الربيع العربي......صحوة عربية أم تغيير خارطة سياسية ؟/سامي العبودي
Sat, 25 May 2013 الساعة : 3:03

لعل رياح التغيير التي تشهدها بعض البلدان العربية لم تزل متخبطة بين ربيع عربي وبركان من الحمم الملتهبة ، والتي تحولت سيولها إلى انهار وأودية من الدماء،والتي أصبح من المستحيل السيطرة عليها ،حيث ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء ،وخلفت ورائها عشرات الآلاف من المشردين والمبعدين عن أوطانهم وديارهم .
كل ذلك في سبيل ما يقال عنه (صحوة الشعوب العربية) وهنا يتبادر في أذهاننا عدة أسئلة منها.
هل الربيع العربي في حقيقة الأمر أرادت الشعوب وحقها في التغيير أم أنها إرادة أمريكية إسرائيلية لتغيير خارطة البلاد العربية والإسلامية ؟
أذى كان كذلك ألم يكن الأجدر نجاح الانتفاضة الشعبية في العراق عام 1991ان ذاك ضد اعتى دكتاتورية مرت على اللانسانية ،على الرغم من ضعف النظام الحاكم في تلك الفترة وخروجه من حرب خسر فيها كافة قواه العسكرية وكان منهكاً،إضافة إلى سقوط اغلب مدن العراق بيد الثوار،لكن التخوف الأمريكي الصهيوني من المد الشيعي لم يسمح لهذه الثورة أن تنجح .
ومن جانب أخر :أين كانت تلك الشعوب مما يسمى (صحوة الشعوب)وهي تخضع لعقود من الزمن تحت وطأت الحكام الظالمين والماجنين ،ولماذا اختيرت بعض البلدان العربية دون غيرها ، وماهية الأسباب التي دعت إلى انتفاضة الشعوب في الوقت ذاته لكي تأتي متزامنة مع الإرادة الأمريكية ،وكأن العناية الإلهية قد خصت بعض البلدان دون غيرها في الوقت الذي جاء متزامناً مع التصعيد الأمريكي الإسرائيلي تجاه الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان،ومن جهة أخرى شر عنتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان المنتهكة في تلك الدول العربية متناسين قنابل الفسفور وأليورانيوم المنضب والتي دُفعَ ثمنها من قوت العراقيين ومازال لحد ألان يعاني منها الملايين من أبناء الشعب العراقي و لا تزال سببا في موت الآلاف من العراقيين.
أمريكا وإسرائيل دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط حتى أصبح دعمهم واضحاً وعلنياً للحركات الإسلامية المتطرفة ،وخصوصاً في تلك البلدان التي أرادت أمريكا إسقاط أنظمة الحكم فيها غير مبالين ولا مكترثين للذين يذهبون يومياً ضحية للإرهاب والتطرف والذي تتبناه تلك الحركات الإسلامية المتطرفة بدعم أمريكي إسرائيلي .
ومن جانب أخر لماذا لم يكتب النجاح للثورة البحرينية على الرغم من دخولها عامها الثالث ومازالت لحد ألان تقمع، وعلى مدى عمر الثورة بقيت تتمتع بتعتيم إعلامي مطبق، وأين دعم أمريكا للثورات التحررية في العالم ،ولِما لاتدعم أمريكا حركات التحرر في السعودية على الرغم من وجود انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان فيها،وأين مجلس الأمن من القضية الفلسطينية والمجازر المتكرر يوميا فيها .
ولماذا لم يكتب النجاح لثورات الربيع العربي سوى في البلدان التي لها تحالفات مع روسيا ،هل هذه الثورات في حقيقة الأمر هي لأجل ضرب المصالح الروسية في الشرق الأوسط ؟
إنها ثورات عربية لتغيير خارطة سياسية في شرق أوسطي جديد.
حرب مصالح وصراعات لدول كبرى يدفع ثمنها العرب تحت غطاء( الربيع العربي).
إيجاد شرق أوسطي خالي من التحالفات الروسية وبلاد عربية مبسوطة اليد لأمريكا وإسرائيل من خلال الإطاحة بأنظمة الحكم والتي تجد دعما من روسيا .
القضاء على المد الشيعي في المنطقة العربية وعلى رئسها إيران من خلال دعم التيارات الإسلامية المتطرفة، وإيجاد فرص التناحر تحت شعارات دينية طائفية مقيتة ،واستغلال الدين أداة وذريعة لتنفيذ إرادات كانت في السابق خفية عن الأنظار، وقتل الملايين من البشر تحت هذا الغطاء ،والكل يطبل لربيع الثورات العربية والتي وصلت إلى منحدر خطير ينذر بسقوط الدول العربية الواحدة تلوى الأخرى وتحول البلدان العربية إلى دول فوضوية بغياب النظام والأمن والاستقرار كي يسهل السيطرة عليها والتلاعب بمقدراتها ومصير أبنائها ، ولكي تكون أداة طيعة بيد إسرائيل وأمريكا وحلفائهم ،وتنفيذ كافة الأجندات والمخططات الصهيونية وعودة الدول العربية إلى مرحلة ما قبل الوصاية (الاستعمار).