قد ينتقدني البعض او يستغرب آخرون لعنوان موضوعي هذا ولكنني تعمدت ان يكون كذلك لكي اجلب الانتباه واثير حميةالبعض ممن لديهم الغيرة على مدينتهم وما تعانيه من نقص بل وسوء مستفحل للخدمات الصحية ، ولكنني اكاد اتجرع السم والوك اسناني للحديث وبكل صراحة عن الامرعلى الرغم من كونه يتعلق ببعض بل وباكثر الاخوة الشرفاء من اطباء وكوادر صحية ممن لاذنب لهم فيه اطلاقا وهم يعذروني حتما كما اتوقع لانني لااقصد الاساءة لهم اطلاقا، ولكي اوضح الحقيقة وبشكل جلي فسادخل في الموضوع مباشرة فأقول :-
يبلغ سكان قضاءالشطرة بحدود (380) الف نسمة وهو على حد علمي يعتبر من اكبر اقضية العراق واكثرها سكانا ، وعند الحديث عن الخدمات الصحية فيه فاننا نكون امام مشكلة كبيرة جدا تتمثل في وجود بناية صغيرة بمساحة تكاد لاتعادل مساحة مدرسة ابتدائية خصصت لتكون مستشفى يقدم الخدمة لابناء هذه المدينة المظلومة منذ عشرينات القرن الماضي ، يبلغ عدد اسرة هذا المستشفى بحدود ال(50) سرير ا وهو امر في غاية الغرابة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار المعايير الدولية التي تقول بانه يجب ان يخصص (100) مئة سرير لكل (100)مئة الف مواطن أي يفترض ان تكون سعة مستشفى الشطرة العام (اذا ماسميناه كذلك)بحدود(380) ثلثمائة وثمانون سريرا على الاقل .
لقد اثار انتباهي حديث السيد رئيس الوزراء يوم امس مع كوادر وزارة الصحة والذي امهل خلاله المسؤولين عن تنفيذ المستشفيات الكبرى فترة محددة لانجازها وتعهد بملاحقة المقصرين وقال بالحرف الواحد ماتصه ((إذا تم التقيد بمواعيد الانجاز لأحدثت هذه الخدمات نقلة واضحة في ما نعانيه من نقص في هذا المجال، الذي اضطر المواطن العراقي الى السفر للدول الاخرى لأغراض العلاج"، داعيا "المسؤولين في وزارة الصحة الى تقديم كشف كامل لما يواجهونه من عقبات في طريق عملهم(("..وهو امر يؤشر لدقة مانوهنا اليه من وجود نقص كبير يستدعي وضع الحلول السريعة له ، وقد القى سيادته بالكرة في ملعب المسؤولين في الوزارة ذاتها اذا صح التعبير لطلب انجاز المستشفيات واقتراح انشاء الجديدة منها وهو مايهمنا بالذات وماندعو لتبنيه وباسرع وقت ممكن.
اننا ومن منطلق الحرص على تقديم افضل الخدمات الصحية لابناء شعبنا نؤكد للسيد رئيس الوزراء ان( لامستشفيات في الشطرة ) بالمعنى الحقيقي بل هو مكان يتكدس فيه عدد قليل من الاطباء الذين تزدحم ابواب غرفهم وممرات البناية ذاتها بطوابير من المراجعين ممن لايجدون مكانا يسعهم ، وهم من ابناء القرى والارياف المحيطة بالمدينة وابناء نواحي الغراف والنصر والدواية بالاضافة لابناء الشطرة نفسها ، وقد رايت بام عيني كيف يوضع اربعة اطفال معا على سرير واحد ويضطر الاخرون لافتراش ارضية الغرف لضيق المكان ...... ولهذا فاننا ندعو السيد رئيس الوزراء للايعاز بانشاء مستشفى عام سعة 400 سرير متعدد الطوابق لغرض تلبية احتياجات هذه المدينة ومدن شمال ذي قار البعيدة عن مركز الناصرية وهو من ضمن صلاحياته ، علما بانه تم تخصيص قطعة ارض وبمساحة (25) دونم تقع على الطريق العام كوت/ ناصرية من قبل بلدية الشطرة لانشاء المستشفى المذكور وهي مسجلة باسم وزارة الصحة منذ اكثر من سنة ، الا ان الوزارة لم توافق على انشاء المستشفى من ميزانيتها وتقترح ان ينفذ من المنحة اليابانية الامر الذي حرمنا من تحقيق هذا الحلم الذي ننتظره منذ حوالي (7) سنوات حيث يراوح الامر في مكانه رغم المكاتبات والمراجعات المتعددة.
اذن هي دعوة للسيد رئيس الوزراء لا نقاذ ابناء هذه المدينة من المعاناة والايعاز بانشاء المستشقى المذكور ليكون هدية متواضعة لهذه المدينة التي تستحق الكثير .
واخيرا فانني اهمس في اذن السيد رئيس صحة ذي قار متى يبدا تنفيذ م الحوراء للولادة والاطفال في الشطرة الذي خصص ضمن خطة تنمية الاقاليم لعام 2012 والذي لازال مجرد سياج فقط منذ اكثر من ستة اشهر .
عبدالرزاق العبودي