ضبّاط عِرَاقيون عمالقة في الذاكِرَة 2- طالب شغاتي الكناني/حميد الواسطي

Tue, 28 May 2013 الساعة : 1:00

بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَنِ اٌلرَّحيمِ الضابط العِرَاقي الألمَعي/ طالب شغاتي الكناني ..الحائِز عَلَى المَرتبات الأولى في كُلّ دوراتهِ العسكريَّة. أمَّا بَعدُ، وَإذا كانَ آمِر فصيلي (الفصيل الثاني / سرية خالد بن الوليد) في الكُلِّيَّة العسكريَّة خضر علي نصار العامري مُعجَباً وَيَمدح دائماً عامر أحمد بكر الهاشمي كمَا أسلَفت في مقالاتٍ سابقة وَالقول للعامري: `عامر الهاشمي هُوَ أحسَن ما خلقَ اٌلله مِن ضبّاط المشاة` وَقالَ أيضاً: `أنا نِسبَة واحد مِن عشرين (مِن ذكاء عامر الهاشمي.` فكذلِك الحال مَعَ آمر بطريتي (البطرية الثانية) كتيبة صواريخ – سام 6 كافدرات – 155 النقيب – وقتذاك – شاكر عباس لفتة الأسدي مِن دورة 48 كانَ مُعجباً بصديقهِ الضابط الموهوب طالب شغاتي.
كانَ شاكر الأسدي وَعَلَى الدوام يذكر لي بعض صفات أو مُمّيزات وَحتى بعض الظروف الخاصَّة الصعبَة!! للضابط العِرَاقي المِثالي وَالعصامي النقيب الألمعي طالب شغاتي (غير مُتأكِّد تمَاماً مِن أيِّ دورة في الكُلِّيَّة العسكريَّة؟ وَلَكِن عَلَى الأرجَح: 49) وَأهَم ما لفتَ نظري وَنال إعجابي به – أنا كاتب السُطور – أيضاً هُوَ عصاميَّة وَذكاء طالب شغاتي، وَأنه يَحصل دائماً عَلَى المرتبة الأولى وَبلا مُنازِع في كُلِّ دورةٍ عسكريَّة يدخلها أو يشترك فيها.
في النصف الأوَّل مِن عام 1980 كُنت قد ترقيّت في 6 كانون الثاني (يناير) مِن تِلكَ السنة إلى رتبة ملازم أول (أنا مِن دورة 55 كُلِّيَّة عسكريَّة) وَكُنتُ أشغل منصب آمِر رعيل قاذفات صواريخ وَكانَ آمِر بطريتي النقيب شاكر الأسدي مشتركاً في دورةٍ عسكريَّة في معسكر التاجي (دورة صنف أو ترقية. وَقد إشتركَ مَعَ وجبتهِ في الدورة ما يُقارب 30 ضابطاً مِن مختلف بطريات الدفاع الجوي) وَلأني – كاتب السُطور – كنتُ أقدَم ضابط بَعدَ الآمر فأصبحتُ وكيلاً لآمر البطرية (أو آمر البطرية بالوكالة) وَكانَ مقرها آنذاك أيضاً في معسكر التاجي (حوالي 30 كيلو متر شمال بغداد)
كانَ آمِر البطرية النقيب شاكر الأسدي وَابان إشتراكه بالدورة يزورني، وَأيضاً ليَطلِّع عَلَى أحوال البطرية في كُلِّ اُسبوع مرتيَن أو ثلاثة.. وفي اِحدى زياراته سألتهُ عن وضعه في الدورة وَدعوت لهُ (اٌلله) أن يكون الأوَّل عَلَى الدفعة (الدورة) ففاجأني الرائد شاكر ضاحكاً وَهزَّ يَده وَرأسه وَيائساً وَقال: `الأوَّل محجوزاً إلى طالب شغاتي.` علماً أنَّ النقيب شاكر هُوَ ضابط كفوء وَذكي وَشخصيَّة مُحترمَة فقلت له وَهل طالب شغاتي مَعكُم في الدورة؟ (لأنَّ آمِر البطرية كانَ قد يذكره لي في الأوقات السابقة) قالَ: `نعم` (وَحتى تِلكَ اللحظة فأنا لَم ألتقي أو أرى طالب شغاتي وَلكِن فقط أسمَع عنه) ففرحت وَبنفس الوقت خطرت ببالي فِكرَة لتكون إكراماً له كمَا أنها مناسبة طيِّبَة أن ألتقي به فقلت للنقيب شاكر ..أنتَّ وَجميع زملائك الضبّاط في الدورة مدعوِّين عندي لوليمة غداء في الاُسبوع القادم هُنا في البطرية وَحتى تبلّغهم مِنَ الآن وَلكن النقيب شاكر عرفَ بأنها عامَّة لكُلّ الضبّاط بَيدَ أنها خاصَّة للضابط المُتميِّز النقيب طالب شغاتي. وَبَعدَ نقاش قبَلَ النقيب شاكر الدعوة وَفرحَ بها وَنالت تقديرهُ الفائِق وَإعتبارهُ العالي. وَقد حدَّدنا يوم الدعوة وَأعطاني كلام (وَعَد) بأنه سيجلبهم أو يأتي بهم جميعاً وَبدون إستثناء.
وَقد حرصت أن يكون طالب شغاتي مِن بَينَ الحضور في الدعوة (وَفي الباطِن كانت الدعوة له، فضلاً عن تقدير وَإعتبار للنقيب الأسدي أن يدعو وكيل الآمر في بطريتهِ الضبّاط المشتركين مَعهُ في الدورة خصُوصاً وَأنَّ بعضَ الضبّاط جاءوا مِن بطريات في مُحافظات بعيدة وَيُعتبرون ضيوفاً عَلَى ضبّاط بغداد) وَلأني أحببت رُؤية طالب شغاتي بشكلٍ خاص؟ لكثرة ما سمعت عنه وَمَا أعجبني فيه كمَا أسلفت مِن عصاميَّة وَذكاء..
وَبالرغم مِن كون الكتيبة فيها قاعة بهو (مطعم الضبّاط) كبير وَمؤثث وَكانَ فيها طبّاخين جيِّدين وَلَكِن أحببت أن أجعل الوليمة بإسمي شخصيّاً وَكأنها في داري الخاصَّة (وَلَم يكن ممنوعاً عَلَىَّ رسمياً أن تصرف تكاليف الدعوة مِن نثريَّة – ميزانية – البطرية) إلاَّ أني آثرت أن تكون خالِصَة مِن نفقتي الخاصَّة) وَأنَّ طبخ الغداء جرى في دار سكناي وَفي يوم الدعوة إستأذنت مُساعِد الكتيبة النقيب سليمان يوسف أحمد الثويني التكريتي (مِن دورة 49) بأن أرسل عجلة – ايفا لأنَّ الواز لَن تكفي !!– عسكريَّة مَعَ أحَد ضبّاط البطرية ليجلب طعام الغداء للضبّاط المدعوين فأرسلت ملازم صبيح الدليمي ليَستلِم طعام غداء جاهزاً في قدورٍ كبيرة وَأواني اُخرى وَصواني حلويات نعوش الشهيرة وَالببسي كولا وَأنواع مِنَ السكائر الفاخِرَة مِن والدي (المرحوم) الَّذِي أشرف حينها عَلَى الطبخ وَتجهيزه.
وَلمَّا حضرت الدعوة جاء النقيب شاكر الأسدي وَمعه جميع ضبّاط الدورة وَبجانبهِ مباشرة النقيب طالب شغاتي.. وَقد أشر لي شاكر الأسدي وَبإبتسامتهِ المعهودة وَبعينهِ هازاً رأسه عليه؟ أنه هُوَ (هذا النقيب طالب شغاتي) فكنت اَنظر إليه نظرة مَحبَّة وَإعجاب وَالتقيت بذلِكَ الإنسان العصامي المُكافِح وَالمفخرة وَصاحب الذكاء الخارِق.
وَلعلَّ كُلّ ضباط الجيش العِرَاقي الَّذِينَ إشتركوا في دورات عسكريَّة عَلَى قناعةٍ تامّة وَيتفقون معي `طوعاً أو كرهاً` بأنه إذا كانَ طالب شغاتي في الدورة مَعهُم فعليهم أن يتنافسوا عَلَى المرتبة الثانية فما دون؟! لأنَّ المرتبة الأولى محجوزة بجدارةٍ وَإستحقاق ﻟلضابط العملاق طالب شغاتي وَبلا مُنافِس أو مُنازِع.. وَراجع أيضاً :
ضبّاط عِرَاقيون عمالقة في الذاكِرَة 1- منذر عبدالرحمن إبراهيم الأعظمي بقلم: كولونيل حميد الواسطي

Share |