طريق أسد بغداد طريقنا الى الجنان/سليم صالح الربيعي

Mon, 3 Jun 2013 الساعة : 19:26

تعودنا كل عام من شد الرحال في زيارة مخصوصه الى مرقد أسد بغداد الامام موسى بن جعفر (ع) .وفي مقوله تعودنا في كل عام...من غسل الهموم والاثام...بزيارة مولانا الامام موسى بن جعفر عليه السلام ...فمع فجر يوم الخامس والعشرين من شهر رجب شهر المغفره الاصب .تنطلق الجموع موشحةً بالسواد... متوكلة على رب العباد غير مبالية بكل عاد . راجية شفاعة جده يوم المعاد . حشودا من المحبين من امصار البلاد ومن طرق شتى معلنة الولاء لحفيد الرسول(ص) ومجدده بذلك البيعه لامير المؤمنين علي (ع) .ان توافد الحشود البشريه المحبه لمولانا الامام الهمام (موسى بن جعفر)عليه السلام ماهي الا رفض وستنكار لكل فعل سيئ و مجرم لحق بأل بيت الرسول وكذلك رفض لكل حاكم طاغا مستبد متسلط على رقاب المؤمنين.انها حشود مؤمنه محبه جاءت سيرا على الاقدام متحديه كل المخاطر التي ممكن ان تتجدد ضد اتباع الرساله المحمديه من اعداء الدين والرساله. ان استذكار المناسبه والتعايش مع تفاصيلها وكيف قام الحاكم العباس المجرم من(سمّ) الامام (ع)ماهي الا استذكار جور السنين وظلم الحكام المارقين. بالقسوه(للسجان) وبالصبر(للسجين).. ايعقل ان يجازى الرسول(ص) بقتل ابنائه ... والنيل من اوصيائه ... والوقيعة بأتباعه ؟ نعم هذا ديدا السعداء وضريبة الولاء والانتماء .. اودعه الله في خالص الاصفياء وهم القائلون (القتل لنا عاده.. وكرامتنا من الله الشهاده) من سار في نهجهم فاز.. وبرضا الله امتاز.. فهم سفن النجاة .. وملاذ الملمات..وجوامع السعاداة.
الامام موسى بن جعفر(ع) كان اسمى شخصيه في عصره فقد عرف بالعبد الصالح,الصابر,الزاهد,والكاظم,لانه كظيم الغيض ,وصبر على ما احيط به من الشدائد,فكان عليه السلام معدن الجود والكرم وقد اشتهر هذا القول في جوده وكرمه(عجبا لمن جاءته صرار موسى بن جعفر وشكا الفقر)هكذا كانت سيرة أئمة اهل البيت (ع) فهم منبع الكرم والعطاء .
اما عبادة الامام(ع) ونقطاعه الى الله تعالى, فكان من أئمه المتقين ومن اعبد اهل زمانه , حتى لقب ب(زين المجتهدين) فحين يحل وقت الصلاة يشرع في الدعاء والبكاء من خشية الله عز وجل , حتى تخضل لحيته بالدموع. ويغشى عليه من خشية الله تعالى, وكان يصوم في النهار ويقوم في الليل وعندما اودع في السجن اعتبر تفرغه للعباده من نعم الله تعالى عليه, فكان يحمد الله تعالى على ذالك قائلا(اللهم انك تعلم اني كنت اسألك ان تفرغني لعبادتك,اللهم وقد فعلت,فلك الحمد..)
كان الامام موسى بن جعفر(ع) طاقة علميه تتفجر بالعطاء منذ الصبا فقد ذهل وندهش ابو حنيفه عندما سأل الامام بعض المسائل وهو في سن الصبا فأجابه عليها ,فراح يقول(ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)
اما مدرسة الامام العلمية فكانة حافله بالعطاء في نشر العلم والحديث والاخلاق والدفاع عن عقائد الاسلام , فتخرج من مدرسته المباركه كبار العلماء والفقهاء في مختلف العلوم , وكان لهم الدور البارز في مختلف الميادين منها المناظره والجدل في سائر الفرق والمذاهب .
اما الحكام الذين عاصرهم الامام موسى بن جعفر(ع) فقد وقف منهم موقفا متسما بالمعارضه, وذلك لظلمهم وستبدادهم بامور المسلمين, فما كان يبغي من ذلك الا نشر راية العدل والحق بين المسلمين, فكان هارون الرشيد حاقدا على البيت العلوي وكل مايتصل به ويواليه .وكان الامام(ع)تحت رقابة الحكام,فقد اودع في السجون والمعتقلات سنين طويله من حياته ,حتى قضي عليه السلام شهيدا مسموما مطروحا على الجسر منادى عليه هذا امام الرافضه مطروحا على الجسر فكانت سيرته حافله بالعطاء والدفاع عن السلام تعطي الدروس للاجيال ,وتتحدى الطغاة والظالمين على مر العصور . فسلاما عليك يوم ولدت ويوم استشهدة ويوم تبعث حيا.

Share |