موسى الكاظم عنوان الشموخ/علي الخياط
Sun, 2 Jun 2013 الساعة : 14:31

تنطلق الجموع لزيارة الامام موسى بن جعفر الكاظم "ع"في العاصمة بغداد حتى الخامس والعشرين من رجب الحالي لإحياء ذكرى إستشهاده الأليمة التي تحييها الأمة الاسلامية كل عام لتعيد وهج الذكرى الفاجعة وتثير العواطف والأشجان الراتبة التي رسمتها باحرف من نور وعلى مر الازمان مواقف الانسانية الحقة التي جسدها الامام موسى بن جعفر بسلوك عقائدي قل نظيره حتى إضطر معه قاتله اللعين هارون الرشيد عليه اللعنة لأن يقول بحقه ( لراهب بني هاشم) شاحب السجدة الطويلة الذي يتعبد لله وهو في سجن إبن شاهك السندي الموكل بالتضييق عليه والحرمان بعد ان تسرب الى مسامع الخليفة الشيطان أن الموكل الأول بالكاظم لم يكن يضيق عليه وكان يداريه ويساعده في اداء العبادات وكان لطيفا سمحا معه فأوكل المهمة للعين ابن شاهك الذي خرج من عنده الامام شهيدا محمولا على اكتاف صبيان بني العباس ليوضع على جسر الرصافة ويسمع بخبره محبوه وكان يوم جمعة ليهرعوا اليه ويحملونه هاتفين به الى مثواه المقدس في مقابر قريش بمدينة الكاظمية المقدسة .
تحمل سيرة الإمام موسى بن جعفر معاني الإباء والإيثار والتضحية والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال وكان يتحمل أذى اعدائه ويرفق بشيعته ومحبيه ويواسيهم ويخفف عذاباتهم التي تكال لهم بسبب موالاتهم لأهل البيت ومعاداتهم لأهل الباطل ولتضييق الحكام عليهم في ظروف وأحوال شتى ولم يكونوا قادرين على العيش كما الناس الأخرين الذين يوالون الحكام ولا يتصدون لظلم بقول او بفعل فعقيدة الامام الكاظم "ع" كماهي عقيدة آبائه هي التصدي للظلم وللباطل ولفعل الشر وعدم المساس بالثوابت الانسانية الحقة التي اكدتها الشريعة والتضحية دونها بالغالي والنفيس وهي السيرة التي اعتادها اهل البيت و اعتادها الناس عنهم من محبيهم ومن مخالفيهم ومن اعدائهم الذين كانوا يضيقون عليهم ويسببون لهم الاذى في الصغيرة والكبيرة وكان ذلك يدوم حتى نهاية الحياة ويظل من بعدهم فيمن يأتي من ابناء وموالين و مايكون من اعداء حاقدين فكأنها معركة خالدة لاتنتهي ولاتتغير بل تدوم كما الزمن في اطار حكمة بالغة ومؤشر على الحق وعلى الباطل الذين يتصارعان ويستمران في رحلة التحدي لبعضهما حتى ياذن الله سبحانه بأمر ما هو يعلمه.
ان مايقوم به المحبون والموالون وهم يتوجهون لزيارة الامام الكاظم في بغداد استمرار لذات النهج في التواصل مع المعصومين عليهم السلام في تحديهم للباطل وكم رأينا من التزام بذلك الحب والتحدي كما في زيارة العاشر من محرم وابعينية الامام الحسين "عليه السلام" حيث يتوافد المؤمنون من كل الاقطاب ليعبروا عن الولاء والمحبة والايمان ويؤكدوا عمق الترابط مع الائمة المضحين الهادين وليس من شك في حقيقة حبهم ذاك لانهم يجدونه عنوانا لوجودهم ولحياتهم ولخلود مبادئهم التي تصلهم بالله سبحانه وتعالى وتبقيهم على صلة بالمجد.