حان دور الربيع الأسلامي ؟/طاهر مسلم البكاء

Tue, 4 Jun 2013 الساعة : 23:06

يبدو ان ما يسمى بالربيع العربي آخذ بالتوسع في سابقة جديدة ولكن غير مستبعدة ، حيث سيشمل هذه المرة دولة اسلامية وبالتالي فمن حقنا ان نسميه بالربيع الأسلامي بعد الأن حيث ان من المتوقع امتداده الى دول اسلامية جديدة وعلى غرار امتداد الربيع في دول العرب وبعد مواجهته صعوبة كبيرة في سوريا ،وبنفس الطريقة الفايروسية !
صحيح ان تركيا اقرب الدول الأسلامية من اوربا ولكن اوربا لم تعطيها المكانة التي اعطتها الى دولها الأخرى وتركتها تعيش الأماني والأحلام ،وكانت تستخدمها احيانا ً جسرا ً لتحقيق اغراضها ومصالحها واهدافها وخاصة في الشرق الأوسط ،ومن هنا فهي لاتختلف عن دول العرب وسينالها ما نال العرب .
ان المنطق يقول ان تركيا يجب ان تكون جسرا ً يربط القارتين الأوربية بحاضرها المتقدم واسيا بما تملكه من موارد وثروات يسيل لعاب الأوربين لها وكان عليها ان تجيد لعبة المصالح فلا تميل كل الميل لطرف على حساب الطرف الآخر وهذه هي لعبة السياسة المعروفة فتستفيد من كل الأطراف وتفيد وتنأى بنفسها عن الأحتراق بالعولمة الجديدة والفوضى الخلاقة ،ولكن الذي حصل ان تركيا عهد اوردغان كانت احدى العصي الغليظة التي استخدمتها امريكا والأوربيون لتحقيق اهدافهم في العولمة الجديدة وقولبة العالم وفق أهوائهم وتنظيراتهم ،والغريب ان تركيا أجادت الدور أكثر مما متوقع لها وكانت تميل مع الريح الأمريكية حال هبوبها دون ان تحسب حسابات قربها من المنطقة والنسيج الداخلي لشعبها واعتناقه لدين الأسلام الذي تسيد العثمانيون بفضله العالم في الماضي القريب الذي عاش فيه جد اوردغان الحالي !
لقد كانت فرصة تركيا ان تكون عصية على الأنسياق للضغوط والعمل وفق ما تمليه المصالح السياسية للشعب التركي وليس لتنفيذ مآرب الآخرين لنيل الحظوة لديهم ،وكان يمكن لها ان لاتقع بالفخ السوري ابدا ً وان لاتأخذه على القياس التونسي الليبي المصري ،كون آتون النار على مشارف ديارها وان من يزرع الريح يحصد العاصفة ان عاجلا ً أم آجلا ً.
في يوم من الأيام كنا نرى تركيا بلدا" أسلاميا" يستنهض العالم
كل العالم ، بعد ان يقدم دماءا" عزيزة من دماء ابناءه ، من أجل الفلسطينين المحاصرين بدون غذاء ولا دواء في غزة .
بينما حكام العرب هم من يساهم في حصار غزة ،وكذلك نسمع من تركيا على لســان رئيس وزراءها اردوغان ،يصرح في عاصمة حليفة للصهاينة ( باريس ) : بأن اسرائيل هي الخطر الاكبر ،وبعد ذلك نسمع ان تركيا وليس العرب هي التي ستطرح موضوع التسلح النووي الصهيوني في أجتماع الامن النووي في واشنطن ،ولكن تبين بعد ذلك ان الأمر لايعدو عن كونه للأستهلاك الأعلامي حيث يبين ان تركيا قد غاصت الى القمة في المشروع المعد لعولمة المنطقة وانهاك دولها و لم يدر بخلد اوردغان كما لايشعر الى الأن حلفاءه في قطر والرياض ، انه سوف يشمل أيضا ً حاله حال الآخرين وأنه مهما فعل فلن يصل الى مبلغ ماقدمه حسني مبارك من قبله .
واليوم يجد نفسه بموقف مماثل لما كان عليه القذافي وهو يتفاجئ بما يحصل بين يديه حيث يجد ان الأحتجاجات قد انتشرت انتشار النار في الهشيم الى 47 ولاية ، فيوصم الشعب التركي بنعوت اللصوصية والتخريب والرعاع !
وقد تأثرت قطاعات اقتصادية مهمة حيث حصل هبوط لليرة امام الدولار ،واثرت التحذيرات التي اطلقت من السفارات لمواطنيها في قطاع السياحة .
والسؤال الكبير اليوم اين اردوغان من الحريات التي كان يطالب بها سوريا وقد برر لنفسه على اساس ذلك المشاركة في حرب على حدوده ضد سوريا ما دام شعبه يعيش كل هذا الكبت ؟

Share |