجوههم ،

يا ترى كيف سيحترمنا الاخرين اذا كنا لا نحترم بعضنا بعضا ً؟ كيف سيخشانا الاخرين ويحسبون لزعلنا حسابا ً اذا كنا نتقوّى على بعض بالاغراب؟ كيف سنسترد حقوقنا اذا كان بعضنا ما زال يفكر ان الاعراب احق ّ بخيراتنا من بعض العراقيين؟

أقلبّ القنوات الفضائية العراقية ، البرامج السياسية والحوارية تعج ّ بالسياسيين ، وزراء ، مسئولين كبار او حتى اعضاء مجلس النواب ، لم أجد شخصين في برنامجين في قناتين يتكلمان عن موضوع واحد ويشتركان في نفس الرأي !! حتى القضايا الوطنية العامة التي لايختلف عليها اثنان اختلفنا نحن فيها ، لا يوجد في العراق موضوع وطني كل ما في العراق هو مجال للسجال والتنابز والاختلاف ، نحن نختلف في اعلان اول رمضان ونختلف في العيد ، ولا أتكلم فقط عن السنة والشيعة ، فالشيعة فرق والسنة فرق ولكل مراجعهم ؟ نحن نختلف في كل شيء ولا نتفق على شيء ، ففي حين يساق المجرم في اي مكان بالعالم الى القصاص العادل ، نكرّمه نحن ، ونغدق عليه الاموال والوظائف ، ويصبح متكرما ً علينا اذ توقفّ عن ذبحنا وذبح اطفالنا؟ نحن أفقر شعب في العالم ، يكذب من يقول اننا اغنياء، نحن والفقر توأمان لم نفترق ،نحن لسنا أكثر من حرّاس أو نواطير على النفط المخزون في باطن ارضنا نستخرجه ونبيعه ليذهب ريعه ( لصاحب النصيب ) !!

نحن أكثر شعب منتج للحرامية في العالم ، والحرامية عندنا من كل الانواع والاصناف والمذاهب ، فيهم الدكتور والامي ، الافندي والمعمم ، العلماني والمتدين، ولاننا أتقناّ الصنعة وبرعنا فيها صرنا نتحدى افضل اجهزة كشف الكذب في العالم واجهزة كشف الحرامية ( لو وجدت ) ان تكشف اي حرامي عراقي مهما كان حجم وظيفته في الدولة او مقدار ما لفطه من اموالنا؟

قولوا لي بالله عليكم ، كيف يحترمنا العالم وهو يرى اننا نختلف ، في ما نحن متفقون عليه وهذه مفارقة مضحكة ، اتفقنا مثلا ً على ان ميناء الفاو الكبير هو رئة العراق وشريانه الاقتصادي وكل من يعيقه او يشلّه يسيء للعراق ومصالحه ، ولكننا عدنا واختلفنا حين لاحت في الافق ( الدولارات ) الكويتية ، ومواقف الاحزاب والشخصيات التي تريد ان تستفيد من المشكلة ، فلم يتفق وزيرين على موقف واحد في البرلمان، فكيف سيتفق الاثنين واربعين وزير واذا لم يتفق اقل من خمسين شخصا ً في مجلس الوزراء ، فهل يصدّق احد ان اضعاف هذا العدد في مجلس النواب يمكن ان يتفقوا على قضية واحدة مهما كانت اهميتها للعراق ، ما لم ينزّلوها مزادهم ليزايدوا ويستفيدوا هم واحزابهم؟ كيف يحترمنا ألعالم ونحن شعب لا يعرف أغلبه أي يوم من أيام السنة يكون يومه الوطني كيف يحترمنا العالم ونحن منذ ثماني سنوات عاجزين ان نتفق على نشيد وطني واحد لنا ، ونعمل حتى اليوم بنشيد مؤقت( كما عملنا بدستور مؤقت لاكثرمن اربعين سنة ) ، جواز سفرنا مؤقت فنحن نستبدله حتى قبل ان يعرفه العراقيين ويحظون بنعمة امتلاكه ، عملتنا مؤقتة لانهم يريدون ان يحشروا بها كلمات كردية ، فكيف سيحترمنا العالم وما يزال بعض مسئولي الاحزاب والمحافظين والمسئولين في انحاء متفرقة من العراق يجلسون امام شاشات التلفزيون ويضعون خلفهم علم العراق القديم الذي صوّت البرلمان على استبداله، ومصيبة اذا غيروّا العملة فربما ستتعامل بالعملة الجديدة محافظات عراقية وتبقى محافظات اخرى تتعامل بالعملة القديمة ما دام قرار برلماننا محترم لهذا الحد ، الحد الذي يجعل من بعض الفاسدين في اتحاد رياضي كأتحاد كرة القدم يرفعون علمنا القديم ويعزفون نشيدنا القديم ( الذي يسميه الكثيرين علم ونشيد صدام ) رفعوا العلم وعزفوا النشيد ( المُستبدلين ) في اكثر من مناسبة قارية و دولية ( وغصبا ً على شارب الحكومة وبرلمانها ) وتريدون ان يحترمنا الاخرون وهم يرون السراق والذين تشوبهم تهم الخيانة ضد العراق يعاد انتخابهم لرئاسة اتحادات رياضية وهم حتى الامس القريب كانوا يهاجمون العملية السياسية وقادتها ومراجعنا ويبيعون العراق وصوته وسمعته رخيصة في اسواق الخليج !! كيف يحترمنا العالم ، وعندنا اصحاب احزاب وقادة مليشيات و وزراء مازالوا حتى اليوم يستلمون رواتبهم ورواتب ميليشياتهم شهريا ً من دول الجوار ، وينتقل بعضهم بطائرات خصصتها له هذه الدول وتحميهم حمايات جندتها ودربتها لهم دول الجوار ؟؟؟؟
كيف يحترمنا العالم ، وكل مسئول عندنا هو حاكم بأمره ، ( واذا قال هو فقد قال العراق ) أي دولة في العالم لها ألف رأس والف ناطق والف من يصرّح عنها والف من يفاوض باسمها والف من يقرر عن شعبها ، اي دولة في العالم فيها لكل حزب ميليشيا وعلم ووزراء ونواب ومسئولين يعملون للحزب فقط ، اي دولة في العالم فيها حكومتين وبرلمانين ودستورين وجيشين ونوعين من المناهج الدراسية ومن كل قانون اثنين، وبالامس فقط بشرّنا النجيفي انه سيزفّ الينا قريبا ً بشرى الحكومة الثالثة والبرلمان الثالث والدستور الثالث الذي سيسنوّه في اقليمهم الذي يود السيد النجيفي ان يسميه ( اقليم المُحبطين ) ! جاءت ( الهلهولة ) مدوية وقوية من (ألاخوة ) الكرد ، فهم اخوتنا ويريدون لنا الخير ولا بأس ان نستفيد كما استفادوا وأن نعمّر كما عمروّا، ولان ( اقليمهم ) تقاسمه الطالباني والبرزاني ، والاقليم السني سيتقاسمه طبعاً النجيفي والمطلك و الهاشمي ، فيا ترى من سيتقاسم اقليمنا مع ال الحكيم وال الصدر والدعوجية والسختجية وكل من سيرميهم علينا زماننا الاغبر !!!

المشكلة ليست علم مُزقّ في لعبة كرة ، وبلد لم يحترم الاخرين فريقه، وانما مشكلة بلد يُقذف كالكرة بين الاقدام ، وشعب يراد له أن يبقى مذلولاً وخيراته تذهب لخزائن الحرامية واصحاب المليشيات وعملاء دول الجوار !!!

ألمهندس / جمال الطائي - السويد

Share |