الثقافة الهجينة/غازي تركي الزيدي
Sun, 2 Jun 2013 الساعة : 22:15

بعد الأنفتاح الذي طال الحياة الثقافية في العراق بعد سقوط الطاغية واطلاع الكثير منا على مناهج ثقافات اخرى بهرنا بعضه بقوة الفكرة والاخر بالديباجة الجميلة لفكرة قديمة ولكن بمظهر جميل واخر خدعنا بفكرة تعلو بنا فوق الواقع المرير لكن الانتحار هو السبيل للظفر بمحتواها -اقصد الانتحار الفكري الثقافي- وأخطر تلك الافكار هو ما جاء في الفكر المشوه لبعض المغتربين العرب الذين تصدوا لقضايا معاصرة في حياة العرب مستخدمين مصطلحات استقوها من الفكر الغربي وتخابثوا كثيرا في توظيفها لطرح قضايا الامة الاسلامية اختلفوا كثيرا -حتى فيما بينهم هم- على المقصود منها في كثير من الأحيان او حاولوا بعمد التشويش على القارئ لفهم غير معنى - والقاسم المشترك فيما بينهم هو انسنة النص وتاريخيته وان النص- ويقصدون بالذات القران والسنة النبوية الشريفة - يجب ان تنتزع منه تلك القدسية لنقدة طبقا لما يؤمنون به من مناهج هو الطريق الوحيد للارتقاء بالعرب والمسلمين والسبيل الوحيد باللحاق بركب الحضارة وان ترك متبنيات الحضارة الاسلامية والنصوص الربانية والنبوية والقراءات التي قدمها علماء الاسلام باعتبار انها كلها قراءات مشوهة للواقع وتدفع البشرية نحو الأنحطاط-تلك المبادئ عندهم هي طريق الفكر الخلاق ويتمادى كثير من المثقفين في خيالهم وتبعيته لهؤلاء بان يجعل من نفسه هو مرجع لفكر جديد وينطلق بأقصى ما لديه من" سرعة فكرية" في تهديم ثوابت فكرية اسلامية او ثوابت اصولية ويدعوا بكل ثقة بان نترك كل ما قاله الاصوليين وما جاء بالاثر ونتبع خطاهم والغريب بانهم لا يرون طريقا غير التنكر للدين ساخرين من امم مضت واخرى قائمة يصفونها( الضمير يعود على الامم) وفكرها وثقافاتها بانها ثقافة الخرطات التسعة؟؟ اقول لهم هل تشترط اليابان على مواطنيها ان يتخلوا عن منهج وعبادة بوذا كي يقبل بالجامعة ام هل استنكر الأمريكان قول بوش الابن بأنه مبعوث الرب لقتال العراق- ولا اقصد القول الكلامي وانما ما يتحكم به من فكر -وهل سمعتم بأن احد من اي مذهب فكري كان يقول بأن اسرائيل تفوقت على العرب لكونها دولة غير دينية_ الدولة الاكثر تشددا من الناحية الدينية في بناءها - ولا ادري لماذا لا يعود هؤلاء الى الوراء قليلا ليلاحظوا بأن اسرع ثقافة رفعت من مستوى ابناءها الفكري هي الثقافة الاسلامية وبدون جدال وكما يقر جميع من درس تلك الثقافة . تلك الثقافة التي رفعت من بدو رحل لا علوم سابقة لديهم غير الكهانة والقيافة واتباع الاثر في الصحراء لقوم تسارعوا لوضع الكثير من العلوم بما اذهل جميع الامم في اللغة والفقه والرياضبات والمنطق والفلسفة والجبر والفلك .....الخ حيث ولحد يومنا هذا ما تزال اسماء مئات النجوم بالاسماء العربية وارقام الرياضيات في العالم المتمدن ارقام عربية وأنهم اول من وضع الصفر واول الامم التي اكتشفت الجبر الذي جاء استجابة لعلم المواريث في الفقه علما بان كل اولئك العلماء كانوا يؤمنون بالخرطات التسعة ويفعلونها في كل يوم غير مسنتكفين ولا متشككين . اقول ان دينا اوله طلب العلم"اقرأ بأسم ربك الذي خلق..." على من يتبعونه ان يفخروا به وان يكون يقينهم بأن الخطا فيهم هم كمطبقين لا في دينهم وأن يكونوا اكثر انصافا مع الاف من علماءهم الذين سبقوا باقي الامم بالعلم ومهدوا لقافلة الحضارة الانسانية لتحدوا على الطريق حتى وصلت لهذا اليوم وكما يقول اغلب المفكرين بانها قافلة لم يكن في تاريخها وطريقها انقطاع وانها تراكمية العلم شمولية الكل يشارك في تشييد بناءها والجميع يرث من تراثها في المستقبل فكل ما نطلب هو احترام تراث هذه الامة وخصوصا ما كان منه رباني وتشخيص المشوة القليل واحترام الكثير الكثير من فكرها الاصيل المثمر ولا تكون ماساوية احداث التاريخ والدماء مبعثا للنظرة السلبية لدين الاسلام الحنيف لأن ما يدعونه من نظم مدنية حديثة وديمقراطيات الاحلام سفكت من دماء البشرية اضاعافا مضاعفة وجوعت شعوبا ولم ترحم الصغير والكبير ولا حتى الجنين وما حدث لنا في العراق في السنوات السابقة خير موعظة وخر مثال فلا اقنع بعد بكل مشوه الثقافة مجروح الفكر مطعون الدين.
غازي الزيدي


