صــح ّ النوم يا وزير النقل !!!/جمال الطائي
Sat, 1 Jun 2013 الساعة : 14:40

قادة ميليشيات وسرّاق وقتلة ورؤساء احزاب طائفية وكثير من المرتزقة من المعممين والافندية هم من رمتهم علينا رياح التغيير الامريكي في العراق ، وواحد من هؤلاء هو السيد / هادي العامري وزير النقل العراقي ، الذي يـُشاع انه لا يملك أي مؤهل علمي عالي ، بالامس وفي النشرة الاقتصادية التي بثتها القناة الفضائية العراقية ( ألرسمية ) ضمن النشرة الاخبارية الرئيسة ذكر مصدر حكومي ان خسائر السكك الحديد العراقية تبلغ سبعة مليارات دينار شهريا ً،انــا ومن خبرتي المتواضعة واطلاعي على الكثير من النشرات الاقتصادية والتقارير العالمية أكاد أجزم ان قطاع النقل هو واحد من القطاعات المُربحة في معظم دول العالم ، فكيف ببلد ناهض مثل العراق يعاني بشدة من وقع تخلّف وقـِدم معظم طرقه الداخلية والخارجية ومع الحركة التجارية الهائلة مع معظم دول الجوار ومع الحركة النشيطة لموانئه الجنوبية فلا بد ان اعتماده سيكون كبيرا ً على سككه الحديد التي لم تتعرّض للكثير من اعمال الارهاب ،مع هذا تعلن الحكومة العراقية عن خسائر مقدارها 84 مليار دينار سنويا ً في السكك الحديد وحدها وهذا دليل أكيد على مقدار الفساد وعدم المهنية التي تدار بها هذه المؤسسة المهمة.
استبشر أهل بغداد خيرا ً بالباصات الاردنية ذات الطابقين التي سيــّرتها المنشأة العامة لنقل الركاب التابعة لوزارة النقل ، أهالي العاصمة وبسبب كثرة الازدحامات وقطع الشوارع لجأوا الى استخدام هذه الباصات بشكل واسع ، هذه الباصات رغم كونها حديثة ومكــّيفة الا انها تعاني من الاهمال ( فلا تنظيف ولا عناية بالمقاعد البلاستيكية ) وأهمّ ملاحظة يسجــّلها كل مستخدم لهذه الباصات ، هو ان ( الجباة ) لا يزوّدون المواطنين بأي تذكرة مقابل الاموال التي يستوفونها منهم ( رغم حملهم لدفاتر التذاكر بايديهم ! ) وأزعم اني شخصيا ً وخلال شهر ونصف استخدمت هذه الباصات عشرات المرات لعلني لا أكون مُبالغا ً اذا قلت انني لم الحظ الجباة يقطعون تذاكر للمواطنين الا مرة واحدة أو مرتين ، ورغم الالحاح من بعض المواطنين الا ان الجباة ( يطنــّشون )
حتى انني سمعت بعض المواطنين يتحدثون ان الوزير العامري عيّن بعض المنتمين لتنظيمه السياسي في هذه الاماكن ( حتى يستفادون ؟؟ ) لن أناقش صحة هذه المعلومة فهم بجميع الاحوال مواطنين أيضا ً ولكن ما أنا أكيد منه ان منشأة نقل الركاب هي الاخرى تسجـّل خسائر فادحة للدولة ، ربما أكثر من خسائر السكك !!!
ألخطوط الجوية العراقية ، أو كما كان يحلوا لنا أن نسميها ( ألطائر الاخضر ) تعيش مأساة حقيقية ، وللحديث عنها كما يقول المثل ( جيب ليل و خذ عتابه )
هذه الشركة التي كنا نفتخر انها الافضل بين مثيلاتها في دول المنطقة صارت خير مثل على فشل الدولة العراقية الجديدة ، فهي الشركة التي لا تحترم مواعيد اقلاع وهبوط طائراتها ، وهي الشركة التي تفقد فيها أمتعتك وحقائبك لتكتشف انها بيعت بمزاد علني في مطار بغداد ، وهي الشركة التي تـُحسب الاسوأ بين شركات الطيران في المنطقة من حيث الخدمة والامان ، ولعل الانجاز الوحيد للوزير العامري فيها هو فرض الحجاب على مضيفاتها ؟؟
قبل عدة سنوات أثار العراق مسألة انشاء ميناء ضخم في الجنوب ( ميناء الفاو ) يرتبط مع شبكة طرق برية حديثة وسكك حديد تربط الجنوب بشمال العراق – فتركيا لتـُمكــّن العراق أن يصبح ممرا ً ستراتيجيا ً للتجارة العالمية ، وبسبب اللامبالاة والفساد والتنافس السياسي بين الاحزاب وعدم المهنية والوطنية فقد أ ُهمل هذا المشروع لتتلاقف فكرة الميناء دولة الكويت فتُـشرع على وجه السرعة ببناء ميناءها ( ميناء مبارك ) ليـُزاحم ويسد المنافذ على ميناءنا ( ألمـُقترح ) ، يومها احتقن الشارع الشعبي والسياسي العراقي
وتكاثرت الفعاليات الوطنية والشعبية الضاغطة على الحكومة باتجاه الضغط على الكويت لايقاف بناء ميناءها ، وحصلت أزمة حقيقية بين البلدين ، و ذهبت العديد من الوفود البرلمانية والسياسية والفنية بهدف ايجاد الحلول المناسبة للازمة ، ولعل اخر هذه الوفود هو الوفد الوزاري الذي ضم ّ السيد العامري ووزير الخارجية / هوشيار زيباري ، ونذكر جيدا ً ألازمة التي أثارها السيد العامري حين اتهم الكويت بانها عرضت رشى على أعضاء الوفد العراقي ، ونذكر بعدها المؤتمر الصحفي للسيد الوزير والذي توعــّد فيه بالاستقالة ما لم يـُنـفـّذ ميناء الفاو ، الان وبعد مضي قرابة السنتين على هذه الحادثة ماذا تم من ميناء الفاو ، حتى هذه اللحظة لم يتم ّ الشروع بكاسر الامواج الاول الذي
أ ُحيلت مقاولته للتنفيذ منذ اكثر من سنة ، وما زلنا ننتظر الاعلان عن مناقصة انشاء كاسر الامواج الثاني ( ويعلم الله متى يـُنـفذ ) وبعد ذلك سيتم الاعلان عن انشاء الميناء وتكوين اللجان ودراسة العروض والاحالة ثم تأتي عملية التنفيذ التي ستستغرق حتما ً سنوات طويلة ، يعني بصريح العبارة ميناء الفاو لن ينفذ قبل 25 سنة ، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول دور السيد هادي العامري في مؤامرة ميناء مبارك الكويتي خاصة وان جميع الاعتراضات الشعبية والرسمية توقفت تماما ً بعد ( تمثيلية ) الرشوة الكويتية والتعهـّد ببناء الميناء التي كان بطلها الوحيد السيد / العامري!
ان عمل السيد العامري الان هو بالضبط عمل ( شرطي ) في سيطرة أمنية واجبه الوحيد تفتيش بعض الطائرات المارّة في اجواء العراق من والى سوريا ،في حين ان أهم ّ مشاريع النقل والتي يمكن أن تحدث طفرة كبيرة في وضع العاصمة بغداد تتولاها جهات أخرى غير وزارة النقل جهة الاختصاص كما يـُفترض ، وأقصد هنا مشروع مترو بغداد والذي تشرف على دراسته ومتابعته أمانة بغداد ومشروع القطار المعلـّق الذي تشرف عليه المحافظة ، يبدوا ان الوزير أتعبته المسئولية فترك واجبات وزارته على الاخرين وكفى الله المؤمنين دوخة الراس !!!
قبل أيام نظــّم العراق مؤتمرا ً استثماريا ً واسعا ً في دولة الامارات العربية بغية استقطاب المستثمرين الاجانب للعمل والاستثمار في السوق العراقية ، ومن ضمن الوزراء العراقيين الذين حضروا ألمؤتمر للترويج للاستثمار في مجال عمل وزاراتهم كان السيد / هادي العامري ، حقيقة لا أدري بماذا سيرغــّب السيد الوزير المستثمرين للعمل في قطاعات النقل العراقي ، ووزارة النقل وببركات السيد الوزير هي واحدة من أفشل الوزارات العراقية وأكثرها خسارة ، فأي مجنون سيغامر بالاستثمار في مجال خاسر مليء بالفساد والجهلة ، وهل يعرف السيد الوزير شيئا ً عن النقل ومشاكله وافاقه المستقبلية حتى يناقش بها المستثمرين ؟ شخصيا ً أشكّ بذلك !!!
أنا لن أقول : صح ّ النوم يا وزير النقل ، أو يامجلس الوزراء ، أو حتى صح ّ النوم يا مجلس النواب ، بل أدعوا من الله أن يبقوا نائمين جميعا ً ، فهؤلاء .. نومهم عباده !!! ولماذا يصحون من سباتهم مادامت أرصدتهم في بنوك عمان وطهران ونيويورك ولندن تتكاثر وتتكاثر حتى صار يصعب عليهم معرفة كم يملكون ؟؟
بل سأصرخ بملأ صوتي ، صحـــّوا النوم أيها العراقيين ، انهضوا من نومتكم فقد طالت وأوردتنا موارد التهلكة ، نحن نحتاج اليوم الى ثورة ، نعم ، ثورة شعبية عارمة ، وأنا لا اقصد قطعا ً مظاهرات واعتصامات وخيم وقطع طرق واختطاف مسافرين واغتصاب نساء على الطرق الخارجية ومواقف معروضة للبيع لمن يدفع أكثر حتى لو كان الثمن هو وجود العراق كدولة ، أنا أدعوا العراقيين أن يثوروا لانفسهم في الانتخابات التي على الابواب وأن يعملوا على تغيير كل الاحزاب والتنظيمات والكتل الموجودة على الساحة السياسية منذ عام 2003 فهي سبب الخراب وكل الماسي التي مررنا بها ونمـرّ بها يوميا حتى صار مجرد رؤيتهم يجعلنا نتقيأ ،
لا تقولوا ان الشعب باغلبيته جاهل تحركــّه دسائس السياسيين وتحشيدهم الطائفي ، فحتى بائعة الخضرة البسيطة باتت تعرف ان من يحكمنا مجاميع من الطائفيين السرّاق القتلة الجهلة خــدّام الاجندات الخارجية ..... يقول ونستون تشرشل : كل شعب ينال الحكومة التي يستحقــّها .. وانني أقسم ان شعب العراق أرقى وأنقى وأشرف من ان يستحق هؤلاء الحكام ... فدعونا نثقــّف شعبنا ليتعلم التغيير ، فلا تقدّم ولا تبديل لاوضاعنا مالم نغيّر هذه النماذج الحاكمة ، لا بد من حركة تثقيف حقيقية تدعوا الى حركة تغيير حقيقية ، وقديما ً قالوا : البركة .. بالحركة..
المهندس / جمال الطائي