الطاولة المستديرة والحل الأمثل/عبد الكاظم حسن الجابري
Thu, 30 May 2013 الساعة : 15:07

تتأزم الحالة العراقية وتكتنف الضبابية صورة المشهد وتغيب الحلول وتكثر الهواجس فما بين وضع اقليمي مشحون طائفيا وسياسيا وبين خلافات وانقسامات وتخوين وتسويف داخلي .هذه الصورة السوداوية تُرْسَمْ , مع غياب الحلول والرؤى الوطنية للنأي بالبلد عن حافة الهاوية . فإذا ما بقي الحال على ما هو عليه سنكون امام فتنة كبرى وتمزق للبلد وحرب اهلية لا تبقي ولا تذر .
ومع هذا يتصدى بعض الوطنيون على قلتهم ليضعوا العلاج السحري والحلول المثلى لانتشال العراق من واقع متردي ومستقبل مجهول . وتنطلق المبادرات هنا وهناك . بعضها على استحياء وبعضها تلمس واقع الجرح العراقي وتضع الدواء الناجع والشافي له .
وهنا تنطلق المبادرة الوطنية من الشاب الفاحص بنظرة الحكماء الى واقع العراق لوضع بصمته العلوية على المشهد السياسي العراقي فيطلق سماحة السيد عمار الحكيم رؤيته المنسجمة مع المتطلبات العراقية ليعلن عن دعوته كل الاطراف العراقية للجلوس الى طاولة مستديره يكون الكل فيها متساوي في الحقوق والواجبات .
لماذا طاولة مستديرة ؟؟
اولا لنعرج بتعريف بسيط هو ان الطاولة المستديرة عبارة عن مجلس يجلس فيها كبار القوم وعليتهم بجلسة دائرية تشعر الجميع بالتساوي سواء على صعيد طرح الرؤى ام تحمل المسؤوليات .
وثانيا نتوجه للسيد عمار الحكيم لماذا تنادي بطاولة مستديرة وانت تمثل وترأس اكبر تنظيم سياسي في العراق وقد افرزت الانتخابات الاخيرة تصدركم لنتائجه فلماذا لا تأتلف مع اخوتك الشيعة والاصدقاء القدامى من الكرد لتقود البلد بدون مكوناته الاخرى .
انا لا أريد ان اكون ناطق رسمي باسم السيد عمار الحكيم ولكن حتما إني أعرف ماذا سيجيب . فلماذا لا يأتلف مع البعض ويترك الاخرين فالسبب واضح جدا , وهو ان سيرة ومنهجية عمار الحكيم خصوصا وتياره عموما هي منهجية قائمة على الشراكة وانه يؤمن بان العراق لا يمكن ان يدار من خلال مكون واحد او طائفه واحده وهذا الرؤية هي التي جعلت من سماحة السيد أن يحظى بالمقبولية من كافة التيارات والاتجاهات السياسية وكذلك الاقليمية . ورؤيته للشراكة هذه تأتي من خلال معرفته بأن الجميع مسؤول عن الشأن العراقي والكل ملزمون بتحمل مسؤوليتهم الوطنية تجاه هذا الشعب المثقل بالأزمات .
اما لماذا طاولة مستديرة فهو نابع من ما تحققه هذه الطاولة وشكلها المستدير من تساوي للجميع وليس هناك احد أعلى وأهم من الاخر فالجميع متساوون ومعنيون بكل ما يطرح ويتحملون نتائج كل قرار يتخذوه .
إن رؤية السيد عمار الحكيم هذه من شأنها ان تزيل الجفوة بين الشركاء وتسد الفجوة وتعيد العملية السياسية الى مسارها الصحيح فعندما يستشعر الجميع مسؤوليتهم في الدفع بالبلاد نحو الامام سيكون الكل معني والكل يتحمل المسؤولية في ان ينظر الى الوطن بعين الوطنية لشعوره بانه جزء من التكوين السياسي الفاعل في البلد .