شقاء مراهقـة!../رنا الناصري
Fri, 7 Jun 2013 الساعة : 0:16

ي مساءٍ يشبه كل المساءاتِ ..أغمضتُ عيناي كعادتي لكي أريحهما من التعب..سمعتُ باب الغرفةِ أنفتح..لقد خرجتْ من الغرفة ولكن لم أهتم لأنني أعرف أنها ستعود ..ولكن مر الوقت ولم تعد بعد!..لم أهتم لم اخرج من الغرفة لكي أراها بل بقيتُ نائمة لأن النوم غلب عيناي وأسكنني الفراش ولم أستطع النهوض لأعرف ما بها بسبب العمل..استيقظتُ..صباحاً ولم أجدها في فراشها..قمتُ من الفراش مسرعة لأرى ما بها..وأنا أُناديها ولم تسمعني نعم لم تسمعني أبداً,خفتُ عليها كثيراً,ورأيتها ويا ليت هذا اليوم لم يأتي وجدتها في الأرض قد فارقتها الحياة وفارقها القدر..لم أستطع البكاء ,لم أستطع أن أتخيل الموقف وكأن كل أعضاء جسمي توقفت حين رأيتها ..لم أستطع الاقتراب منها وكأنني أُصبتُ بالشلل ولكنه لم يكن شللاً حقيقياً بل كانت صدمة قويه لم أستطع تحملها توقفت الدموع..توقفتُ عن الحراك وأغميَ عليَ..في هذه اللحظات عاد عصام من السفر والابتسامة تعلو وجههُ,ولكنه لم يعرف ما حدث, فتحَ الباب على أمل أن يرى حبيبتيه اللتان أحبهما أكثر من نفسه..فتح الباب ولم يعرف ماذا يوجد خلفَ الباب ..دخل وهو ينادي لكن لم يجب أحد أستغربَ كثيراً ..نظرَ إلى بابِ غرفة الجلوس ويا ليته لم ينظر لها وهي في الأرض مغمى عليها جن جنونه ولكن لم يعرف أن ما ينتظره داخل الغرفة أصعب بكثير..دخل للغرفة فرآها ميتة أذرفت عيناهُ في تلك اللحظة لأنها لحظه مؤلمه فعلاً.. بدأ بالصراخِ والبكاء أجتمع كل أهل المنطقةِ حولهُ لكي يروا ما بهِ تفاجئوا ذهب البعض ليطلب الإسعاف والآخر يواسيه..أما أنا استيقظتُ لأجد نفسي على السرير الأبيض وحولي الممرضة وعصام,وعيناهُ حمروتانِِِ..نظرتُ لعيناه وأرى الحزن قد أتملئه ..ولكن لم يستطع أن يقولَ لي لأن عليهِ مواساتي في تلك اللحظة بدأتُ بالصراخِِ والبكاء,لأنني استيقظتُ وكنت أتمنى أن يكونَ كابوس لكنه كان حقيقة للأسف..صرختُ وبكيتْ ولكن ما نفعُ الصراخ والبكاء,لأنه لم ينفع نعم لم ينفع لأنهُ لن يرجعها ..حينها تمنيتُ لو أني نهضت من الفراش لأرى مابها حينَ غابت كثيراً لكن تذكرتُ قول الرسولِ محمد(صلى الله عليه واله وسلم):لاتقل لو أني فعلتُ كذا وكذا بل قل ماقدر الله وما شاء فعل..عدنا للمنزل لأننا لم نستطع أن نتركه صعبٌ تركه لأنه الذكرى التي نتذكرها بها .. جلستُ في الغرفة وهو أمامي نظرتُ لعيناه وكأنهُ يقول لي هذا كله خطأُكِ ولكن لم يستطع أن يخبرني بهذا وأن يتهمني أيضاً..سقطت عينايَ إلى الأرض لأنه فعلاً كان خطأي أنا..نظرتُ إلى الأرض ووجدتُ ورقه بيضاء مرسومٌ عليها عيونٌ قد أمتلئت دموعاً وكأن هذه العيون فيها كلام كثير لكن لم أفهمه..التقطت الورقة لكي أقرأَ ما فيها كانت رسالة من شقاء لم أفهم ما معنى شقاء لأن الرسالة كانت بخط رغد أبنتي ..لم أستطع قرأتها..أخذها عصام وقرأها وكانت تقول..أمي العزيزة أبي العزيز..قصتي تختلف عن باقي القصص لأنني مراهقة وقد عانيتُ كثيراً رغم أن سني هو 14 سنه فقط مما جعلَ قصتي تختلف عن باقي القصص..وأسم شقاء يناسبني أكثر لأنه يدل على معاناتي معكما ..موتي ما جعلني أكتب هذه الرسالة لكما,لأنكما وبكل بساطه جعلتما حياتي شقاء وحزن..لم تفهما ما أريد بل كنتما تمليانِ عليَ التصرفات التي تريدانها لقد أحضرتما كل ما أريد ..ولكن لم تفهما مشاعري أو أحاسيسي ,بل ابتعدتما كثيراً عني بحجة العمل وأننا نعمل من أجل أبنتنا الوحدية لنؤمن لها المستقبل الزاهر...حاولتُ كثيراً أن أتقرب منكما ولكنكما كنتما أنانيين,كنتما تتوقعان أن تكونا أبويين مثاليين ولكن لم تكونا كذلك ..أنا آسفة على كلامي هذا ولكن هذا ما كان عليَ أن أخبركما به..لكن كان علي َ أن أنبهكما بهِ.. يااااااه لكن في الوقت الضائع..حالتي ليست حالة انتحار كما تتوقعون ولكنني ضجرتْ وأحسستُ بألم فضيع في قلبي كان من شدة الحزن لذا قررتُ أن أكتب هذه الرسالة لأنني أحسستُ أنني سوف أموت وأن قدري هو شقاء ..في نهاية هذه الرسالة لا تلوما نفسيكما لأنكما لم تكونا تنظران لذا أنا أحبكما كثيراً..وداعاً وداعاً...
.ندمتُ كثيراً وقتها لأنني لم أسألها ما تريد بل كنتُ عمياءَ فعلاً..بكيتُ أنا وعصام لكن ما فائدة البكاء ..لأننا فقدنا أبنتنا الوحيدة رغد هذا ما قلتهُ قال لي عصام بل أسمها شقاء,لأننا نحن من جعلنها شقاء.. كنا نعمل ونحن نضن أننا سوف نبني لها المستقبل ولكن وللأسف دمرنها .. وهذا جزاء كل أب وأم.!لعدم فهمهم مشاعر وأحاسيس أبنائهم..!؟!
هذه القصة تحكي معاناة كل مراهق ومراهقـة..لأننا وبكل بساطه وخاصتاً في هذا الوقت نحتاج إلى الصديق الذي يساعدنا في حل مشاكلنا وأن يرشدنا للطريق الصحيح..وهذا الصديق هو ليس الصديق الذي يرافقنا في المدرسة أو أن نتعرف عليه في أي مكان.. هذا الصديق هو أنتم نعم أنتم يا أولياء الأمور أنتِ يا أم.. أنتَ يا أب, عليكم مراعاة مشاعر أبنائكم والإلتفاته لما يحتاجونه ويحسون فيه وعليكم مصادقتهم..أنا لا أدافع عن المراهقين ولكن ليس خطئهم إذا وقعوا بالمشاكل لأنهُ يكون كله بسببكم وعدم نصحكم وعدم فهم مايحتاجونه ولا تكن حجتكم العمل وغيره..أتمنى أن تحكوا رأيكم بالقصة بصراحة لأنه أول مره في حياتي أكتب قصه..