القافله تعــــوي والديكة تصيح !/احمد محسن السعداوي

Mon, 3 Jun 2013 الساعة : 23:01

يبدو لي ان العراق قد خمدت ديكته ولم تعد تصيح!! لذا فقد راحت دجاجاته الحاكمات وافراخهن (يعوعن!!) بالراحة؟ وبحكم الوضع الحاكم؟؟
فما أن لاحت تباشير العراق الجديد وهذا ما حدث قبل عشرة ِ عجاف .. استبشر أهلي خيرا ً فقد تحققت نبؤة والدي وحلمه والدي الذي لم تراه عيناي .. اول كلمه قالها عند ولادتي انه يحلم ان اكبر ولا تشاهد عيناي القائد الضرورة .. لذلك فأنا لم اشاهد والدي ولم أذكر له أي ذكرى ولكني شاهد الكثير مالم ارويه له او ابلغه له .. لااعرف لماذا الناس التي كانت تتكلم عن ظلم صدام تسكت الان ولاي سبب كان .. على العموم من يحكم الان يسكن في ابراج مشيده سماها منطقته الخضراء التي صنعها الامريكان لهم .. فأتخذت الحكومة العراقية من تلك المنطقة "الخضراء"مقرا لها لتعزل نفسها عن الشعب الذي تركته بالمنطقة الحمراء. تسمية الخضراء لم تكن بسبب كثرة أعشابها أو أشجارها، كما يحاول البعض إيهامنا بمعناها. سميت كذلك لأنها آمنة. وفكرة اللون الأخضر هي ذاتها في إشارات المرور الضوئية. فعندما يكون لون الإشارة أخضر فإنها علامة للسائق بأن "سر فالطريق آمنة". وإن كانت حمراء فمعناها "قف فالطريق خطرة". وهنا يكمن "مربط الفرس "السيد الاديب الذي يسكن الخضراء والذي لايعلم بحالي او حال من يسكن الحمراء قرر قبل بدء الامتحانات النهائية للجامعات الحكومية والمسائية والدراسة الاهلية باسبوعين فقط انها وزارية ومركزية .. ولم يراعي قليلي الـــ" البخت " أمثالي والذين تكونت حياتهم من الدوام الى الدوام فالدوام .. ويقرر قبل ايام انها وزارية ولا الومه ابدا ً فالسيد وزير التعليم العالي السيد علي الاديب الذي يحمل من المؤهلات ما لايحمله اي تدرسي في العالم.. فهو يملك البكالوريوس باختصاص و الماجستير بأخر .. وحينما اشتهى ان يكون وزيرا فأختار وزارة التعليم العالي لانه يسكن الخضراء لااطيل عليكم .. فهكذا صار العراق منطقتين بدءا من بغداد: خضراء وحمراء.الذين في الخضراء، وهم الطبقة الحاكمة وأخواتها، ينامون ليلهم بارتياح، ويمشون على طولهم نهارا، هم ونساؤهم وأبناؤهم وأزواج بناتهم وأحفادهم وآباء زوجات أبنائهم وأجداد أحفادهم ..الخ. مع هذا يركبون السيارات المضادة للرصاص ولهم حمايات من كل الجهات ويقال إن كل من يعمل في الخضراء له مخصصات خطورة أو بدل خطورة. الله وحده يعلم كم تكلف تلك المنطقة ميزانية الدولة.أما ملايين الشعب الذين يعيشون في الحمراء فهؤلاء عرضة للقتل وسفك الدماء وهدم البيوت وذبح الأطفال في أي لحظة. مكشوفين للإرهاب أينما كانوا. في بيوتهم أو في الشوارع أو في المدارس أو الجوامع والحسينيات.لا أظن أن شعبا يعيش مثلما يعيش العراقيون. حاكمهم، وقائد قواتهم المسلحة والأمنية والمخابراتية والدفاع والداخلية، متحصن بالخضراء يحكم البلد بالهاتف النقال، والشعب الذي في الحمراء كل فرد فيه ممكن أن يقتل بأي ثانية. وهل من خطر اكبر من هذا وأشد؟ مستحيل.المعروف أن الإنسان إذا عمل بأي مكان فيه شيء من الخطر يصرف له بدل خطورة. ففي المستشفيات، مثلا، يصرف للعاملين بدل عدوى لأنهم يتعاملون مع المرضى. فأين العدل في أن يصرف لأهل الخضراء مخصصات حماية، وهي الآمنة المؤمَّنة، بينما الشعب الذي في الحمراء لا يصرف له شيء ..على الدولة، أيضا، أن تخصص لكل طالب بدءا من رياض الأطفال إلى آخر صف بالجامعة "بدل إرهاب"، لأنهم يغامرون بحياتهم من اجل التزود بالعلم. وعليها أيضا أن تصرف البدل لكل بائع جوال أو قاصد مسطر للبحث عن عمل. ولكل عامل وعاملة وموظف وموظفة لأنهم يعملون بالمنطقة الحمراء وهم مهددون بالتفجيرات، وليسوا عاطلين عن العمل مثل اغلب الذين في الخضراء.لكن السؤال يظل: هل يعرف رئيس الحكومة والمدافعون عنه الفرق بين الخضراء والحمراء؟ أشك. فلو كانوا يعرفون لاستحوا وغادروا الخضراء من سنين. ولو كان المدافعون يعرفون لما انتخبوهم... رحماك يا أبي يامن ضاق صدرك من ظلم السابق ..فضلم الان فيه نفس ديموقراطي .. واكثر" طائفية " ولايمكن لاي ِ من أمثالك أن ينتقده والا صار ممن تكرههم وهم البعثيون .. لي تتمه أن بقيت الحياة ..
أحمد السعداوي

Share |