طائفيون واِن لم يعترفوا ... !!/جمال الطائي
Wed, 22 May 2013 الساعة : 0:27

وللطبيعة أيامها التي تمتحن فيها صبر الانسان وقوته وتماسكه ، فيضان هنا وزلزال هناك وعاصفة هوجاء أو اِعصار في مكان ثالث ، ومن المؤكد اِنه لا يوجد مكان على وجه الارض في منأى عن غضب الطبيعة واختباراتها ، ويبقى المهم هو تصرف المجتمعات والسكان اِزاء هذه الكوارث ،فكلّما ازداد التالف الاجتماعي والتمدّن والتعاون كلمـّا تجاوزت المجتمعات والدول الاثار السلبية لهذه الماسي باسرع وقت ، ليس ببعيد عن أذهاننا التسونامي الذي ضرب قبل سنوات عدد من دول المحيط الهادي ( اندونيسيا والفلبين وتايلند ) والذي خلـّف مئات الالاف من القتلى وعشرات المليارات من الدولارات من الخسائر المادية ، وليس ببعيد أيضا ً زلزال اليابان ومأساة محطة فوكوشيما النووية التي كان يمكن ان تكون مأساة انسانية لولا لطف الله ، في كل هذه الامثلة لابد أن يستوقفنا التصرف الرائع من شعوب هذه الدول المنكوبة ، فقد تعاضد الجميع وتازروا لتعبر دولهم على مأساتها ، تساند الجميع ساسة وشعوب وبذلوا كل شيء ليخففوا عن بعضهم البعض أثر وهول المصيبة التي حلـّت بهم ؛ حتى يوم ضرب الارهاب المتطرّف برجي التجارة في امريكا توّحد الجميع حتى الحزبين اللدودين الجمهوري والديمقراطي أمام خطر الارهاب الذي سفك الدم الامريكي ،
في بلدنا الذي دائما ً ما نفتخر اننا ورثناه من أجدادنا جِـدّا ً بعد جــِد وعلى مدى خمسة الاف سنة ، فعلى مدى العشر سنوات الاخيرة لم تستطع انهار الدم التي سالت من كل العراقيين أن تجعلنا نتوقف للحظة لنسأل أنفسنا : لماذا؟ ، ولمصلحة من يقتل بعضنا بعضا ً؟ ماذا خسرنا ؟ وماذا سنربح بقتل اخواننا؟
ساستنا ، كل ساستنا تجـّار حروب وأمراء طوائف وانتهازيين ، نحن شعب طائفي بامتياز ، ودليل طائفيتنا وانتهازيتنا وجهلنا هم ممثلينا الذين انتخبناهم ونصرّ كل بضع سنوات على تجديد البيعة لهم ،
بالامس القريب امتحنتنا الطبيعة في واحد من كوارثها ، أمطار وسيول اجتاحت معظم مدن الجنوب ، فتحطمت سداد وغرقت مئات الالاف من الدوانم من افضل اراضينا الزراعية وغرق معها مئات الالاف من اطنان الحنطة والشعير ، غرقت مدن وقرى وتهـجرّت الاف العوائل وانقطعت السبل بالعشرات الذين حاصرتهم مياه الفيضان،
فما الذي حصل من سياسيينا ،لقد تصرّف معظمهم بمنتهى الطائفية المقيتة ، وكي لا يقال اننا نظلم البعض ، فلنذكر مثلا ً السيد / محمد تميم ( وزير التربية المستقيل ) ورغم ان مئات الالاف من ابناءنا الطلبة فقدوا مدارسهم أو اضطرتهم السيول للنزوح الى مناطق أخرى بعيدة ورغم ان مجالس المحافظات للمناطق المنكوبة خصصت العديد من المدارس كأماكن لأيواء العوائل النازحة ، ورغم اننا في نهاية السنة الدراسية وهناك طلبة ( بكالوريا ) يقف مستقبلهم الدراسي في المحك ، فان السيد الوزير ( ألمستقيل قريبا) لم تحرّكه ( نخوته ) الوطنية أو واجبه الوظيفي والوطني ليذهب لمساعدة الطلبة في المناطق المنكوبة وتهيئة البدائل السريعة كي لا تضيع عليهم سنة دراسية كاملة ، رغم ان السيد الوزير ( بلحمه وشحمه ) قضى عشرات الساعات ( يتفاوض ) مع ( الارهابيين ) القتلة المندسين ضمن المعتصمين في الحويجة لمحاولة اخراجهم بسلام من تحت ايدي القوات المسلحة !!
عشرات الالاف من اطنان الحنطة والشعير أتلفتها مياه الفيضان ومئات الالاف من الدوانم الزراعية التي جرفتها السيول ومليارات الدنانير من الخسائر التي ضربت الفلاحين وخسائر فادحة بثروتنا الحيوانية كل هذا لم يستفز ّ السيد / عز الدين الدولة وزير زراعتنا ( ألمستقيل أيضا ً ) ليترك منتجعه المريح في الاردن ويتداعى مع الخيرين من العراقيين لتخفيف وطأة هذه الكارثة على فلاحي ومزارعي المناطق المنكوبة هذان الوزيران تصرّفا بمنتهى الطائفية واللاوطنية ، ليعود وزير الزراعة ( وبلا سبب مقنع ) الى وزارته لينتفع من خيرات ومكرمات منصبه الوزاري وليذهب زرعنا وثروتنا الحيوانية للجحيم ما دامت وزاراتنا ( ملك صرف ) للاحزاب والكيانات تتركها متى شاءت وتعود لها حين تحب !!!
أمـــّا أمـــم ّ المصائب فهي مصيبتنا بنائب رئيس الوزراء لشؤؤن الخدمات ( أكرر شؤؤن الخدمات ) السيد / صالح المطلك ، قولوا لي بالله عليكم هل هنالك من فئة في طول العراق وعرضه أحوج للخدمات الان أكثر من مواطني المناطق المنكوبة ، الذين فقدوا بيوتهم ومحاصيلهم وهربوا طلبا ً للنجاة بارواحهم ، السيد نائب رئيس الوزراء للخدمات حتى هذه اللحظة لم يفكــّر أو يكلــّف نفسه ( ولو من باب رفع العتب ) بالذهاب الى مدن الجنوب المنكوبة ، في حين كان دائم التردد على مناطق الاعتصام في الرمادي والحويجة ( رغم انها مناطق غير منكوبة ) يعني ليست من ضمن اختصاصات وظيفته
ولكنه كان يقدّم خدماته من أجل اخراج الارهابيين من ساحات الاعتصام كما صرّح بذلك علانية السيد وزير الدفاع وكالة / سعدون الدليمي !!!
رئيس مجلس النواب العراقي / أسامة النجيفي والذي لو نحسب أيام اقامته في اسطنبول لوجدناها أكثر من أيامه في بغداد ، لم يكلّف نفسه ( وهو رئيس برلمان العراق ) ان يزور المدن والمحافظات المنكوبة ولا مرة واحدة ، لكنه زار محافظة ديالى مرتين في بضعة أيام ( بعد تفجير ارهابي فيها ) ليهاجم الحكومة من هناك !!
نحن ( عرب العراق ) لسنا دولة ونظام واحد ، نحن دولتان ونظامان ، نحن شيعة وسنة ، نحن طائفيون في تصرفنا وتعاملنا ونظرتنا بعض لبعض ، نحن نقتل بعضنا انتصارا ً للطائفة وليس للوطن وجود في مخيلتنا ،لم يحتاج بعض ( أهلنا ) في المحافظات الغربية لمليارات قطر ليقطعوا طرق المسافرين ويعتدوا على الاعراض فقد فعلوها ومنذ سنين !!
هؤلاء هم ساستنا فمن لم يكن طائفيا ً منهم تراه انتهازيا ً ، والا ّ فهل يعقل على رئيس كتلة تقدّم نفسها ناطقة بأسم الفقراء والمحرومين ، وهو يمثل ّ محافظة من المحافظات المنكوبة وهي ( الناصرية ) وأقصد هنا السيد / بهاء الاعرجي وتياره الذي لم نرى واحدا ً منهم يتفقد المحافظات التي انتخبته وأوصلته ( لنعمة ) البرلمان ، ولكنه قضى أيامه هو وشلــّته يطالعنا كل مساء من قناة البغدادية ليكلـّمنا عن فساد صفقة ( كشف المتفجرات ) وليس في ذلك جديد ، فكلنا نعلم ان الدولة العراقية بكل مفاصلها غارقة في بحار من الفساد ، ولكنهم ارادوها ( صولة ) على المالكي وحزبه وليذهب الفقراء للجحيم ، فمن يهتم لهم؟؟؟
بعد كل هذه الانتهازية والانتهازيين والطائفية ورجالاتها ، هل هناك من سيخرج علينا ليقول : لاتوقظوا ألفتنة .. بالله عليكم ، وهل نامت الفتنة يوما ً أو أغمضت عينيها عنــّـا
حتى نضطر ّ لايقاظها !!!
ألمهندس / جمال الطائي