اطفالنا والثقافة العامة/كاظم موسى الحميداوي

Fri, 31 May 2013 الساعة : 15:18

تعد الثقافة من الأمور المهمة بالنسبة للإنسان ففيها الإمتاع الفكري وفيها تنمية القدرة عل الملاحظة والمقارنة والتفكير والاستكشاف وفيها أيضا الإمتاع العقلي والوجداني وهي غالبا ما تعلو على أكثر حاجات الإنسان, وفي العصر الحديث أدركت الأمم المتحضرة ما للطفولة من اثر في حياة المجتمع فأولت كل امة أطفالها منتهى عنايتها ورعايتها وقد تختلف دول الشرق مع دول الغرب في السياسات والعقائد ولكنهم يتفقون على إن للطفل المكانة المهمة في المجتمع ويجب أن يحظى بكل رعاية واهتمام وان تكون لحقوقه الأولوية دائما فعندما قامت الحكومة البريطانية برفع سعر ( الشكولاته ) أثار قرارها ثورة عارمة لدى العلماء والمهتمين في شؤون الأطفال وحقوقهم فقالوا : أننا نقبل إي قانون يمس الكبار عن طيب خاطر ولكننا نرفض أي شيء يمس سعادة الأطفال ورفاهيتهم وفي أيام الاتحاد السوفيتي أعلن خبراء التربية أن بلادهم قد ألغت جميع الألقاب لبني البشر فلا يوجد هناك قياصرة ولا أباطرة ولكن سيظل هناك قيصراً واحداً يتمتع بكل الحقوق والامتيازات ذلك هو الطفل, وفي أمريكا ينعقد مؤتمر سنوي لبحث شؤون الطفولة ويؤكد المؤتمر إن الطفولة هي حجر الأساس في بناء المجتمع, ومما يدعو للفخر ان يولي الإسلام جل اهتمامه للطفولة فيشرع قوانين لحفظ حياة الأطفال قبل أن يعرفها العالم تبدأ حتى قبل أن يتم تلقيح البويضة في رحم إلام كما اهتم الإسلام ببناء الفرد جسميا وعقليا ونفسيا وعلميا وروحيا ولقد أصبح تقدم الشعوب يقاس بمقدار ما يتمتع به الأطفال من عناية ولم يعد الإنفاق على الطفولة في مجال التربية نوعا من البذخ والإسراف ولكنه يعد من أفضل أنواع الاستثمار. والإنسان بما حباه الله من قدرة على التفكير لا يمكن أن يعيش على تلبية الحاجات البيولوجية فحسب بل لا بد من إشباع جوانب أخرى لديه كالجانب المعرفي وحب الاستطلاع.
وما يؤسفنا حقاً ان نرى تدني نسبة الإنفاق الحكومي لمشاريع وبرامج الطفولة لدى الدول العربية قياساً بغيرها من الدول الأجنبية وهذا بدوره يؤثر سلباً على واقع الطفولة في المجتمع العربي ويجعلها عرضة لتأثير التيارات والثقافات الوافدة فأطفال اليوم يعيشون في عالم مفتوح اذ ان وسائل الاتصال قد ألغت الفواصل وقربت المسافات فيحتم على الحكومات ان تشرع فوانيين حقيقية في دعم الطفولة ورعايتها وتوفير الحماية الفكرية والثقافية لها .

Share |