عقم سياسي .. وأمل.!/صادق العباسي
Sun, 26 May 2013 الساعة : 23:12

هي ازمة جديدة قديمة بدأت في مطلع تشكيل الحكومة عام 2010, حين اسدل الستار عن نتائج الانتخابات البرلمانية ليعلن عن فوز القائمة العراقية حينها , ومنذ ذلك الوقت اشتعلت شرارة الصراع بين القوائم ,وبرزت اول مفردة تدعو الى (التأزيم) وهي الخلاف حول تسمية القائمة الفائزة فبرزت (الكتلة ), على عكس ما هو معروف لدينا .
فُوض الامر الى المحكمة الاتحادية , لتبت بهِ وجاء رياح قرارها بما تشتهي سفينة القائمة التي كان بطلها بامتياز, "رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي" ولكن الشرارة لم تنطفئ , وتم ترحيل الامر الى الجلسات الخاصة والابواب المغلقة وكانت اتفاقية اربيل, التي يكتنفها (الغموض) الى يومنا هذا , وبعدها سارت الاحوال والامر على نفس الحال يسير بطريقة ( عرجاء) , ولم تحسم جميع الخلافات بين الكتل الفائزة , بل برزت صراعات اخرى , وبدأت لعبة التسقيط السياسي , التي دفعت ثمنها العملية الديمقراطية الفتية في العراق الكثير , وكان الشعب العراقي هو الخاسر الاكبر من هذه المناكفات التي اخذت تتطور شيء فشيء للتحول الى مرض ينهش جسد العراق , بعد ما تم تهميش الاطراف الشريكة بمناصب شكلية, واشتعلت حرب اخرى هي الحرب الاعلامية الحامية الوطيس التي أخذت منحى اخر يلقي بظلاله سلبا على الفرد العراقي ولكن بنوع جديد يهدد حياة المواطنين فكل تصريح او خطاب سياسي لأي من قيادات الاحزاب المتناحرة على السلطة , يُترجم الى افعال على الواقع اليومي , فأصبحت ارواح المواطنين تزهق كضريبة للتشنج الاعلامي من قبل ساسة الكتل الحاكمة.
كل هذا وذاك من الممكن ان يتبدد , ويصبح العراق في طليعة الدول المتحضرة , سيما وانه يمتلك كل المقومات لذلك , ففيه من الخيرات والعقول ما لا يعد ويحصى , ومن الاموال كذلك , وسيكون هذا واقع ولكن حين ننصت للأصوات الوطنية , التي تدعوا الى الحوار مابين الساسة فحوارهم وتفاهمهم سينهي كل الازمات , التي صُنعت والتي جاءت نتاج للصراع على المناصب , ولنأخذ مبادرة السيد عمار الحكيم انموذجاً , فقد كانت ولا زالت دعواته مقبولة من الجميع ,ولعل دعوته الاخيرة الرامية لجمع كل القيادات في مكان واحد , ليبعثوا رسالة اطمئنان للشعب العراقي هي الاقرب للتطبيق ,ومن هذا المنطلق يجب على قياداتنا الموقرة , الانصات الى هذا الرجل كونه يحظى بمقبولية عالية من جميع الاطراف ..