اقليم الانفصال .. او .. القتال/محمد علي مزهر شعبان
Wed, 22 May 2013 الساعة : 0:59

كل من وقع عليهم الموت ، وكانوا على موعد مع سراق الحياة ، وهم في نزيف دائم ، يمد نهر الدم المسفوك ، اولئك يتسائلون .... أحقا بان القائد العام للقوات المسلحه ، وحامي ارواحنا وامننا ، هذا الرجل الذي لم يٌرهب ولم ينحني امام عواصفها ، نساق في عهدته الى الموت ؟؟ هل حقا نحن الاغلبية فعلام تقع علينا هذه النازلات الذي يندى لها الضمير ؟؟ علام هذا الصبر ، وسعة الصدر دولة رئيس الوزراء ؟ اي نتيجة تريد أن تصل اليها بعد هذه المكابرة ، وقد اعتلج الغضب في صدرك وبان في ملامحك ؟
ايها السيد .. العواطف والمشاعر تريد ، والعقل والروية تريد ، وبين الاثنين يعي مدرك النتائج وما ورائها . الابناء منحورون ، مقطعوا الاوصال على الطرقات ، وأهليهم يتسائلون .. اين الحق الشخصي واين الحكومة من حقها العام ؟؟ هل إعلان القتل لنا وتشطير اجساد ابناءنا ، يلزمن أن نرتل .. لقد انتصر دم المنحور على سيف الجلاد ؟ ولكن هل تسائلنا مرة بأن رمز هذا الشعار لم يهادن ولم يواطن ولم ينزو في مخابيء ، بل قفز بكل اباء ليقاتل امبراطورية ابناء اكلة الكبود بعدتها وعددها ؟؟
هل قدم الحسين ع رقبته للجلاد ام سعى الى الجلاد ليحق حقا ويبطل باطلا ويجتث باغيا ؟
دولة الرئيس .. هي اقرب الى الحيرة حين تتلاقفها عدة معطيات . اولها .. الاغلب الاعم يدرك نتائج اعلان حرب على العصاة الزناة ، كيف ستدور واي ادوار ستاخذ ، واول من يدرك ذلك هم انفسهم اهل البغي ، يؤسسون لهذه اللحظة ، حيث يجروا الجيش الى هذه المنازلة لتتسع ومن هناك ستولد قضية اخرى .. اسمها الازمة العراقيه ، لينزلوا لاعبوا الادوار الاساسين الى هذه الاجواء . وطرح او تبرير مثل هذا ليس دفعا من رهبة ، او خوفا من خسارة غلة حصدت على حين غره ، ولا هو بالرأي الذي يقنع من تستعر مشاعرهم ، وتقفز قلوبهم من مواضعها ، حيفا واسفا على رجولة اوشكت على المهانه وتاسيسا لها على الاستكانة ..... ولكن السؤال ما تحصيل الحاصل حين تقرأ النتائج برؤية مدركه .
ثانيها . ان من خبروك ، وعرفوا طول اناتك ، وقدرتك في ادارة الازمات ، ان تسلط الضوء على ما خفي في هذه الانفس من غبث، وما ضمرت من نوايا ، وما افتضح من امر ارتباطها واجندتها ، وما وراء المطالبات من غايات ، حتى انشقت عشائر ، ونأى مخلصون لوطن ، عن تلكم اللمات ، فبقى عشير قطاع الطرق ، ولصوص ارواح الابرياء العزل .
من هذه الرؤية قد حددت الامور ، وحصرت هؤلاء في الزاوية الضيقه ، وأتت الادانة من اهليهم وعشائرهم . وقد اقمت الحجة التامة ، قانونيا ودستوريا في مطاردتهم .. ومثل هذا النفس يحتاج الى وقت ناورت به . فحين اعطيت واوفيت ، وتعاملت بالحسنى فاساؤا ، ومددت اليد فتنحوا ، ولم يبق منها الا ساعة صفرها . هذا الامر يدركه القائد وهو في اعلى انضباط دولته وقوتها ، فكيف وانت محاط فقط بمريديك من شعبك وجندك ، تتناولك الخناجر من اركان دولتك وسياسيها .
ثالثها .. من يريد الرد العاجل ، دون أن يدرك ان الساحة فيها من الامتداد والسعة ، ووعثاء وخشونة ارضها ، من مفاوز ومغارات ، بما يحتاج كل المستلزمات اللوجستيه ، من اليات ومعدات وجيوش وغطاء جوي حربي يفرض السيطرة على الارض ، وللاسف كان لنا من يمتلك هذه المعدات الفاعلة وخاصة الجو ، فأخرجناه على مضض من ارادته ، فانقلب هذا الصديق القوي الى متفرج ، يزرع في دربنا القنابل الموقوته ، وربما يدفع بادواته الاقليمية ان تلعب لعبة الدفع الطائفي في تمزيق البلد
سيدي ابا اسراء .. ان من يتصور انها هجمة عبثية ، وتحتاج الى ردع مباشر دون قراءة ، أتصور انه مصاب بقصر النظر . انها الهلالات السنيه كما يخطط لها ، البلدان المتاخمه لهذا البلد ، والغاية ان يعزلونا في الخط الايراني ، شئنا ام ابينا ، وحينها سيكون للعربان صفا مع اسرائيل والقوى الكبرى ، وحينها لا مناص ، الا ان نكون وسط اوارها .
ومن بين هذه المحاور ، حين نؤشرعلى بعض مساند الدعم ، يثار تسائل ، ليس من باب الريب والظنه ، انما من باب الاحتياط واجب ، ان بعض العشائر وهي تعلن ولائها للحكومة ، هل تمتلك القدرة بمكان ان تفرض رايها وسطوتها على الساحة ، وهذه الاشكالية او الاحتمال يتأرجح حسب طبيعة القوة العسكرية الحكومية ، وفرضها سطوة القانون ومسك المعركة . وهذه الاحتمالية ترجحها ، هو النظر الى الخلف ومن يقف وراءك من اهليك ، كيف يفكرون ، واين يرمون " سنارات " صيدهم وما هي مواقفهم ؟
ان الحقيقة على الارض وكتحصيل حاصل ، ان من يقف امامك ، ليس لك مكان لا في افكاره ولا الساحة ولا الحكم انت وطائفتك بمختلف تياراتها . ان العداء الموهوم المبطن لاسرائيل تحول وبجد وفعالية مادية وبشرية ومن خلال الدعم المنقطع النظيرالى عداء الى هذه الطائفة ، وهو لافتة رفعتها قطر والسعودية وتركيا والامارات واسرائيل وحكومات الربيع الساخن والشراذم التابعة لها.
السؤال من اين نطل على الوجود ؟
الشارع ينادي اضرب ضربتك الموجعه وليكن الجحيم . وما أحق العيش في أن لا تعيش ذليلا ، بين ذبيح ونثار تفخيخ . وهذا الامر بقدر ما يخذل عزيمة المظلوم يقوي من عدوانية الظالم ، ويزيدهم غلوا ، حين يأمنون العقاب .
سيدي الكريم لقد تجاوزوا المطالب حتى اصبحت احدى اثنتين .. الاقليم ... وياليت طلبهم هذا يؤسس بالطرق الدستوريه والحوار ، بل المطالبه به تحت وطأة السلاح ، واقليم مثل هذا سيكون مرتع لكل من يشتهي ان يمضغ القلوب والكبود ، ولا نحتاج الى عرافة لتقول لنا سيكون اهل هذا الاقليم ملائكة نور وسماحة ، انما ستقول انظروا كيف اخرج صاحب جبهة النصره في سوريا قلب مواطن وقضمه ، وان فاتكم هذا انظروا الى محمد خميس ابو ريشه كيف اخرج كبد احد الجنود ، وككلب عقور نهشه . ولا نحتاجها ايضا ، لتقول لنا ماهو امتداد الاقليم ، بعد ان يتحد بالمدن السورية الحدوديه ، ويمتد مع حدود الاردن للسلفية القادمه ، وكيف سيكون محافظة سعوديه ، يسام شعبه كالنعام ليمتدوا الى طلبان
اما المطلب الاخر هو الحرب ، هذا لسان حال سفلة المنصات ، وليدرك الناس ان القتال قائم سواء ااعطيتهم اقليما ، او تضيق الامور لتجعل من القتال فرض لازم .
هذا ما يقوله شارعك دولة رئيس الوزراء ، ويدعوك الى التجنيد الاجباري ، كي نكون او نكون ولننتظر قوادم الايام ، ليكون الرد .. فان اتوا الى السلم اهلا ، وان باعدوا فنحن لم نبتعد عن شرف وجودنا على هذه الارض منذ الاف السنين .