الإمام الخميني رجل القرن العشرين/مهدي الحسناوي
Tue, 4 Jun 2013 الساعة : 23:02

يعد الحدث الأهم في نهاية عام 1979 هي الثورة التي قادها المرجع الديني الكبير روح الله الموسوي الخميني ، بعد قيادته للثورة الإسلامية في إيران وكيف تصدى هذا الرجل وهو يرتدي الزى الديني ( العمامة السوداء+ العباءة العربية ) وكأنه يطل من أعماق التأريخ ليقول للعالم ها أنا قد أتيت لأغير مجرى التأريخ وأعيد قوة الإسلام من جديد وسوف يرى العالم قوة الإسلام وتأثيرها على العالم .
لقد أدرك الغرب خطورة الثورة الإسلامية الإيرانية على العالم فبدأ الغرب يخطط داخل الغرف المغلقة ليسقط هذا الوهج الإلهي القادم من أعماق التأريخ ليعيد أمجاد هذه الأمة الإسلامية ومواقفها ، وبدا الغرب يخطط لإشعال فتيل الحرب بعدما فشلت كافة المؤامرات لإسقاط هذه الثورة وكانت المؤامرات تلوا المؤامرات تحاك لإفشال ثورة الإمام الخميني إلا إن يقظة رجال الثورة كانت أعمق وأقوى من مؤامرات الاستكبار العالمي والذي كانت تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللقيطة وغيرها من الدول المعادية للإسلام.
لقد حاول الغرب إيجاد ذريعة لضرب الثورة الإسلامية في إيران وتمكن من ذالك من خلال البحث عن نظام مجاور للجمهورية الإسلامية في إيران فكان صدام هو الحاكم الجائر الوحيد في المنطقة إن يلعب هكذا دور إجرامي قذر وفعلا تم الاتصال من قبل المخابرات الأمريكية مع الدكتاتور المخلوع صدام حسين لتنفيذ حرب إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، واجبر الجيش العراقي لخوض هكذا حرب خاسرة فدمرت المدن من كيلا
البلدين ( العراق_ إيران) نتيجة لحظة هستيرية من قبل اللانظام العراقي السابق ، وتكبد العراق خسائر فادحة بالأرواح ، وكان الجيش العراقي يساق قسرا إلى معركة القادسية اللعينة والتي سماها صدام ، وكانت بعض دول الخليج تساعد نظام صدام حسين في هذه الحرب المفتعلة ولم يتمكن دكتاتور العراق من إسقاط الجمهورية الإسلامية وانتهت الحرب العراقية الإيرانية بعد ثمان سنوات تكبد الشعبين العراقي والإيراني خسائر فادحة نتيجة هذه الحرب ، وكان الإمام الخميني يتابع شؤون الحرب عن قرب والتي فرضت على الجمهورية الإسلامية من قبل الدول الغربية ، وفي نهاية المطاف اقر مجلس الأمن الدولي بأن نظام صدام حسين هو الذي افتعل الحرب ويتحمل كافة تبعاتها.
إن الإمام الخميني كان مقتدرا في قيادة ثورته وحكيما في تعامله مع الإحداث التي تمر بها المنطقة ومدركا بأن الإسلام في خطر ولربما يضيع محتواه المحمدي بعد الغزو الثقافي التي تواجهها البلدان العربية والإسلامية وبروز ظاهرة ( التطرف الديني) في الأوساط الإسلامية وكانت جميع المشاكل يواجهها الإمام بروح ملؤها الإصرار متبينا سياسة حكيمة تنطلق من الفكر الإسلامي مرتكزا أساسيا له ، وكيف لا وهو القادم من مدرسة عريقة مكانها النجف الاشرف ومداها العالم الأوسع هذه المدرسة وهذه البقعة التي اطل منها الإمام محسن الحكيم والإمام الخوئي والإمام محمد باقر الصدر (ر ض) وكذالك اطل من خلالها رموز الثقافة العربية كالشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري ورائد المنبر الحسيني الدكتور احمد الوالي وغيرهم من أبناء هذه البقعة والتي كانت ومازالت منطلقا للتغيير والفكر والعقيدة والثقافة والأدب، لقد درس الإمام الخميني في مدارس النجف الاشرف وحوزاتها وتعلم من هذه الحوزات إن الفكر لايقيد وان الثورة الإسلامية لابد وإن تنتصر وان الشعب لايقيد.
وكما يقول الشاعر العربي.
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد إن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
هكذا هو روح الله الموسوي الخميني مرجعا دينيا وقائدا سياسيا ومفكرا عظيما أعطى للمكتبة العربية والإسلامية العديد من المؤلفات الإبداعية فالأربعون حديثا وغيرها وكذالك كان الإمام الخميني شاعرا إبداعيا له نصوص مليئة بالخيال والصورة الشعرية الممتعة وله ديوان شعر مطبوع أتمنى إن يترجم إلى اللغة العربية ويوزع على دور النشر والمكتبات في دولنا لكي نقرأ الإمام الخميني شاعرا.
أما المرأة فقد تعامل معها الإمام الخميني كائنا بشريا يجب مراعاتها وإعطائها كافة حقوقها وكان يتعامل مع أفراد أسرته باللطف والحنان واحترام المرأة ضمن الإطار والتقاليد الإسلامية واخير إن روح الله الموسوي الخميني كان الأنموذج الفريد من العطاء والجهد انه رجل القرن
العشرين .
كاتب وشاعر عراقي