تأثير التفكك الاسري في أنتشار ظاهرة العمل المبكر لدى الاطفال/نوفل عبدالحميد الموزان
Sat, 1 Jun 2013 الساعة : 23:34

يقول الدكتورعلي الوردي ان بناء شخصية الطفل نتاج التفاعل بين العوامل الموروثه فيه وعوامل البيئه التي يعيش فيها،وهنالك حقيقه علميه مفادها ان الظواهر الاجتماعيه السلبيه في المجتمع لايمكن حلها او علاجها ومكافحتها من دون التعرف على اسبابها او العوامل التي ادت الى ظهورها . ان ظاهرة التفكك الاسري وانتشار ظاهره اخرى ترتبط بها ارتباطا كبيرا هي ظاهرة عمالة الاطفال ووجود اسباب ودوافع حقيقيه تدفهم الى النزول الى سوق وساحات العمل، لابدمن ايجاد مقترحات وحلول يمكن تفعيلها على ارض الواقع للحد من هذه الظاهره الاجتماعيه الخطيره والمؤثره سلبا على المجتمع، وللحد من عمالة الاطفال يجب توجيه الاسر نحو التنشئه السليمه .حيث تسعى كافة المجتمعات الانسانيه على اختلاف فلسفاتها وتنوع انظمتها الى نمو افرادها نموا متكاملا يحقق لهم التكيف السليم مع المجتمع، وهي بذلك ترمي الى غاية اجتماعيه مثلى تتمثل في بناء النظم الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه الكفيله بتحسين شروط الحياة الانسانيه ،وتعد ظاهرة العمل المبكر للاطفال من الظواهرالاجتماعيه الخطيره التي تهددكيان المجتمع وتطوره لانها تتعلق بسلوكيات شاذه ومنحرفه يسببها الصغار، والتي تؤدي الى الضرر بكلا الطرفين . ورغم تعدد العوامل المسببه للمشكله ولكن طبيعة معاملة الوالدين في معاملتهم لابنائهم تتبؤ اهميه كبيره لما لها من تاثير على حياة وشخصية الطفل، اذ كثيرا ماتؤدي المعامله السلبيه للطفل ان تجعله خارجا عن المعايير الاجتماعيه وتمثل ذلك بالسلوكيات الشاذه واخطرها السلوك العدواني تجاه الاسره والمجتمع وتمركزت تلك الظاهره في الاسر ذات التعليم المنخفض والمستوى الاقتصادي القاصركذلك.وقد ظهرت مشاكل كثيره في عقد التسعينات وبعد عام 2003 بسبب العوز والفقر والحرمان فقد ازدادت حالات جنوح الاطفال كالهروب من البيت وممارسة السرقه والعدوان والكذب والهروب من المدرسه او تركها نهائيا وسلبيات اخرى. ان ظاهرة التفكك الاسري موجوده في كل زمان وفي جميع البلدان والشعوب ولكن على مستويات مختلفه وقد استفحلت تلك الظاهره في العراق في عقد التسعينات بسبب ظروف الحصار الاقتصادي والجوع والفقر الذي ادى الى كثرة حالات الطلاق، وعدم الاهتمام بالاطفال بسبب العوزوالحرمان وخاصة من قبل العوائل الفقيره مما ادى الى ترك الاف الاطفال لمدارسهم بسبب عدم امكانية الاسره من توفير مستلزماتهم المختلفه وزج الكثير منهم في سوق العمل التي لاتناسب اعمارهم وقيامهم باعمال غير مناسبه مثل بيع السكائر او اكياس النايلون او العمل في عربات الحمل الصغيره والاعمال التي تعرضهم للاذى والاستغلال، وتعودهم على عادات سلبيه . كذلك انشغال الاباء بكسب العيش في ظروف مريره تجعلهم غير مهتمين باطفالهم او معاملتهم بقسوه وتسلط واهمال ،و ترك الكثير من الاطفال يتصرفون كيفما يشائون كالخروج من البيت وعدم محاسبتهم سواء قام بسلوك مرغوب او غير مرغوب في المجتمع واهمال ا لحاجات الطبيعيه للطفل(تأثر الطفل بالبيئه التي يعيش فيها). ان الفقر والطلاق ومشاكل اسريه اخرى اثرت في عملية بناء الطفل وخاصة المرحله العمريه الممتده من سن السادسه وحتى السنه الثانيه عشر من عمره . فطلاق الزوجه ورمي اطفالها كونها الحاضنه لهم وفق القانون ماداموا قاصرين وعدم دفع النفقه المعيشيه لهم يجعل الزوجه وذويها غير مكترثين لخروج الطفل او عمله او استمراره بالدراسه بسب اهمال الاب ، وعدم قدرة اهل الزوجه على تحمل تكاليف معيشته الطبيعيه وخاصة ان اغلب تلك الحالات وليست العموم تحدث في المجتمعات الفقيره ذات البيئه الاجتماعيه المتدنيه من الناحيه الاقتصاديه والاجتماعيه .ان اثرالبيئه له دور كبير في انحراف الطفل ودخوله سن العمل المبكر، ومنها تفكك الاسره وعدم التجانس بين الابوين او انفصالهما واهمالهما لاطفالهما 0وللدوله الدورالكبيروالهام في رسم سياسه سليمه تحقق الرفاهيه لافرادالمجتمع من اجل ضمان استمرارالطفل في البيئه الملائمه وهي بيئة البيت والمدرسه.
الاسباب الرئيسيه لعمالة الاطفال
------------------------------
01 تفكك الاسره بسبب الطلاق او هجر الزوجه اووفاة احد الوالدين او تعرض احدهما او كلاهما للمرض او العوق وتدني مستوى التفاعلات الاجتماعيه الحميمه بين افراد العائله الواحده وخاصة مع الاطفال.
02 تسرب الاطفال من المدرسه او تركهم لها بسبب عدم سيطرة الاب والام بسب عوامل الافقار وعدم توفير مستلزمات الدراسه وتحول النظام التربوي من نظام وخدمه انسانيه مجانيه الى نظام استثمار وازديادالنمو الديمغرافي للسكان ممايؤثرعلى الاسر واطئة الدخل .
03 القصور الواضح في متابعة الاطفال ومحاسبتهم من قبل التربيه وقصور التواصل الاجتماعي بين البيت والمؤسسات التربويه المعنيه بهم وعدم تفعيل قانون التعليم الالزامي .
04 هجرة الكثير من العوائل الريفيه المتعطله للمدينه وسكنها في مناطق فقيره وعدم انسجامها مع البيئه الحضريه يجعل اطفالها مهيئين للدخول في سوق العمل لمساعدة آبائهم وبالاخص الآباء العاطلين عن العمل وقبولهم باجور منخفظه واعمال يدويه بسيطه .
05 انخفاض المستوى التعليمي او الاميه للوالدين بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي والاجتماعي للاسره ممايشجع الطفل على ترك المدرسه والدخول المبكر في سوق العمل .
06 ضعف السياسات الاجتماعيه المطبقه من قبل الدوله حيث يؤشر ضعف واضح في المؤسسات الصحيه والمؤسسات التربويه والاجتماعيه في رعاية الاطفال وتقديم الدعم والخدمات المجانيه الكفيله وضعف سياسات معالجة الاميه والفقر والبطاله وبعباره اعم واشمل ضعف السياسات التي تتصدى للمشكلات الاجتماعيه مما يعطل عملية التنميه المجتمعيه .
07 عدم تفعيل قانون العمل والضمان الاجتماعي الذي لايجيز عمل الاطفال لاي سبب كان.
الحلول المقترحه للحد من عمالة الاطفال
01 تبني المؤسسات الحكوميه والغير حكوميه برامج جاده للقضاء على الفقر والبطاله لان من اهم اسباب عمالة الاطفال هو العوز والحرمان وعدم اشباع الحاجات الاساسيه للاسره .
02تبني وزارة التربيه والمؤسسات المعنيه بالطفوله لتعليمات وتوجيهات جاده توفر من خلالها مجانية التعليم وعدم تحميل اسر الطلبه مصاريف شراء القرطاسيه التي تصل متأخره دائما للمدارس وعدم الزام الطلبه بزي موحد تفرضه الكثير من المدارس الابتدائيه حاليا لانه يثقل كاهل الاسر الفقيره ويجعل ذلك عاملا مشجعا لترك المدرسه وزج الاطفال في العمل.
03 تفعيل مشروع مجلس النواب بمنح طلبة المدارس الابتدائيه منحة ماليه شهريه لسد البعض من احتياجاتهم فذلك المشروع له اثار ايجابيه في الحد من عمالة الاطفال والتزامهم بالمواظبه على الدراسه.وهذا المشروع له مردودايجابي مهم جدافي القضاء على الفقروالاميه.
04 وضع خطه عمل رصينه من قبل الحكومه يتم من خلالها بناء مشاريع انتاجيه تخفف من حدة البطاله والفقر في القريب العاجل وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الثقيله التي تستوعب الاف الايدي العامله المتعطله حاليا.
05 متابعة ودعم الطلبه المتسربين من قبل لجان التربيه والتعليم في مجالس المحافظات والاقضيه وتوفيرالوسائل المطلوبه لهم من ملبس ومستلزمات دراسيه ومن ميزانية المجالس .
06 احصاء الاسر الفقيره في المحافظه التي لايوجد فيها راتب او مصدر رزق اوسكن مناسب .
07 التنسيق بين مديرية التربيه ومجلس المحافظه واقرارميثاق يتم بموجبه بناء 50
مدرسه اعتياديه سنويا من ميزانيه واموال المحافظه حيث يتحقق الاثرالايجابي للتعليم.
08 اهمية التكافل الاجتماعي ودور رجال الدين في تحمل مسؤوليتهم الدينيه تجاه الاسر الفقره واستخدام نفوذهم المؤثر لدي الدوله والمؤسسات الاخرى من اجل مساعدة الفقراء والايتام وانتشالهم من بؤر الظلام من اجل حياة حره كريمه ينعم بها افراد المجتمع والله ولي التوفيق.