انضمام العراق للمناورات العسكرية في الأردن وعلاقة ذلك بما يدور في المنطقة/عبد الامير محسن ال مغير
Thu, 30 May 2013 الساعة : 0:46

جميع المراقبين للأحداث في الشرق الأوسط يرون بان ما اعلن عنه في قناة العراقية يوم 26/5/2013 بمشاركة العراق في تطبيقات عسكرية برية ستجرى في الأردن والتي تأتي ضمن المخطط الغربي لممارسة الضغط على سوريا كما ان تلك التطبيقات تأتي أيضا استكمالا للمناورات البحرية التي جرت أخيرا في الخليج واشتراك فيها كافة أعضاء حلف الناتو ومجلس التعاون الخليجي وسيشترك أيضا في مناورات الاردن كافة الأنظمة السياسية ذات الارتباط العسكري بالولايات المتحدة كحلف الناتو وأعضاء مجلس التعاون الخليجي وكذلك الدول السائرة في ركاب الغرب وان موافقة القوى الغربية باتجاه الحل السلمي في سورية جاء بنتيجة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري واقتناع الغرب بانه لا يستطيع ان يحقق من خلال الفتنة التي اشعلها في سوريا الأهداف التي كان قد رسمها مما حمل تلك القوى ان تتخذ موقفا تكتيكيا جديدا بالنسبة للمسألة السوريا ومن هنا فلا بد للعراق وحكامه الديمقراطيين ان يدركوا بان الولايات المتحدة خرجت مرغمة من وطننا ولا يمكن لها ان تعود لاحتلاله مرة أخرى صحيح ان اهم ما تستطيع القيام به الدفع ببعض دول الخليج بمحاولة اشعال فتنة طائفية في العراق تشبه لما حصل في سوريا واي علاقة في امريكا هي سلاحا ذو حدين وقد مرت منطقتنا العربية منذ اكثر من ستون عاما بسلسلة من التجارب مع الساسة الامريكيون أصحاب مقولة سياسة العصى والجزرة التي تمد بوجه الشعوب وربما كانت تجربة حسني مبارك وصدام خير مثال على ذلك حيث أمريكا اتخذت مبارك صديقا لها في بادئ الامر لتنفذ عن طريقه ما سمي بسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني على اثر معاهدة كامديفد ولكننا رأينا ما حصل لحسني مبارك أخيرا حيث هي التي كانت تضغط بتقديمه للمحاكمة محمولا على (سدية) بين الموت والحياة ومغميا عليه ولا يستطيع الدفاع عن نفسه خلافا للشرائع السماوية او الوضعية اما صدام فلا يختلف اثنان مطلعين بان أمريكا هي التي ورطته بحربه ضد ايران وانه اعترف بذلك بعد اختلافه مع ال سعود عندما قال بان فيصل ال سعود وزير الخارجية زاره عندما كان في منتجعه وقال له حكام السعودية يخصونكم بالسلام ويطلبون تخليصهم من الثورة الإيرانية وهذين الحاكمين راينا كيف كانت نهايتهما ولكن بالمقابل فان الدول ذات النهج الاستقلالي التي تنتهجه شعوبها وحكامها تختلف تماما عن ما تؤول اليه الأمور عن من ينضمون الى فلك القوى الغربية صحيح ان تلك الشعوب تحاصر وتتعرض لمختلف أساليب الالتفاف كما حصل لفنزولة وكوبا وايران وسوريا حاليا ولكن بالحصيلة تبقى تلك الشعوب شامخة ومرفوعة الراس والعراقيون الذين دفعوا ثمن خضوع صدام لأحابيل الغرب حفظا لحكمه جرى تورطهم بحربين لا ناقة لهم فيهما ولا جمل وخسروا الملايين من البشر واذا كان لا بد لذلك من تضحيات فليضحوا حفظا لوحدة وطنهم وشعبهم بوجه العملاء المدفوعين لتنفيذ مشروع بايدن بتقسيم العراق خيرا من ان يدفع بهم بحرب جديدة ضروس باتجاه ايران نيابة عن قوى دولية وإقليمية وعلينا ان ندرك بان الولايات المتحدة لا يمكن ان تيأس في تخطيطها باتجاه الوصول للأهداف الاستراتيجية التي تضعها تأمينا لحماية إسرائيل في الشرق الأوسط وبنظر كافة المخططين الاستراتيجيين بان الطريق الذي تختاره الشعوب وبإرادة حرة خيرا من الطريق الذي يفرض عليها حيث تتداخل الخنادق في الحالة الأولى وينال منك الأعداء ومن قبل أناس يظهرون لك الود والصداقة ويخفون السم الزعاف ويؤكد أولئك المخططين ان رفع البند السابع عن العراق لا يمكن الوصول له رغم ان العراق قد نفذ جميع التزاماته لان الولايات المتحدة لا تريد ذلك ويضيف اخرون بان ما يسمى بالمظاهرات السلمية هي نوع من ممارسة الضغط أيضا مدفوعة من قبل القوى الغربية وعملائها في المنطقة وان التطبيقات الغربية التي تجري الان في الخليج والتي ستجري في الأردن ذات هدف دولي ستراتيجي واضح للوقوف بوجه القطب الدولي الثاني المتنامي في العالم والممثل بروسيا الاتحادية والصين وايران ودول البريكس وتتضح الصورة لمراقبي الاحداث في منطقتنا يوم بعد اخر حيث عندما قامت الولايات المتحدة وحلفائها بتطبيقاتها البحرية في الخليج للضغط على ايران بزعم التدريب على رفع الألغام في حين علقت الصحف الروسية بقولها ان تلك التطبيقات تجري بزرع الألغام وليس رفعها وبمقابل تطبيقات ذئاب الغرب البحرية في الخليج يقوم الاسطول الروسي بتطبيقات بحرية في بحر ايجه حاليا قبال السواحل التركية ولا بد ان يضع المتتبع للأحداث نصب عينه كيف ابتدئ ما سمي بالربيع العربي واستهدف دولا ذات انظمة جمهورية بغض النظر عن نوع مؤسساتها وهذا ناجم بفعل المخطط الغربي لنهب خيرات الشعوب وراينا في حينه كيف ان دول مجلس التعاون الخليجي اتخذت قرارا بضم مملكتي الأردن والمغرب الى ذلك المجلس رغم ان ذلك القرار او الاقتراح كان يثير الضحك حيث ولد ميتا لا نه يفتقد لكثير من المقومات سواء الجغرافية او السياسية او الاجتماعية ولكن دول الخليج كانت تقصد تحصين نفسها امام ثورات الشعوب وتحاول ان تستجمع قواها وراينا كيف ان الولايات المتحدة أيضا استجمعت بكلتا يديها وقبلها بريطانيا الفلسطينيين والصهاينة معا وأصبحت خصم باعتبارها حليفا ومؤسس لإسرائيل وحكم لفظ النزاع طبقا لمزاعمها ولم تكن ما سميت بالجامعة العربية والذي تجاوزها الزمن كمنظمة إقليمية والحكام العرب الذين قد انتهوا مرحليا سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي الا أدوات للتنفيذ مما مكن قوى الشر ان تفعل فعلها وان تستمر عملية الالتفاف على ما سمي بلعبة ثورات الربيع العربي ولحد الان والعراق اذا ما أراد ان يضمن مصلحة شعبه ووحدة تراب وطنه ان يعي ابعاد التآمر الخطير من شعوب ودول هذه المنطقة بتفتيت دولها ودفعها للاقتتال فيما بينها على أساس طائفي وان التعامل الجاد مع المعسكر المحب للسلام والمدافع عن حرية الشعوب ونهجها الاستقلالي والذي عرف تاريخيا في التمسك بمساره السياسي طبقا لما تمليه مبادئ القانون الدولي وشرف التعامل الدبلوماسي والممثل بروسيا الاتحادية والصين وايران ودول البريكس كقطب جديد يبشر بملامح نظاما دولي يؤمن للإنسانية كرامتها وحفظ خيراتها وان هدف الولايات المتحدة في العراق الان هو استمرار تدفق النفط للمصانع الغربية بعد توقف النفط الإيراني على اثر المقاطعة التي فرضها الغرب على ايران وكذلك لأمريكا موقفا من العراق الان يتعلق بالمسالة الكردية وليس من العدل والانصاف ان يمر الشعب العراقي المظلوم وطيلة قرن تقريبا مثقل بأحابيل الغرب في حين ان أصدقاء اثبتوا اخلاصهم لهذا الشعب وثبت ان أي تصرف سياسي يصدر عنهم يقترن بشرف الكلمة صحيح ان طبقة من الطفيليات الرأسمالية التي شمرت عن ساعدها بعد احداث 2003 لتضع يدها على أموال طائله وكل تلك الأموال هي من السحت الحرام وان تحالفها المستمر مع المعسكر الغربي يحمي مصالحها ولكن تلك الطغمة تتخلى عن اقدس الأهداف والمبادئ اذا ما اقتضت مصلحتها ذلك والمسالة هنا بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة لا يراد لتحديد ابعادها الضارة لمجمل أوضاع الوطن العربي ان تحدد بفكر مضني ولكن يمكن ان يدركها أي مبتدأ في العلوم السياسية فلمدة عشرة سنوات مضت والجيش العراقي لم يسلح من قبل أمريكا الا بنسبة ثلاث طائرات هيلوكوبتر مدرعة وقيل في نشرة الاخبار التي عرضت ذلك قبل مدة أسبوع ان ما سلمت هي الطائرة الأخيرة من اخر عقدا موقع بين العراق وامريكا لتسليح الجيش العراقي مع ان من يملك المال يملك مقدرات نفسه كما يقولون وممارسة سبل الضغط على العراق واضحه كل الوضوح من خلال المماطلة بعدم تسليح الجيش وعدم رفع البند السابع وكان نضال العراقيين فيما مضى استمر لعشرات السنين بوجه الهيمنة البريطانية واستطاع ان يتنفس الصعداء بعد ثورة 14 تموز 1958 حيث حقق نهجا استقلاليا في كافة السبل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الا ان ذلك النهج قد انتكس بانقلاب عام 1968 ببسط نفوذ الولايات المتحدة على العراق ومع هذا ان تسليح الجيش بقي مستقلا عن هيمنة ذلك النفوذ وربما الوسيلة الوحيدة لإنقاذ مستقبل العراق بنظرنا ان ينطلق حكامه من الاوضاع التي تسود المنطقة العربية الان والالتفات لما سمي بتوحيد قيادة القاعدة في كل من سوريا والعراق وانتهاج سياسة تتوخى الاستقلال الاقتصادي في بادئ الامر بإعادة خط انابيب بانياس القديم عبر الأراضي السورية الى البحر الأبيض المتوسط ولا بد ان يضع الحكام العراقيون الان نصب اعينهم تجربة خط تصدير النفط عبر الأراضي السعودية والذي كلف العراق المليارات في عهد صدام وقد أقيم هو وخط جيهان التركي بالضد من مصلحة الشعب العربي السوري ابان حرب صدام مع ايران وقد قامت السعودية أخيرا بمصادرة خط الانابيب المقام عبر أراضيها وطبيعي ان رهط حراس النفط في الخليج لا يستطيعون فعل شيء ما لم يرد اليهم ضوء اخضر من الولايات المتحدة وقد تناقلت الانباء أخيرا على اثر انتصارات الجيش العربي السوري بإقامة حلف بين السعودية وأوردكان تنضم الية إسرائيل فيما بعد واي منظمة او حلف غربي يقام في هذه المنطقة يعتبر بادرة شؤم على الشعب العربي حيث كفانا ما اصابنا من ضيم خلال القرن الماضي وبداية هذا القرن فالولايات المتحدة النهج الذي تفضله هو إقامة الاحلاف والتكتلات ومن خلالها تهيمن على الشعوب وتدعم الحكام الرجعيين وتعتبر تلك الدول اسوء أنظمة موجودة الان في المنطقة ونكرر بان لا يمكن لأنسان عربي ذكي وشريف المقصد ان ينتظر من الولايات المتحدة أي توجه لتسليح أي من الجيوش العربية حيث يشكل ذلك التسليح خطر على إسرائيل كما ان الولايات المتحدة ما يشغلها دوليا بالدرجة الأولى الان مواجهة التطور العسكري المتسارع للعملاق الصيني في جنوب شرق اسيا وكيفية معالجة الممانعة الروسية المستمرة بوجه إقامة الدرع الصاروخي الأمريكي على حدودها والمشاكل التي لا حصر لها داخل المجتمع الأمريكي الذي اخذت تظهر عليه بوضوح ملامح التحلل السياسي وللمثقف العربي اذا أراد ان يطلع على دقة ما يدور في ذلك المجتمع من صراع بين زمرة من الحكام التي تهيمن عليها العصابات الصهيونية وعموم الشعب الأمريكي وعلية ان يقرئ كتابي جون بريكنز وهو بعنوان القاتل الاقتصادي والكتاب الثاني للمؤلفة سوزان لينداور وموضوعه احداث سبتمبر وابراج نيويورك وعلاقة الموساد الصهيوني بذلك وبعدها يدرك مدى الفضائح التي يواجهها الساسة الامريكيون الان ومثل ذلك وكما ذكرنا علامات بدء الانهيار للإمبراطورية الامريكية اما ما سيحصل في سوريا وبأجماع اكثر المحللين الاستراتيجيين فان ما يسمى بائتلاف الدوحة ومجلس إسطنبول سيسود التشقق وبشكل واسع بين تلك الزمر حيث افتضحا بان نهجهما يستهدف تدمير الوحدة السورية ارضا وشعبا ويتحول جهدهما الان الى عرقلة حصول مؤتمر جنيف – 2 ولكن ذلك المؤتمر سينعقد وسيوضع حد لتلك الفتنة حيث ادرك الراي العام العالمي والاقليمي والسوري بان ما جرى هو طبخة تأمريه دولية تقودها الولايات المتحدة وبريطانية وفرنسا وادواتها كل من اوردكان وشيخ قطر وال سعود استكمالا لتدمير الجيش المصري والعراقي لصالح الصهاينة وسيعاد انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لان الشعب السوري يجمع على حسن قيادته فلا يمكن ان يتأتى خيرا لسوريا من عدو كاوردكان وزمرته الذين استهدفوا منذ البدء تمزيق سوريا وتفتيت وحدتها الى دويلات فاوردكان هذا الحليف الرسمي المعلن لإسرائيل وعدوا العرب الأول لا يمكن ان يرجى منه خيرا اما العدو الثاني لسوريا ولهذه الامة هو (دمية) قطر صاحب المليارات والأسلحة لقتل السوريين وان الاجتماعات لأولئك المتآمرين في كل من الدوحة وإسطنبول سوف لن تجدي نفعا لإنقاذ العملاء وزمرهم والطريق الوحيد الذي يستطيع الحكام العرب ان يخلصوا انفسهم من خلاله من اخطبوط السياسة الغربية هو إعادة النظر ببنية الجامعة العربية كمنظمة إقليمية وتحويلها الى نوع من الاتحاد ورفع القيود عن تنقلات المواطنين العرب فيما بين اوطانهم وبناء ثقة رصينة بين أولئك الحكام والشعوب تقام على أساس مصلحة المواطن العربي وسلامة وحدة الأوطان وصون كرامة الشعوب وخلاصة القول ليس من مصلحة العراق مطلقا اشتراكه فيما يسمى بالتمرين العسكري الذي ستجريه الولايات المتحدة ورهطها في الاردن.