الإمام موسى الكاظم (ع) بين الزنزانة والخلود/مهدي الحسناوي

Mon, 3 Jun 2013 الساعة : 23:02

الحديث عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) لانستطيع إن نختزله في مقالة كهذه فهذا الإمام الخالد هو سابع أئمة ال البيت المعصومين وهو راهب البيت المحمدي ولعل الحديث عن إمام معصوم من نسل بيت العترة الطاهرة ، حديث ذو شجون فهذا الإمام عاش المعاناة في ظل حاكم
جائر كان يدرك مدى مكانة هذا الإمام ودوره الاجتماعي والثقافي المؤثر في أوساط الأمة الإسلامية ، وكان يدرك أيضا إن هذا المعصوم لو أتيحت له الفرصة لاستطاع أن يغير مسار الأمة والتي عاشت التيه والضياع وأصبحت تبحث عن الإسلام المحمدي ، بعد إن استلم زمام
أمور المسلمين العباسين وقبلهم الأمويين ، وان الأمة كان تدرك بأن الإمام موسى بن جعفر هو
سليل ذالك البيت النبوي الذي رفرفت فوقه ملائكة السماء وطالما أكد الرسول محمد (ص) بأن
هذا البيت هو بيت إشعاع فكري وهو الإسلام بحد ذاته ومن هذا البيت سوف تنبثق الرسالة
المحمدية، ومن هذا البيت ايظا كانت سلسة الأئمة المعصومين احدهما يكمل الأخر وكل إمام له
منهجيته تجاه حركة التغيير وبأساليب متعددة .

إن الإمام موسى بن جعفر (ع) والذي نعيش ذكرى استشهاده خلال هذه الأيام حري بنا إن نقرأ
تفاصيل الفترة الزمنية التي عاشها الإمام في ظل الخليفة العباسي هارون اللارشيد وكيف قام هذا الخليفة الجائر بسجن إمامنا السابع فترة زمنية طويلة أبعدته عن الأمة ولكن الأمة كانت تدرك وتعلم إن
هذا الإمام إنما أبعده الخليفة لغاية ما ، إلا وهي لغة التغيير التي تبناها الإمام بروح ملؤها الإيمان
والعقيدة الرسالية واحترام الأديان والمعتقدات السماوية ، وكانت زنزانته هي محطة عبادية تفرغ
من خلالها الإمام ليعطي مثالا رائعا للأمة بأن الموقف الرسالي في رفض حكم الطغاة يجب إن
يدفع المرء ضريبته من خلال إما النفي أو الشهادة اوالسجن ، وقد اختار الطغاة لهذا الإمام المعصوم السجن ويقال بأن هذا الإمام كان يكثر من الصلاة في جميع الأوقات والذي ينظر إليه
في زنزانته يرى كائن بشري يسجد لله وهو مغطى برداء، وكأن هذا الإمام يريد إن يبعث برسالة
إلى أمته بأنة عاش مظلوما وسوف يلاقي ربه مظلوما إلا انه سيبقى منارا هاديا لهذه الأمة.

لقد تعرض الإمام الكاظم (ع) إلى سنوات من السجن وبفترات متعددة ومتفاوتة احدهما كانت في
البصرة وقد تعاطف معه احد السجانين وتم براءته إلا إن سجنه في سجن الفضل السيئ الصيت في العاصمة بغداد كانت بمثابة المحطة الأخيرة التي سوف يودع بها إمامنا الكاظم هذه الدنيا
وهو يعلم بأن الشمس لايحجها غربال الظلام والسجون وسيبقى قبره محطة لأفئدة العشاق للرسالة المحمدية التي من اجلها إبائه وأجداده المعصومين ، وكان موعد الأمة عند جسر الرصافة ليسمعوا النداء بان موسى جعفر (ع) قد استشهد في سجون هارون الرشيد فلنشيع
جثمانه الطاهر رحم الله إمامنا يوم ولد ويوم استشهد حيا ويوم يبعث حيا.

Share |