مداراة مشاعر الجليس واجب انساني واسلامي/معد البطاط
Sat, 1 Jun 2013 الساعة : 14:45

بسم الله الرحمن الرحيم
لو تتبعنا سيرة النبي"ص" وأهل بيته "ع" لوجدناها طافحة في الرحمة بعباد الله ومداراتهم وعدم الأعتداء على مشاعرهم وكسر قلوبهم, حتى روي ان النبي"ص" ينظر الى جلسائه بالسوية, مما يتبين شدة مداراة الناس رغم صعوبة هذا الامر .
وروي عنه "ص" قوله "من أحزن مؤمنا ثم أعطاه الدنيا، لم يكن ذلك كفارته، ولم يؤجر عليه".
وعن الإمام الصادق"ع": إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك" م " ما يحزنه ويؤذيه.
وفي الحديث عن الصادق"ع": "..فإن من كسر مؤمناً فعليه جبره"
وفي قبال ذلك حث اهل البيت"ع"على تسلية الاخرين وادخال السرور على قلوبهم حتى جاء عن الإمام الصادق"عليه السلام": ليس من الأعمال عند الله عز وجل بعد الإيمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين.
هكذا تكون, الانفس الكبيرة تراعي الآخرين تتحسس آلامهم تسعى لادخال السرور ورفع الحيف عنهم, ولكن الانفس الصغيرة الجاهلة التي ملئت جهلا او انانيتا, وانسلخت من المشاعر والاحاسيس المرهفة تراها لا تراعي الاخرين, وتؤذيهم ببرود, وبنعم الله التي اغدقها الله عليهم.
والفرض الواجب على الجميع ان يراقبوا السنتهم وان لا يتكلموا بمجلس بشي يجرح الاخرين, فمن الانانية ان لا يفكر الانسان الا بنفسه ولا تهمه حالة الاخرين.
احياننا تتكلم بكلمة وربما انت لا تشعر بنتائجها ولا تتوقع انها بهذا الحجم الكبير كونك لم تبتلى بما ابتلى به جليسك ولكن اعلم ان ذلك سهم قاتل فلا تضعه في قلوب الاخرين.
لاتظهر كل مالديك من نعم امام من يفقدها من دون مراعاة لمشاعر الاخرين, فكم سببت بعض الكلمات التي تطلق جزافا كسر قلوب الاخرين الذين يجدون انفسهم فاقدين لهذه النعم, وكم سببت جزعا وعدم رضا بقدر الله, وكم سببت بمشاكل بين الزوجين حينما تذكر طيبة زوجها وافضاله عليها امام امرأة فاقدة لحنان الزوج او كونه فقيرا لا يستطيع القيام بذلك.
دوام الحال من المحال, وكما تدين تدان فالربما يأتي اليوم الذي تجازى بهذا الامر بعد ان يسلب الله نعمه منك, وشكر نعم الله من جنسها فمن الشكر ان لا تتعدى بهذه النعم لتؤذي بها الآخرين بل ذلك من البطر والطغيان.
انقل لكم موضوعا بتصرف يوضح ما نريد قوله بوضوح:-
عفوا... لاترقص على جروح الآخرين !!!
-------------------
يا من أنعم الله عليه بنعمة الوظيفة...
في مجلس به عاطل عن العمل أو موظف براتب منخفض
لاتتحدث عن مشاريعك الاستثمارية والعقارية ورحلاتك الصيفية
ولكن إذا كان ولابد فقل ولست كاذباً في ذلك:
" الأرزاق بيد الله وبركة المال في الكيف لا في الكم
وكم من صاحب أموال لا يجد السعادة ولا يذوق طعمها"
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد
-------------------
يا من أنعم الله عليها بنعمة الأمومة...
في مجلس به امرأة حرمها الله نعمة الحمل والإنجاب
لاتتحدثي عن أطفالك وجمالهم وبراءتهم وسعادتك بتربيتهم
ولكن إذا كان ولابد فقولي ولستِ كاذبة في ذلك:
"الأطــفــال والأبناء مـسـؤولــيــة كــبــيـرة وتعب وارهاق
وبقدومهم قد تـقـل الرومانسية والخصوصية بين الزوجين"
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد
-------------------
يا من أنعم الله عليه بنعمة الشهادات العلمية...
في مجلس به شخص لم تسعفه الظروف لمواصلة تعليمه
لاتتحدث عن مؤهلاتك العلمية وثقافتك الواسعة ودرجاتك العلمية
ولكن إذا كان ولابد فقل ولست كاذباً في ذلك:
"الـعـلـم لـيـس بـالـشـهـادات والـدرجـات والجامعات
وكم اناس ليس لهم شهادة ولكنهم خدموا البشرية
وكم شهادة وصاحبها عديم المشاعر والاخلاق
احدث الدمار واستخدم علمه للشيطنة والحروب"
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد
-------------------
يا من أنعم الله عليهم بنعمة الوالدين...
في مجلس به أُناس فقدوا أحد والديهم أو كليهما
لاتتحدثوا عن حنان وعطايا وهبات أمهاتكم أو آبآئكم لكم
ولكن إذا كان ولابد فقولوا ولستم كاذبين في ذلك :
"فقدان الوالدين قد يزيد من سرعة النضج وقوة الشخصية
وقد يكسب الشخص خبرات وقدرات عالية في تحمل المسؤوليات والمهام"
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد
-------------------
يا من انعم الله عليه :
بالمال...
بالصحة...
بالجمال...
بالحرية...
بالنجاح...
بالسمع بالبصر بالكلام باللمس...
بأي نعمة ملموسه أو لا...
بأي نعمة يفتقدها غيرك...
تذكر ان:
1- الله هو ولي النعم.
2- التضامن مع الناس شئ جميل.
3- جرح المشاعر بقصد او بدون قصد شئ مخزي ومهين.
لا ترقص فوق جراح الاخرين
وتذكر ان:
حين ترقص فوق جراحهم فانها تزيد وتزيد
ولكنك بجهلك تقتلهم
لأنّ للأسف جراحهم لا تــ ح ـــتـمـل المـزٍيـد
"لا تتحدث عن أموالك أمام فقير، ولا تتحدث عن صحتك أمام عليل، ولا تتحدث عن قوتك أمام ضعيف، ولا تتحدث عن سعادتك أمام تعيس، ولا تتحدث عن حريتك أمام سجين، ولا تتحدث عن أولادك أمام عقيم، ولا تتحدث عن والدك أمام يتيم، ولا تتحدث عن سعادتك مع شريكك امام فريد, ولا ولا ولا زن كلامك في كل أمور حياتك، واجعل مراعاة شعور الآخرين جزءاً من شخصيتك ومن اولويات تفكيرك.