ألعنف بين التعصب والفهم الخاطئ للدين/مهند داخل كزار
Thu, 30 May 2013 الساعة : 14:38

من المفردات التي أخذت حيزاً كبيراً في حياتنا اليوميه بعد سقوط النظام البائد عام 2003 وجميعنا نتفق على أنه ظاهره غير أنسانيه واننا نتفق بصرف النظر عن موجباتها وغاياتها على انها عمليه غير محببه وأرهابيه في نفس الوقت ونستنكرها وبقوه , فالعنف هو فوضى مهما كانت دوافعه التي جعلت منه حلاً لكل مشكله أو أزمه تتعرض لها الاطراف ألتي تعتقد أن حقها وما لها لايرجع الا بالقوه , ولكن أن عدم قبول العنف داخل الدوله والمجتمع كافي أم غير كافي ؟ بكل تأكيد أن عدم القبول هي غير كافيه في هذه المرحله الخطيره التي نمر بها بصوره عامه ولكن يجب أن نضع الحلول الفعليه والعمليه لكي نحد من عملية تضخم هذه الظاهره الخطيره والتي لها تأثير مباشر على وحدة وسيادة الدوله والتي بدورها سوف تبلور لنا أستراتيجيه وطنيه من أجل أستئصال هذه الظاهره من جذورها .
حسب ماهو معروف أن العنف هو عباره عن سلوك أو فعل أنساني يتميز بالقوه والاكراه والعدوانيه في نفس الوقت يصدر عن الطرف الذي يكون فرداً أو جماعه أو دوله , وهذا الامر يكون موجهاً ضد الاخر بهدف أستغلاله أو أخضاعه مما يتسبب في أحداث أضرار ماديه ومعنويه للافراد والطبقات والدوله أيضاً , والجدير بالذكر أن الذين يتخذون من العنف وسيله للتعبير عن أرائهم واسترداد حقوقهم ألمغتصبه حسب مايدعون هم من المتعصبين في هذا الجانب الى درجه قد تصل الى مرحلة الجنون لان ألتعصب يحمل مشاعر سلبيه أزاء الغير ويبوحون عن هذه الكراهيه والعدوانيه ألتي يحملوها للطرف الاخر الى المقربين أوبعض الاشخاص الاخرين ممن ينتمون الى جماعتهم نفسها ولا يتجهون الى التعبير عن مشاعرهم هذه خارج حدود هذه الجماعه مما يقود هذا الشخص او الطرف المتعصب الى تجنب ألجماعات الخارجيه والتي هي موضع الكراهيه والعمل على تمييزها حيث يأخذ على عاتقه السعي الى منع أعضاء الجماعات الخارجيه من الحصول على التسهيلات والامتيازات في أماكن معينه وحتى من أخذ حقوقهم السياسيه , وعندما لايكون هناك فائده من ألتجنب والتمييز يلجأ الى الهجوم الجسماني على أعضاء الجماعه موضوع الكراهيه وألتي تؤدي بدورها الى الاباده أو الافناء وهذه بالطبع هي المرحله النهائيه للعداوه والكراهيه بين الافراد والجماعات .
أن ماذكر سابقاً من أستخدام للعنف والتعصب في حل القضايا العالقه بين الاطراف التي تختلف في الرؤى والافكار تجده قد نمى وترعرع في أحضان ألفهم الخاطئ للدين وتفسير الكثير من ألايات القرأنيه بعيداً عن سياقاتها ودلالاتها ومضامينها الحقيقيه وكل هذا بسبب عدم أهلية من يتصدى لذلك وأنتهاجهم لخياراً جديد ومفهوم جديد عرف بالتكفير فكل من يعترض مصالحهم هو كافر, والديمقراطيه نظام غربي دخيل جاءنا من مجتمع كافر ولايجوز الاخذ به , والاحزاب فكره غربيه , والانتخابات مشروع غربي لايجوز للمسلم تبنيه , والمرأه كلها عوره ... وغيرها من الخزعبلات ألتي لاتمد للدين بأي صله وانما الغرض منها هو تحقيق مصالحهم الخاصه ألتي لم يستطيعو أن يؤمنوها الا من خلال هذا الطريق ألذي بدوره يعمل على تكفير الجماعات الاخرى المنافسه لهم وفي ظنهم أن الخاسر الوحيد هو الفرد الذي ينتمي الى الجماعات المعاديه حسب تعبيرهم والذي بسببهم أصبح يعيش في عالم الغاب الذي يحكمه البقاء للاقوى , وهذا هو ألخطئ الكبير لأن الخاسر الاكبر هو الاسلام ككل لان هذه التصرفات عملت على نفور الناس من الدين الاسلامي وعملت على تشويه صورته السمحاء وأصبح المسلم محل شبهه في كل مكان يذهب أليه وهو صورة الارهاب الاول في نظر الغرب بسبب تبني هكذا مفاهيم ولا ننسى تأثيره على الدوله من ناحية التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه وحالة الفوضى ألتي يعيشها ألفرد داخل الدوله وايضاً على الوضع السياسي حيث تجعل من الافكار ألتي تطرح هي جميعها محل خلاف من قبل الطرف الاخر وهذا هو مانمر به حالياً فقد وصل الحال بنا ألى ما يعرف بالتشرذم السياسي .
من خلال ماتقدم يجب على كل الاطراف أن تفوت الفرصه على هذه الجماعات وتعمل على وضع أليات وحلول واقعيه والوقوف ضد تجذر هذه الظاهره في مجتمعنا العراقي الذي أصبح يعيش حاله من النظام الديمقراطي الجديد وألذي لانريد أن نفقد الثقه به بسبب أطراف تريد أن تقصي الجميع وتعمل على تهميش الجميع بسبب مايطرحه من أفكار أو ممارسات فنحن نحتاج الى منظومه سياسيه متكامله تعمل على كسب رضا ألناس من خلال البرامج ألتي تضعها من أجل خدمتهم ويصبح السباق في مجال تقديم الخدمات وتطوير مستوى أداء الاجهزه الحكوميه وعند القيام بكل هذا فالمواطن ألعادي هوالذي سوف يقيم ألفرقاء وحسب قوة وفاعلية برامجهم المطروحه لا على حساب منطق القوه والهمجيه ألمنتشره حالياً في العمليه السياسيه .