مقاومون .. احرار/علاء حسين الشاهين
Thu, 30 May 2013 الساعة : 15:13

قدر المقاوم محتوم.. نصر أو شهادة.. وما بينهما جهاد ورفض للظلم، فا معنى ان تكون مقاوماً؟ وبأي مفهوم تكتسب هذه الصفة؟ فالمقاومة ارهاب بنظر البعض.. وشرف وثبات على المبدأ في نظر اخرين.. ما هدف المقاومون؟ وعن أي شيء يبحثون؟
تتصدر الواجهة الاعلامية هذه الايام اخبار عن استشهاد مقاتلين من حزب الله اللبناني ومن كتائب حزب الله في العراق وحركة أهل الحق على الاراضي السورية، ولم ينف حزب الله ولا الكتائب ولا اهل الحق سقوط شهداء لهم في تلك المعركة، بل على العكس من ذلك صرنا نشاهد مواكب التشيع المهيبة في شوراع بيروت ومعظم المدن العراقية.. إلا ان السؤال المهم الذي يجول بخاطر الكثيرين لماذا يشارك هؤلاء الشباب في المعركة السورية؟ وما هي المكاسب التي تجعلهم يختارون هكذا خيار؟
هنالك بعض الاحتمالات التي من الممكن ان يكون احداها جواب لهذا التساؤل، الاحتمال الاول هو التزامهم بتكليف قياداتهم الحزبية لهم بالتوجه إلى سورية، والثاني ربما لرغبتهم بالحفاظ على بقاء النظام في سورية وحماية العتبات المقدسة هناك، ووراء ذلك يقف سبب طائفي، إذا ما اخذنا بنظر الاعتبار أن اولئك المقاتلون هم من الطائفة الشيعية حصراً وان العتبات والمراقد الشيعية هي فقط المهددة بالزوال هناك.
أما الاحتمال الثالث فينبع من عقيدة المقاوم _ ولكل مقاوم شريف عقيدة لا يحيد عنها - ومن هذا المنطلق فالعقل يستثني وجود صفة الاكراه في الامر، فليس من عاقل تسوقه قدماه إلى هكذا معركة شرسة بدافع اطاعة أمر حزبي أو حكومي دكتاتوري، فزمن الطاعة العمياء قد ولى، ولا داعي للخوض اكثر في اجابات الاحتمال، كذلك قأن الجيش السوري لم ينهار او يتفكك وهو ليس بالجيش الصغير او الهين الذي من الممكن ان يهزم بهذه السهولة بمهركة العصابات تلك، على اعتبار ان ذلك الجيش كان مدرباً ومهيئاً للدفاع عن سورية من الاعتداءات الخارجية الدولية، نعم قد يحتاج معونة الحليف والصديق لاسناد معين او سد ثغرة هنا وهناك كحماية مرقد السيدة زينب عليها السلام في ريف دمشق.
بالتأكيد ليس من هنا تبدأ قصة توجه المقاومون إلى سورية وإن كان دافع عقائدي مهم، ولكن معركة سورية لها من الاوجه الكثير.. فهي معركة ضد اقامة أمارة سلفية تمتهن القتل وهتك الاعراض وتمارسه متى شاءت فالرسول ينتظرهم على الغداء.. وهي معركة لضمان بقاء وصمود محور الممانعه لاعداء الله الصهاينة ووالدتهم اميركا.. وهي كذلك وقفة بوجه تحالف حمل كل معاني الشر برغبة محمومة لزرع التطرف والانقسام في المنطقة.
وقبل ايام سئلت احد الشباب المتوجهين إلى سورية عن سبب ذهابه.. فأجابني بمجموعة اهمها هل تقبل أن يهدموا مرقد العقيلة؟ هل من المعقول ان نسمح بسبيها مرة ثانية لتقع اسيرة بايدي احفاد يزيد؟ وكيف سيكون الوضع في المنطقة لو حكم هؤلاء المتطرفون سورية؟ هل سيعيش العراق يوماً واحداً بهدوء؟ وكيف ستكون قواعد اللعبة مع الصهاينة، خصوصاً وان المخطط جذوره معروفة؟ فعدت وسئلته كيف تقاتل بعيداً عن قواعدك وأرضك اي بلا عمق استراتيجي، واذا احتدمت المعركة إلى اي ملاذ أمن تلوذ؟ فقال انا مقاوم وهذا قدر المقاومين.