هَلْ العِرَاقيون القتلى في حرب الخليج مَعَ إيران شُهداء؟! وَلماذا نصب (الشهيد)!؟/حميد الواسطي

Sun, 26 May 2013 الساعة : 23:42

بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَنِ اٌلرَّحيمِ اللَّهُمَّ لا تجعلني في هذِهِ الفتنة قاتلاً أو مقتولاً.. كانَ هذا دُعائي في السِرّ (!) خِلالِ مُشاركتي لمُدَّة سنتيَن تقريباً في جبهَة الحرب العِرَاقيَّة الإيرانيَّة؟؟ لأنَّ العِرَاقي (أو العربي المُرتزِق) المقتول فيها لَيسَ شهيداً، وَ أمَّا القاتل فمُجرم "طوعاً أو كرهاً" !!

" ن وَالقلَم وَمَا يَسطرون".. وَ أقول مُبتعداً ما شاءَ اٌلله عن الباطِل الَّذي يَبور، وَ مجتهداً بإتباع الحقّ الَّذِي لا يَغور وَ الدوران حَولَ الحقيقة حيثمَا تدور (مُدبلَجَة مِن قولَةِ رسول الله صلّى الله عليه وَاله: "عليُّ مَعَ الحقّ وَ الحقّ مَعَ علي يَدور مَعهُ حيث يَدور") أنا الواسطي حميد سليل سطيح صاحب القول الفصيح، وَ لا يصح إلاَّ الصحيح، وَ الَّذِي قرَأ بالفِطرَة مِنَ الناسِ إلى السَّبعِ المثاني وَ لَيسَ لقلمهِ في عصرهِ ثاني، قرين الغبن وَ شريك الأحزان وَ خِادم لحقوق الإنسان وَ الحيوان، وَ مُقدَّم اِنتفاضة شعبان. وَ أرسم الكلِمَة وَ مَعي جليس للحقِّ أنيس، وَ لاَ يُشترى قلَمي بذهب وزنه جبَل أبي قبيس!!

أمَّا بَعدُ، هذِهِ المقالَة ستستعرض بإيجاز أنَّ العِرَاقيين اٌلَّذِينَ قُتلوا في حرب الخليج مَعَ إيران (1980 - 1988) لا يُعتبرون شُهداء – للدفاع عن الوَطن أو الشعب أو العرض أو المال أو حتى الدفاع عن النفس.

العِرَاقيون اٌلَّذِينَ زجَّهُم الرئيس الراحل صدام حسين "طوعاً أو كرهاً" لحربٍ غير مُبرَّرة مَعَ إيران وَ لا أقول بأنَّ العِرَاقيين أو الجيش العِرَاقي أو النظام بقيادة صدام حسين كانَ بالإمكان تجنب تِلكَ الحرب فحسب وإنما صدام هُوَ الَّذِي خطَّطَ لخوضها مَعَ سبق الأصرار وَ مُعتدياً بشكلٍ صارخ وَ سافِر وَ وَقِح راجع:
صدام حسين كانَ هُوَ المُعتدي وأشعلَ فتيل الحرب مَعَ إيران بقلم: حميد جبر الواسطي
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-148794.html

الحرب العِرَاقيَّة – الإيرانيَّة كانت في الحقيقة حرب عنصريَّة عرب ضد فرس وَ طائفيَّة سُّنة ضِدّ شِيعة؟! وَ رُبَّ سائِل يَسأل: أولَيسَ أنَّ أغلَب الجنود العِرَاقيين الَّذِينَ خاضوها كانوا مِنَ الشيعة؟ أقول: صحيح وَ لَكِن أغلَب الضبّاط وَ القادة كانوا مِنَ السُّنة !؟ وأنَّ أغلبيَّة الجيش العِرَاقي خاضوها خوفاً وَ كرها!!. بَيدَ أنَّ العِرَاقيين الَّذِينَ شاركوا فيها كمُعتدين وَ إن كانَ أغلبهم وَ كمَا أسلفت مُكرَهين مِن قِبلِ الطاغية أو صدام الديكتاتوري وَ لَكِن قتلاهم لا تنطبق عليهم بأيِّ شكلٍ مِنَ الأشكال صفة الإستشهاد.. اٌقرأ:
عزم إيران مُطالبَة العِرَاق بتعويضها عن خسائِر حرب الثمان سنوات!! رَدّاً عَلَى عزة محي الدين بقلم: حميد الواسطي
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-152882.html

وَ ليت شِعري أن أعرف كيف يُمكِن إعتبار الجيش العِرَاقي وَ القوَّات المُسلَّحة الاُخرى كالجيش الشعبي مثلاً الَّذِينَ قتلوا في الأراضي الإيرانيَّة وَ هم ذهبوا كغزاة وَ مُعتدين لقتل الفرس أو الشيعة في إيران شُهداء؟! بَينما كانَ ذلِكَ الجيش أو القوَّات المُسلَّحة الصدَّامية مِنَ المُمكن أن يخوضوا حرباً يُمكن إعتبار القتلى فيها شُهداء؟ وَ ذلِكَ عِندمَا جاءت قوَّات الإحتلال الأميركيَّة وَ المتحالفة في مارس / آبريل 2003 لغزو أو إحتلال العِرَاق؟؟ وَ عَلَى أساس أنَّ العِرَاقيين أو الجيش الصدَّامي يدافعون عن الوَطن وَ الشعب وَ العرض وَ المال وَ الكرامة وَ الوطنيَّة وَ مَا يدخل في نطاق ذلِك، بَيدَ أنَّ أغلبهُم وَ خصوصاً في بغداد وَ كانوا ملايين مِن قوَّات الحرس الجمهوري وَ الحرس الخاص وَ قوَّات الطوارئ وَ جيش القدس وَ غيرهم قد هربوا مِن 160 ألف علج وَ كالأرانب وَ الفئران إلى الأحراش وَ الجحور وَ البالوعات !؟

وَ في الخِتام، إذا ما اُعتبرَ العِرَاقيون القتلى في الحرب الباطلة وَ غير المُبرَّرة مَعَ إيران هُم معتدون عَلَى الإيرانيين – طوعاً أو كرهاً – وَ أنها كانت حرب عنصريَّة وَ طائفيَّة؟؟ لذا يَجب هَدِم وَثن الفتنة أو ما يسمّى ﺑ " نصب الشهيد " القائم ببغداد عَلَى شارع فلسطين؟ لأنه نُصْب وَصَب أشَّبَ بَينَ العرَب وَالفرس أو بَينَ المُسلمين السنة وَ الشيعة !! وَ هدمهِ؟ هُوَ جزء مِن إعتذارٍ عِرَاقي لإيران وَ إيذان وَ إعلان لنبذِ العنصريَّة الظالِمَة وَ الطائفيَّة القذِرَة في كُلِّ مَكان وَ زمَان... مِن قلم : الكولونيل / الجنرال الكاتب حميد جبر الواسطي – مُقدَّم انتفاضة آذار 1991 العراقيَّة الشعبيَّة الشعبانيَّة .

Share |