الساسة الغربيون والمعايير الأخلاقية في التصرف السياسي/عبد الامير محسن ال مغير
Tue, 4 Jun 2013 الساعة : 13:16

يزعم البعض بان مزاولة العمل السياسي ليس بالضرورة ان يقترن مع المعاير الأخلاقية في الصدق والامانة ومثل هذا القول يجافي المنطق وحقائق التاريخ وجوهر الحياة الإنسانية حيث ان كافة الرسل والمصلحين تعتبر ريادتهم للمجتمعات الإنسانية في الدعوات التي نادوا بها في جانب هام منها اعمالا سياسية وكانت مفعمة بالصدق والأمانة اذ تراها قد امتزجت في ذاكرة الانسان منذ القدم لتبنيها لحل المشاكل التي يعاني منها فمن عاصروا الأنبياء والرسل والمصلحين تناقلت عنهم الأجيال اللاحقة تلك السنن وهم مستعدين ان يضحوا في سبيلها عن قناعة وعندما نلجئ للمقارنة في عصرنا الراهن بين السلوك الأخلاقي للساسة الغربيون وسلوك القادة الشرقيين سيما الروس منهم سواء في الحقبة السوفيتية او حاليا نجد بونا شاسعا بينهما وفي علاقة العرب في تاريخهم الحديث وخلال تعاملهم مع الاتحاد السوفيتي منذ ثورة عام 1952 في مصر ولغاية حرب اكتوبر عام 1973 وفي العراق لما بعد ثورة 14 تموز 1958 ولغاية انقلاب 17 تموز 1968 وقد تركت تلك الفترات صورة ناصعة في السلوك المميز بين العرب والساسة الروس في شفافية التصرف وصدق القول وتركت تلك الحقبة اثارا لازالت ماثلة على صعيد الاعمار والبناء لحد الان اما ما تركه الساسة الغربيون ومنذ بداية القرن الماضي في ذاكرة الأجيال العربية التي توالت بعد تلك الفترة صور كريهة تفوح منها رائحة التآمر والمكر والوقيعة وعدم الالتزام بالعهود وربما حجر الزاوية لما تركه أولئك الساسة في ذاكرة اجيالنا الماضية هي معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي الى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية وسلمت ارض فلسطين للصهاينة ونجد الان اتباع الأساليب الملتوية وعدم الالتزام والمكر جلية في التصرف اليومي لأولئك الساسة وتآمرهم الأخير فيما يسمى بالربيع العربي هم باتجاه وضع سايكس بيكو جديدة لتفتيت الوطن العربي ويتضح ذلك من خلال الادلاء بتصريح من قبل البعض منهم هذا اليوم ليصدر تصريح في اليوم الثاني من قبل ذلك السياسي نفسه يناقض التصريح الأول كليا مع ان النظم السياسية والدبلوماسية تعتبر ما يصرح به المسؤول الكبير كرئيس الدولة او رئيس الوزراء او وزير الخارجية بمثابة التزام يرتب اثر هام على الدولة المعنية ويتوجب ان تلتزم به قانونا ويدخل ادبيات الفكر السياسي كمثال في تأريخ الأمم والشعوب ولو اخذت نماذج مما يصرح به الساسة الامريكيون والفرنسيون والبريطانيون لوجدتها ابعد ما تكون عن الالتزام بسبل الاستقامة فوزير الخارجية الامريكي يعطي موافقته على عقد مؤتمر جنيف – 2 بعد لقاءه مع وزير الخارجية الروسي لافروف في موسكو وبنفس الوقت تنضم الولايات المتحدة لاوردكان وشيخ قطر بدعوة ما يسمى مجلس حقوق الانسان الدولي لعقد جلسة حول سوريا وتبارك أمريكا قرار الاتحاد الأوربي برفع حظر السلاح عن عصابات المرتزقة في سوريا ويصرح أوباما بانه اوعز للبنتاكون بوضع خطة لحضر جوي على سوريا وهذا طبعا يعتبر عدوانا علني على دولة مستقلة ومع هذا فهو يطلب من روسيا عدم تنفيذ الاتفاقيات السابقة بتجهيز الجيش العربي السوري بالأسلحة التي يحتاجها فأذن لدى أولئك الساسة ممكن ان تسلح العصابات التي تعيث فسادا في الأرض والتي ثبت بانها استعملت الأسلحة الكيمياوية ومستمرة بأعداد وتصنيع تلك الأسلحة وقد عودنا أوباما بتصريحاته المتناقضة التي تنطلق أساسا مما يواجهه من مشاكل لا حصر لها داخل المجتمع الأمريكي خلقها له ذئاب الجمهوريين ويحاولون جرة الان الى حرب جديدة في سوريا دعما لإسرائيل وتمشية منتجات معامل أسلحتهم في تلك الحروب ويقول نائب الرئيس الأمريكي بايدن في تصريح أخير له (يريدون ان يورطونا في حرب في سوريا مثلما تورطنا في حرب العراق التي تركت اثار وعنف مستمر لإزال باقيا لحد الان) اما احفاد سايكس بيكو مثل فايبوس وهيك فهم مستعدون ان يسمعون كل شيء ولكن لا يرغبون سماع إيقاف العنف في سوريا لان الشعب السوري الذي ضرب مثالا حيا في البطولة للدفاع عن ارضة ووحدة وطنة يشكل لهم عقدة نفسية تذكرهم بنكوصهم وهزائمهم في الجزائر وغيرها من بلدان الوطن العربي وتثير الأحقاد لديهم والشراهة المكشوفة لاستمرار الاستحواذ على خيرات هذه المنطقة وقد كان تحركهما محموما ويثير الريبة بعد اعلان موسكو ببدء مؤتمر جنيف – 2 واخذوا يبذلون بكل ما استطاعوا من جهد بالتأثير على دول الاتحاد الأوربي بأرسال الأسلحة الى سوريا مع ان تلك العصابات تزود بالسلاح ومنذ بدء الفتنة وبشكل مستمر من اوردكان وقطر والسعودية وعندما تبيع الولايات المتحدة سلاحا الى السعودية بقيمة عشرة مليارات دولار فان النسبة الكبرى من ذلك السلاح يذهب لتلك العصابات وبناء على أوامر أمريكية صريحه يرددها الساسة الامريكيون دون حياء كما دعت الولايات المتحدة دون الالتفات الى موافقة وزير خارجيتها على عقد مؤتمر جنيف – 2 واثارت الضجة هي وكل من بريطانيا وفرنسا ليظهروا تحمسهم حول ما قيل من وجود مقاتلين من حزب الله في لبنان اما عشرات الألوف من الارهابيين المرتزقة الأجانب والذين يجندهم ويتم نقلهم وتزويدهم بالرواتب من شيخ قطر بناء على توجيه واوامر الولايات المتحدة وتقوم أمريكا بتدريبهم في الأردن وتركيا ويدخلون الى الأراضي السورية وعلى مسمع ومرأى من الراي العام العالمي ليمعنوا تخريبا وهدم فيما بناه الشعب السوري لعشرات السنين فان أوباما وكاميرون وهولاند لم يتكلموا عن ذلك ولو بكلمة واحدة فيما مضى وقد عرضت القنوات الفضائية يوم 30/5/2013 بان السلطات التركية القت القبض على (12) عنصرا من ما يسمى بجبهة النصرة عندما أرادوا ان يعبروا الحدود التركية السورية وعثروا على كمية من مادة السارين السامة لديهم والتي تعتبر من اخطر مكونات الأسلحة الكيمياوية وهكذا ظهر زيف ما يردده يوميا أوباما وكاميرون وهولاند حول ما يسمونه باستعمال السلاح الكيمياوي في سوريا وقد عرضت نقابة الصحافيين ولجنة حقوق الانسان محاضر تحقيق مفصلة وبناء على كشف موقعي بثبوت استعمال السلاح الكيمياوي من قبل عصابات جبهة النصرة في منطقة خان العسل في حلب كما ان الجيش العراقي القى القبض على خمس من مجرمي القاعدة وهم يصنعون الأسلحة الكيمياوية في بغداد لاستعمالها ضد الشعب العراقي كما انهم ينون ارسال كميات منها الى كل من أوربا والولايات المتحدة والبلدان الاخرى طبقا للبيان المعلن في القنوات الفضائية في بغداد يوم 1/6/2013 وتصرف الساسة الغربيون هذا وبقدر ما ينم بالابتعاد عن المسلك الأخلاقي فانه يعكس عدم الشعور بالمسؤولية حيث قد اعمتهم شهوة الاستحواذ والدفاع عن مصالحهم في الشرق الأوسط ليدافعوا ويدعموا أخطر المجرمين الدوليين ويقول اغلب المحللين ان سلوك اولئك الساسة سيؤدي الى وصول اخطر أسلحة الدمار الشامل الى عصابات القاعدة وقد عرضت احدى القنوات (لقطة) تظهر فيها بان حليف الصهاينة (مكين) قد دنس بقدمية القذرتين قداسة الأرض السورية حيث دخل عبر الأراضي التركية يحيط به تابعيه من العملاء ممن يسمون بائتلاف الدوحة ويروم مكين بتصرفه هذا ان يرفع من معنويات تلك العصابات كما ان وكالات الانباء قد نقلت بان قوات حفظ النظام في سورية قد قتلت امرأة ورجلين امريكيين يحملون أدوات تجسس كالخرائط العسكرية واجهزة الاتصال وقد اعترفت الولايات المتحدة بأرسال هؤلاء الى شمال سوريا وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية بانهم على علم بذلك ويحاولون الحصول على معلومات عنهم من السفارة البلجيكية في دمشق التي ترعى المصالح الامريكية ودونما حياء او شرف يعلن الاعلام الأمريكي بان تلك المرأة اعتنقت الدين الإسلامي قبل مقتلها بيومين والت على نفسها ان تموت في سوريا في حين خرج افراد اسرتها ليقولوا بانها أرغمت بالذهاب بتلك المهمة ولم يفلح اجتماع العملاء لائتلافي الدوحة وإسطنبول لانتخاب رئيسا له للتنافس بين كل من جورج صبرى وعبد الباسط سيدا ومعاذ الخطيب على انتخاب رئيسا لهم او وفد يمثلهم بالذهاب الى مؤتمر جنيف – 2 لصراعهم على المغانم وقد اكد ذلك ممثل ما يسمى بالجيش الحر حيث ذكر بان هؤلاء لا يمثلون ما يسمى بالجيش الحر مطلقا ولا علاقة لهم بالقرارات التي يتخذونها وهذه صورة ناصعة ونتيجة منطقية وحتمية للملمة عصابات من كل حدب وصوب من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودفعهم الى الأراضي السورية ليعيثوا فسادا في امن ذلك البلد حيث لا توجد أي رابطة مشتركة بين تلك العصابات وأصبحت النسبة الغالبة منها من عناصر اجنبية وان تحمس هيك وفايبوس لأرسال تلك الأسلحة الى تلك العصابات في سوريا ناجم عن استلام ثمنها من شيخ قطر وال سعود حيث ما ان حصلت موافقة الاتحاد الأوربي حتى اعلن هيك بانه سيرسل تلك الأسلحة اعتبارا من بداية حزيران الحالي وهذه هي الطبيعة الوضيعة لبعض الساسة الغربيون حيث لا يهمهم من سيموت جراء تلك الأسلحة وهم يتباكون الان على عصابات جبهة النصرة في القصير الذي انقض عليهم ابطال الجيش العربي السوري ومرة يريدون اصدار قرار من مجلس الامن لإنقاذهم وأخرى يلوحون بإخراج المدنيين كما يقولون في حين الجيش العربي السوري فتح منافذ لإخراج جميع المدنيين الا ان بعض أولئك المجرمين من عصابة جبهة النصرة يستخدمون المدنيين كدروع بشرية فأولئك العملاء نهايتهم نهاية حتمية لانهم مأجورين ولم يكونوا يقاتلوا عن هدف يؤمنون به وعندما جيء بهم من كندة وامريكا والدول الاوربية وشمال افريقيا والشيشان وبارك الساسة الغربيون ذلك التجمهر غير المتجانس وغير الشريف وعندما يقوموا بتهديم مقامات واضرحة الأنبياء والصحابة والتابعين بأوامر صهيونية يصمت الساسة الغربيون وكان شيء لم يكن في حين يملئون الأرض صخبا بان حزب الله يقاتل في سوريا على حد زعمهم مع ان مرابض حزب الله لم تبعد سوى كيلو مترات معدودة عن تجمعات أولئك المجرمين والعملاء والجميع يراهم يقومون بنقل أسلحة الجيش الليبي السابق وعبر السفن التي ترسوا في موانئ لبنان ويتم نقلها ومعها قطعان البلداء من المرتزقة عبر الحدود اللبنانية السورية ويقوم أولئك المرتزقة باستهداف اللبنانيين في طرابلس ومما يدمي القلب ان تلك العصابات استهدفت وضمن مخطط صهيوني امريكي اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا التي احتضنهم منذ نكبة عام 1947 وحتى الفتنة التي تواجهها الان مما اجبر أولئك اللاجئين ان يهربوا الى غزة وينضموا الى ملايين اللاجئين الفلسطينيين التي تتصدق عليهم المنظمات الغربية من فائض ما تسرقه دولها من خيرات الوطن العربي الم يقل كاميرون في الدوحة بان النفط الليبي سيستغله لتكريس الديمقراطية في الشرق الأوسط وهذا هو بيت القصيد اما تفجيرات بغداد اعتبارا من 19/5/2013 لغاية 31/5/2013 فيربطها جميع المحللين بما يجري في سوريا حيث بعد توحيد قيادة القاعدة في كل من سوريا والعراق والدرس الذي لقنه الجيش العربي السوري لتلك العصابات افقدها بصيرتها لتقوم بالضرب يمنة ويسرة بعد ان قام الجيش العراقي الباسل بملاحقة اوكارها في الصحراء الغربية وصحراء الجزيرة وقطع السبل عليها في مسالة التسلل بين كل من سوريا والعراق واستميح القارئ الكريم بان أوضح مسالة بعيدة نوعا ما عن عنوان موضوع مقالي تتعلق بما عرضته قناة البغدادية يوم 31/5/2013 من قبل مذيعها (انور الحمداني) حيث اخذ يصرخ معلقا على خبر جاء فيه بان عقد السلاح المبرم مع روسيا دخل حيز التنفيذ وقد مسك بورقة قد درج فيها ذلك الخبر مرددا الم نقل (بان هناك عقدا قد ابرم بين العراق وروسيا لتزويد الجيش العراقي بالسلاح في حين السيد وزير الدفاع والناطق باسم الوزارة يقولون ان الموضوع مجرد عرض) انتهى التعليق وكأن ذلك المذيع قد وضع يده على مستمسكا خطير مع ان الموضوع برمته قد رافقته ومنذ البدء ضجة مفتعله ومتعمدة ساهمت فيها قنوات معروفة ومنها البغدادية بقصد عرقلة تسليح الجيش العراقي بمجرد بدء التفاوض مما حمل السيد رئيس الوزراء ان يشكل وفدا جديدا ذهب الى موسكو وابرم ذلك العقد وهنا يتسائل أي مواطن عراقي شريف لم كل هذه الضجة التي يشم منها رائحة عملية تشويش مقصودة فأنور الحمداني هذا الذي يردد بانه عراقي ويشيع مختلف الأكاذيب ضد اسمى هدف ينشده هذا الشعب بإعادة تسليح جيشه وتلك الأصوات لو تحريت عنها لوجدتها قد استلمت الثمن ومن الظلم ان يسمح لمراسلي هؤلاء ومكاتبهم ان تتواجد في العراق خصوصا بعد ما ذكره السيد وزير العدل في بيانه الأخير حول محاولة تهريب سجناء التاجي وعلاقة تلك القنوات بذلك.