يـــــــــوم ألـقــُــبلــــه !!!!!/جمال الطائي

Wed, 5 Jun 2013 الساعة : 13:52

تخيــّل معي ، اِنّ زوجا ً وزوجته يعيشون مع اطفالهما في منزل ، دبَّ الخلاف بينهما يوما ًحتى صار يستحيل عليهما العيش سوية ، غضبت الزوجة وتركت بيت الزوجية ، وعادة ً ينقسم الاولاد بين الابوين فجزء يبقى مع أمهم ويبقى الاخرون مع الاب ،في بعض الاحيان ربما يفكــّر الزوج ( من جديد ) بالبحث عن نصفه الاخر من صنف الحريم واذا كانت الزوجة الاولى من النوع ( ألنكدي ) فانها لن تدع زوجها يهنأ بحياته يوما ً واحدا ً حتى وهي بعيدة عنه ، فتراها تجوب بيوت الاقارب والجيران للتشهير بزوجها والاساءة اليه ، ثم تسلــّط عليه أبناءها الذين سيستجمعون كل خبثهم ومكرهم ويستعينون بأولاد الجيران ليحيلوا حياة أبيهم ومن بقى من أخوتهم معه الى جحيم !!!
حينما يكثر الصراخ والمنغـّصات في بيت ما ، بسبب مشاكل أهله وحين ينتشر الاذى ليصيب البيوت المجاورة يتداعى الاهل والاقارب واصدقاء الزوجين لمحاولة اصلاح ذات البين واعادة الزوجة لبيت زوجها وفي معظم الاحيان تنتهي مهمة ( ألخيــّرين ) بــــــــــ ( بوسة ) يطبعها الرجل على خد زوجته!!!!!
شيء شبيه لهذا تماما ً هو ما حدث قبل أيام بين السيد / المالكي نوري و/ النجيفي اسامة حينما حاول ( ألاخيار ) أن يعيدوا السيد النجيفي الى ( عــش ّ ) الحكومة فانتهت جلسة الصلح التي رعاها مشكوراً السيد / عمار الحكيم بالقبلة ( التاريخية ) التي طبعها السيد المالكي على خد السيد النجيفي ليعيده الى بيته بعد طول جفاء بينهما !!!
يحدًثنا رجال الدين في خطبهم دوما ً اِن ً هدم الكعبة الف مرة أهون من سفك دم مسلم ، وتحدّثنا تقارير الامم المتحدة انه في العراق وبسبب ( الزعل ) بين السيدين الجليلين / المالكي والنجيفي ارتفعت ارقام الضحايا ( ألمسلمين ) لتصل في الشهر الاخير الى اكثر من الف شهيد ( مسلم ) موّحد وقاريء للشهادتين سفكت دماءهم بالعشرات من السيارات المفخخة والعشرات من العبوات الناسفة والعشرات من الاغتيالات بالكواتم ، ويقال انه لم تشهد الحرب الاهلية في لبنان طوال سنينها ولا حرب البوسنة والهرسك ولا أي حرب أهلية عرفها التاريخ هذا العدد من التفجيرات في شهر واحد ، والغريب في الامر انه حتى اسبوع واحد قبل ( يوم القبلة ) كنا يوميا ً نودّع المئــات من الشهداء بالعشرات من التفجيرات الارهابية ، وما أن تقلـّب نظرك بين الفضائيات العراقية فأنك لن ترى غير التايتل العاجل الاحمر عن تفجيرجديد في مكان ما ، ولكن ما ان تمــّت ( موقعة ) القبلة التاريخية هذه حتى هدأت الامور وعادت الى سابق عهدها وبدأنا نتنفس ألصعداء ، لكل هذا فأنا كمواطن عراقي حريص على أمن الوطن واستقراره أقترح على برلماننا ألموقــّر ما أن يعود اعضاءه الاكارم من عطلتهم الصيفية أن يبادر لتشريع قانونين مهمين هما الا َولى بالتشريع الان ، أولهما اعتبار يوم اللقاء التاريخي بين المالكي والنجيفي عيدا ً وطنيا ً يطلق عليه ( يــــوم ألقـُبلــه )، و لــِم َ لا فما دام العالم يحتفل بعيد الحب فلنتقدّم نحن عليهم خطوة في عشقنا ( غير الممنوع ) ونحتفل بعيد القبله !! ،واذا كان المسلمين ينظرون لعام الفيل انه العام الذي أنجا فيه الله الكعبة من الهدم على يد ابرهة الحبشي فلم لا ينظر العراقيين الى عام ( القبلة ) انه العام الذي لولا هذه البوسة ( الرئاسية ) لما بقى عراقي واحد ليحتفل مع العالم برأس السنة الميلادية الجديدة !! أما مقترح القانون الثاني فهو أن يحـدّد البرلمان يوما ً من كل شهر ( للتقبيل ) على أن يشمل هذا القانون المسئولين في المستويات العليا فقط كالحكومة والبرلمان والحكومات المحلية ( حتى لا يهاجمنا الاسلاميين الجدد ويتهمونا بالدعوة للفاحشة لا سمح الله ) ، فأذا كانت مشاكلنا ستنتهي بــ ( بوسة ) ، فلا بأس أن تقبـّل الرئاسات بعضها شهريا ً وان يقبـّل الوزراء بعضهم ايضا ً ، وان يتبادل النواب ووكلاء الوزارات والدرجات الخاصة واعضاء مجالس المحافظات ( فاصل ) من القبلات في يوم محدد لهم شهريا ً وبهذا لن نحتاج لمئات الالاف منتسبي الجيش والشرطة يطاردون الارهابيين في الصحاري والجبال ويستنزفون المليارات من الدولارات شهريا ً يمكن أن نوفرّها للرواتب التقاعدية للمسئولين والوزراء والنواب واعضاء مجالس المحافظات ..وأخيرا ً نتمنى من السيد / النجيفي ان لاياخذه واهس البوسات ويسويلنا زعله كل يوم وتعال يا مالكي بــو ّسنـــي!!
وكل بوسة والعراق والعراقيين بالف الف خير ....

المهندس / جمال الطائي
 

Share |